تجربة " وعاظ المقهي" تجربة جريئة وقوية كخطوة من خطوات تجديد الخطاب الديني بشرط أن تنفذ بشكل صحيح ولا يقتصر التغيير في الشكل فقط وهو مكان " الوعظ" إنما يشمل الرسالة فهي الأصل في التجديد.
وهنا تطرح بعض الاسئلة نفسها حتي لا تصبح تجربة غير مأمونة العواقب ، فمثلًا ما مدى جاهزية شباب الشيوخ المشاركين في التجربة ومدى استعدادهم للرد على فتاوي وتساؤلات النماذج المختلفة لرواد المقهي ؟؟ هل سيتحقق الناس من شخصية الواعظ أم أن ارتداءه الكاكولا والقفطان هو جواز المرور الآمن ليتغلغل وسط أفكار الناس ورصد حياتهم وحكاياتهم وهو السلاح الأول في يد كل من يريد بنا شرًا ( جمع المعلومات )؟؟
سؤال آخر يفرض نفسه بعد وجود فتاوي لمشايخ لهم قدرهم كانت بمثابة رخصة لإزهاق أرواح وإهدار دماء بأيد باردة وبيقين جاحد فمن سيراقب ويقيم ويتأكد من عدم وجود نغمة نشاذ تفسد التجربة!! فإذا أسفرت التجربة عن شاب واحد ينضم باسم الإسلام لصفوف (المجاهدين) فلن يشفع لها انضمام 100 شاب لصفوف المصلين !!
تجربة جميلة لكنها سلاح ذو حدين يعتمد علي كيفية استخدامه، لذا فمن الأفضل في ظل التخبط الذي نعيشه في الوقت الحالي أن لا تكون التجارب فردية علي هوى أشخاص مع كامل احترامي لشخصهم الكريم، لأنه مع الوقت القريب ستنطفئ الكاميرات وستنشغل القنوات التي سجلت ورصدت التجربة في مهدها، فذلك سيمنح لكل من تسول له نفسه بث فكر معين أو أفكار هدامة مستغلًا عباءة الأزهر الشريف ومتسلحًا بشرعية منبره في جو هادئ بعيدًا عن الأعين بنشر ما يحلو له.
إن مُلاحظِة وجود عالم آخر نحيا فيه غير عالم الجوامع والجلسات الأنيقة والندوات المتأنقة هو بداية الطريق السليم، لكن كيف سنتعامل مع ذلك العالم هو التحدي الكبير؟.