قول فصل يصف فيه المولي عز وجل حال كل من أشرك به يوم القيامة، حالة من الفزع والرعب لكل عاص متكبر تناسي وهو على أرض الدنيا أن يومًا ما سوف يأتي الله تعالي ليحسم كل الأمور مهما طالت مدتها ومهما ظن العبد أنه قد ملك الدنيا وما فيها.. لكل ظلم نهاية ولكل عاص فزع ورهبة، فلا تستهين بالظلم وتتكبر على خلق الله، مهما طال الأمد لابد وأن يأتي النور محمولًا على عرشه ليحسم الأمور ويعيد الحق لأصحابه، فلا تكن من المفزوعين ولا تظلم مهما طال بك العمر، فرهبة الموقف يوم الحشر أقوى من أن توصف بكلمات، يكفي أن تتخيل معني وأفئدتهم هواء.. كلمات تحمل كل معاني الفزع والرعب والترقب للمصير المنتظر، لا شيء يغني عن هذه الوقفة إلا القول الحق ونصرة المظلوم والإيمان بالمولي عَز وجل.
لا تنسي أن الدنيا بيت انتظار مؤقت، وأننا جميعًا على سفر قاصدين دار الحق، منا من يذهب إلى الجنة، ومنا من يعرف طريقه إلى النار وآخرون موقوفون على الأعراف في انتظار حسم الأمور، احجز مقعدك واعرف جيدا أن القلب هو سر النجاة قلب سليم وقلب هواء كل منهما يعرف وجهته، حافظ على قلبك مهما كان الأمر، فالرحيل محسوم بموعد لن يتغير ولن تحيا أكثر من عمرك مهما طال بك العمر، احرص على أن تحافظ على تلك المضغة الصغيرة التي تحرك الأمور وتسعد من في القبور.
حياة تملؤها الحكمة ربما نحياها ونحن في ضرر مما نراه من حولنا من فقر وظلم وقهر، ولكن لا تحزن مهما كانت الظروف فالحياة إليى زوال والرحيل قادم، اعمل له كما كنت تعمل للحياة الزائلة وتوخي الحذر من كل الأمور، فالحياة مراقبة بكل ما تحمل من تفاصيل وأشياء، كل خطواتك مرصودة من إله عادل لا يعرف الكذب والخداع، إله لك معه موعد فحافظ عليه، لا تفعل ما يخجلك فيأتي يوم الرحيل فإذا بك تحمل في قلبك الضعف والوهن فتصبح مهطع الرأس لا يمتد إليك طرفك وفؤادك هواء.
يومًا ما سوف يُنْصَب الميزان ويأخذ كل ذي حق حقه ويتخلي عنك الشيطان وتقف وحيدًا خائفًا ترجو من المظلوم أن يعفو عنك، الأيام دول فلا تضع نفسك في مشهد عظيم جلل، مخذولًا مذلولًا، ترجو العفو والمغفرة، كما للأرض نهاية، لكل ظالم موقف يوم عظيم.. " ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ".