قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

داعش والرقص على الدماء

×

كان من المستغرب أن يقوم أحد التنظيمات الإرهابية بإعلان الدولة الخاصة بها وتكشف الهيكلية التنظيمية لقيادته، مما عرضها للنيران المباشرة من قبل المجتمع الدولي، خصوصا وان تاريخ العمل الإرهابي كان يعتمد على الاختفاء والتخفي لضمان السرية وتأمين حرية التنقل والتمويل والتخطيط.

فداعش الذي كسر القاعدة العامة للإرهاب بإعلانه لدولته المزعومة، لم يكتف بهذا بل كشف عن قدراته العسكرية وطرق تمويله ومصادر التبرعات، علما أن أمراءه كانوا يعلمون جيدا أن هذا الانكشاف سيؤدي إلى نهايتهم السريعة، وعلى الاقل إعلان حرب مفتوحة ضد التنظيم في مناطق سيطرته المعلن عنها على أنها الدولة الخاصة به.

إلا أنه وبالتمعن بتفاصيل ما حدث في سوريا والعراق وباقي الدول، نجد أن هدف هذا الكشف يهدف إلى إيجاد بحور من الدماء، ليس فقط بسبب المعارك ضد داعش، بل بنشر روح التعصب الطائفي والديني الأعمى الذي اجتاح سوريا والعراق بين السنة والشيعة بعد نجاح التنظيم إذكاء النار بين الطرفين، وفي المقابل جدد التنظيم في الغرب موجة الكراهية ضد المسلمين من خلال الترويج على انه ممثل المسلمين وحاميهم من خلال آلته الإعلامية الضخمة التي كان ولايزال لها الوزن الثقيل.

ولعل مصر ربما الدولة الوحيدة التي افشلت مخطط رقص داعش على الدماء، بعد افشال مخطط إشعال النار بين المسلمين والأقباط من خلال استهداف الكنائس والأقباط تحديدا بمراجعة على رد الفعل القبطي للانتقام او التعبير عن الغضب، رغم تراجع الاداء الاعلامي بعض الشيئ في مصر ضمن المواجهة الإعلامية مع داعش وتواضعه، ورغم انتشار الأفكار المتطرفة التي زرعتها تنظيمات كثيرة منها جماعة الاخوان المسلمين الارهابية وبعض الفصائل والحركات المشتقة منها.

وربما من حسن حظ مصر واهلها وجود العقيدة الصافية التوجه الموجودة لدى الجيش المصري، الذي استطاع منع النزيف المخطط له، بسبب التفاف المصريين حوله، فالالتفاف حول الجيش يعني الالتفاف حول الوطن، ومع سقوط هذا الالتفاف يسقط الوطن وتبدأ نتائج المشاريع التدميرية بالظهور، على أمل أن تحذو بقية المؤسسات الحكومية حذو مؤسسة القوات المسلحة من ناحية نشر الروح الوطنية والانتماء للوطن، خصوصا المؤسسات الإعلامية والثقافية التي لا تستطيع بسبب متطلبات العصر القيام بهذا الدور وحدها بل من خلال معاونة المؤسسات الخاصة المشابهة.

فالمواجهة مع الارهاب وداعش تحديدا لا تكفي أن تكون بالحديد والنار، بل يجب أن تكون بروح الانتماء والتثقيف الوطني وبث الروح القومية الصحيحة، وإشراك الجميع بعملية المواجهة على اعتبار أنهم مواطنون ولا يعيشون على هامش المجتمع.

حمى الله مصر والمصريين
حمى الله بواسل الجيش المصري
رحم الله شهداء الارهاب

وللحديث تتمة