الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ما جزاء الإحسان!!


كنت أحسب انه يسألنى ليعرف منى الإجابة فأجبته وانا كلى ثقة..جزاؤه إحسان كما قال الخالق سبحانه، فصمت قليلا وقال انا لا أتحدث عن جزاء الخالق لإنى أعلم عدله ولكنى اتساءل عن الخلق وتعاملهم مع من يحسنون إليهم، ثم نظر لى وقال ماعليك اراكى على على خير .

مضى على هذا الحوار الذى دار بينى وبين معالجى النفسى ما يقرب من ربع قرن اخذتنى الحياة وقد تكون أخذته ولم التقيه إلا مصادفة فى بلدى الثانية التى أعمل بها منذ فترة تجاوزت السنين الخمس وكان اللقاء حارا من جانبى روتينيا من جانبه هو وبعد ترحيبى به وسؤالى عنه وعما جاء به إلا هنا كانت إجابته العمل والهروب.

وجلست معه فى مقهى أخذتنا إليه خطواتنا وربما إصرارنا على العودة بالزمن الى ماضينا .قال لى هل تذكرين آخر حوار بينى وبينك ؟فقلت بسرعة نعم ..جزاء الإحسان، فقال نعم فأنا عرفت اننى رددت الإحسان بإساءات والجميل بالغدر والحب بالفجور والتواضع بالعلو والغرور..عندما سألتك كنت اردد ماسألتنى إياه إحدى مريضاتى وهى تقص لى معاناتها مع زوجها وكيف أنه تحول إلى أسد كاسر عندما شبع وصار شهيرا مشهورا، وكيف أنه نسى الفضل بينهما وتمعن فى إذلالها وكانت كلما تذكره بالاينسى ماقدمته له وبان لا يحملها مالاطاقة لها به وأن يحدد ما يريده منها فإما تسريح بمعروف وإما عودة للسكن والرحمة والمودة كما أمر الله، كان كلما طلبت منه ذلك كان يزداد تعاليا وتهربا منها ويتركها معلقة ويترك الكل يقول عنها مالا تريده ومالاينتمى لأى واقع وليس صدقا ولا صحيحا.

وصمت وقال لى وعندما سألتنى هل يكون جزائى ماصرت عليه ؟وايضا هل الله سيترك الظالمين يتمادوا فى ظلمهم ولايجازى المحسنين باحسانهم ؟واذكر اننى استقبلت كلامها بتصنيف علمى وبجرعات من المسكنات والأدوية وتوصيات بالسفر والبعد عن المسبب للمشاكل.

ولم ينفع علاجى كما لم تستطع هى ان تقاوم كسرة نفسها من صنيعه السيء معها وانتحرت وتركت جرحا فى قلبى جعلنى ابحث عنه ذلك الرجل الذى طعنها بسكين تجاهله وغدره و‘هماله لها وتركها معلقة فى حين استحل لنفسه كل الحياوات وكانت رغبتى فى الانتقام منه اقوى من رغبتى فى معرفة اسباب مافعله مع مريضتى والتى كنت اراها نموذجا ملائكيا فى عالم شرير وملك لشخص انانى.

تحايلت على كل الوسائل المشروعة وقابلته وعرفته بنفسى وبأننى كنت معالجا للفقيدة، وجاء رده باردا تقصد كنت مسارعا فى جعلها تفارق الحياة؟ واستفزنى تفسيره فسارعت بالإجابة قائلا ..انت تعلم من الذى أوصلها لهذه النتيجة رحمها الله.

فرد مستهزءا كيف ترحم وهى اختارت ان تبعث على كفرها ؟؟ فكان ردى عليه بالهجوم ومحاولة ضربه إلا إنه ببروده المعتاد منذ بدء كلامنا أبعدنى عنه وقال لى ..سبحان مقلب القلوب ..تلك اجابتى عليك ومضى لحال سبيله ولم يوقفه مناداتى عليه ولا مطلبى بان يوضح لى ماخفى وماكان سببا لما آلت اليه فقيدتى.

وعندما سألتك كنت أريد أن آخذ منك إجابة واذهب بها الى مدفنها واطيب بها ثراها ولكنى لم افعل لأننى لم أعرف الاجابة حتى الآن فقد اصبحت مثل زوجها واصبحت زوجتى هى مريضتى ولم استطع أن أجازى إحسانها بإحسان بل تركتها معلقة ولكنى أعلم السبب فهو خوفى من فقدانها للأبد وأيضا لأننى فى انتظار مقلب القلوب وهادى الأحبة وربما منتظرا قابض الأرواح لاننى لست بمحسن وأمثالى يهيمون على وجوههم منتظرين عقاب المحسن الوهاب.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط