EN
الحب والحرب كلمتان خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في وقعهما علي الأنسان فكلاهما تأثيره يعصف بكل مناحيحياتك , متشابهان في متطلباتهم فحاجتهما للإيمان والصبر والإخلاص والأمل والقدرة علي تحمل الألم واحدة..فرحهما غالي و حزنهما عالي ... قادران علي إستهلاك بطارية عمرك دون أن تلحظ الخطوط الرفيعة حول عيونقلبك والشعيرات البيضاء المنفلتة في جوانبه ، كلاهما تدور أحداثهم في مِيدان الفرص الضائعة اللتي تصادفك فيقلب المعركة ، تأتيك أحياناً وكأنها " حوت السبت" الذي جاء ليفتنك ويختبر إيمانك وصلادتك ... وأحياناً "كهدهدسليمان " الذي جاء ليهديك الحكمة ، ولكن وقع ضربات الطبول والقلوب يصم الأذان و يعمي العيون فلا تستطيعأن تدرك الفرق بين الحوت و الهدهد وغالباً ستظنهما " حِمار العزير" الذي أرسل إليك مكافأةً لك علي صُنع ماتظنه معجزة لم يجيء بها قبلك أحد من الإنس والجان !!
الفرق بين الكلمتين حرف كل ما يستلزمه الأمر هو "غض طرف " ليتحول أحدهما للآخر... التفاصيل هي أُكلهما فكلاهما يقتات عليها ليشتعل وهَجُه وتجاوز تلكالتفاصيل ينذر بنهاية خاسرة مبكرة للمعركة علي الصعيدين ،... تِشعل الحرب بدعوة الحب .. و يسقط الحب كأولشهيد في الحرب.. فما يجمع بينهما شبهاً عميقاً ينطوي علي تضاداً مبيناً وإن إتخذ كلا منهما مسلك الآخر لتحقيقأهدافه.. فبأسم الحب أهدرت حيوات و ذبحت الأنسانية علي مرّ العصور مرات و مرات سواء حباً معلناً للذاتالإلهية أو متوارياً للذات الإنسانية فتقدم القرابين لشحذ الرضا ، والرضا علامة من علامات الحب... ولكن أهناكمن راضٍ ؟ فعن أي حب يتحدثون؟
فأرض الحب لا تروي الا بدماء نابضة ساخنة متجددة تنطق بأسم الحياة ، وأرض الحرب لا ترتوي إلا بالدماء المتجلطة الباردة اللتي لا أثر فيها للحياة ، وإن تشابها في طهارة تلك الدماء...إذاً لا مكان لحب علي أرض الحرب،.. وإذا كان( الله محبة) ، و رسله هم رُسل تلك المحبة ، فقطعاً لا وجود لرضاالله علي تلك الارض المخضبة بألوان الموت لأنه موت غادر على أرض معركة وهمية في عقول لوثِت بحبالسيطرة لترضي ذاتها الهشة، ولم يداري عوراتها ثوب حب الله ورضاه الذي صنعوه بإيديهم اللتي تقطر دماً، فماكان إلا ثوباً مهترئً يَشِف و يصِف بفجاجة كراهية مميتة لكل ما يرتبط بالحب ....
فيسقط الحب صريعاً ولا تبقي غير الحرب بنارها اللتي تلتهم كل قلب أبيض وكل عقل أخضر... "إزرع في الأرض حب ستجد الأرض سماءً وأنزع من الأرض الحب ستجد الأرض قبراً " هكذا قال البابا شنوده في إحدي عظاته مُلخصاً كل ما يمكن أن يُسطِّرفي كتب عن الحرب ضد الإنسانية فما الإنسان إلا وطن و عقيدة وحرّية... سنحيا على الأرض وسنزرع فيها بذورالحب وسنرويها بدماء المحبين وسنخوض حرباً ضد التطرّف والجهل لن نسفك فيها قطرة دم واحدة فمن قتل نفسٍ بغير نفس كأنما قتل الناس جميعاً " ما يقيمنا فيها أن ( الله محبة ).....
