لا يا راجل ،.. لا يا شيخة ... أسلوبان ( للإسبهلال ) عندما يقع علي رأسك خبر يقع في منطقة ما بين الإشاعة والحقيقة ... وعادة تلك هي منطقة (جس النبض ) لصانع الفكرة قبل أن يبدأ تنفيذها بكرة ، بعد أن يطمئن أن كل ( راجل ) و ( شيخة) سيشعلان وطيس معركة يأملها ويتمناها ويتوقف مدي نجاحه عليها!!...
في لحظة إستطاعت (سما المصري ) إشعال سماوات المصريين من الصحافة والتلفزيون ومواقع التواصل الإجتماعي بخبر من أربع كلمات مصاحبين لأسمها " سما ستقدم برنامج عن بر الوالدين "وإنتهي الخبر وبدأت الحكايات التي ينتظرها صناع البرنامج المنتظر لأن الخبر كان خبر سادة ، لكن السادة والسادات متداولي الخبر سيقومون بالتخديم اللازم علي الخبر وإضافة ( العيش والسلاطات علي كل نوع) ومن هنا ستبلور الفكرة الحقيقية للبرنامج فبعد أن كان لبر الوالدين أصبح برنامج ديني وأضيفت إليه لقطة الحجاب( حتعمل شُغل بصراحة) وبذلك أكتملت الصورة ليعرض في رمضان وهنا يخُر صناع البرنامج لله شكرًا علي إنها ( جَبَرِت الموسم ده) والحمد لله !! قبل أن تحاسبوا سما يجب أن نحاسب أنفسنا فنحن من سمحنا لسما بإختراق سماواتنا بمنتهي الأريحية ..
في السنوات اللأخيرة أصبح من الدارج أن يفرز المجتمع ظاهرة ما هي إلا إنعكاس واضح لرغبات وأهواء هذا المجتمع كظاهرة ( آل كارديشيان ) ... ولكن لأن كل إناء ينضح بما فيه فالكاردييشيان هم أيقونة للجمال والموضة وربما لمتابعة حياتهم الشخصية عن قرب حيث تمتاز حياتهم بالكمال في نظر المجتمع الامريكي... من ماذا يأكلون وحتي متي ينامون.. ولا يتوقف ( الكارديشيان ) عن تطوير أدواتهم بما يعلموا ما سيخدم شهرتهم بل وتعاطف مجتمعاتهم و إستياء مجتمعات أخري فالحالتين ( التعاطف والإنكار ) هم الخدم المخلص للشهرة ، فأحيانًا نفاجأ بأن زوج الأم خضع لعملية تحول جنسي وتحول إلي أنثي!!
فهذا دارج في مجتمعاتهم بل ويعكس ثقافتهم في التعامل مع تلك الأمور الشائكة لدينا, وهو المطلوب تمامًا، خلق حالة من الجدل للسباب وكله في صالح نسب المشاهدة ..ومن الطبيعي تطالع (كيم) جمهورها بصورها العارية لتثبت أن ولادة طفلها الثاني لم تؤثر على رشاقتها وتطمئن معجبيها( فهي لا تداري عن جمهورها أي شيء ) !!
فبالرغم من موجة الغضب و اللغط التي تثيرها في مجتمعها إلى إنها علي يقين أنه غضب ( فُض فوه) يعني كلام للكلام لكنها على يقين أن ذلك ما يؤجج شهرتها .. فهي تعلم تمامًا حاجتها من حين لآخر للدخول لدوائر الضوء التي لا سبيل للوصول إليها إلا بافتعال حدث يزيد نسبة مشاهدة صورها ومقاطعها علي شبكات التواصل الاجتماعي المختلفة فتزيد معها الإعلانات والدولارات... وحتي لو تعرضت لنقد وهجوم حقيقي من البعض فذلك تمامًا ما هي في حاجة إليه لرفع نسب المشاهدة وخاصة أنها لا عمل لها ولا تاريخ لها إلا ذلك..
وبالمثل تمامًا سما المصري التي تستمد هويتها من مقاطع الفيديو التي تنشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي ولكن لان المتلقي ملول بطبعه وخاصة مع وجود العشرات من شاكلة سما علي نفس المواقع فهي تستغل خبرتها في ( الشغلانة ) وتفاجئنا كل فترة بما يجعلها ( علي كل لسان) فكثرة السلام حتمًا حتقل المعرفة يومًا ( فمن صباح الخير الي تصبحوا علي خير أصبح مكررًا يثير الملل ) حتي لو تخلله أحيانًا مقاطع وهي في البانيو أو في الجيم أو في سريرها لتثبت لجمهورها جمالها الرباني من غير ( مكياچ ولا باروكات !!) و حتي بالإسدال الصلاة كله بالتعود سيصبح مملًا وعاديًا..
ولأن قواعد لعبة الإستمرار ( لسما مصر وكيم أمريكا) هو إثارة الاستنكار فهم يعلمون علي أي وتر يلعبون ... فما ستحققه كيم هناك بالتجرد من ملابسها و فيديوهات الخارجة .... ستحققه هنا سما بالألتزام بملابسها وبإشاعات زواجها من الرجل الغامض الخطير!! كلتاهما علي قدر من الذكاء الكافي لاختيار معاركهم فهما ومن خلفهما من مخططين لمستقبلهم المبني كبيوت من الرمال علي علم بالضربة ( اللي توجع المجتمع وتقوي موقفهم لكن ما تموتش مستقبلهم العظيم ) سما علي يقين بالمزاج العام للمصريين ومن السياسة للدين للزواج العرفي بأحد كبار رجال الدولة كلها مواضيع الساعة في كل ساعة للمصريين .. علاج الباطل إجتنابه !! إحسنوا اختيار ما يقتحم سمواتك يا مصري و كن علي يقين أن كل لايك و شير تساعد في صناعة ذلك الباطل ...فماذا بعد يا سما ما تحمله جعبتك من بلبلة لمن صنعوا منك ( سما)!!!