الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أبناء بورسعيد.. رمز الوفاء والانتماء


انتفضت مدينة بورسعيد يوم الأربعاء الماضى، وعاش شعبها أسعد لحظات حياته، وهو يشاهد فريق الكرة بالنادى المصرى يؤدى تدريباته على ملعب استاد بورسعيد، بعد غياب دام 5 سنوات، بسب الأحداث التى شهدتها مدرجات الاستاد، وراح ضحيتها 73 مشجعًا من جماهير النادى الأهلى، نحتسبهم من الشهداء بإذن الله.

وداخل مدرجات الاستاد، احتشد حوالى 15 ألفا من أبناء مدينة بورسعيد الباسلة، وضربوا أروع الأمثلة فى الوفاء والانتماء لبورسعيد، وكانوا فى قمة الفرحة والسعادة، غير مصدقين، أنهم عادوا من جديد لملعبهم المفضل، الذى شهد انتصارات وانكسارات النادى المصرى منذ نشأته وحتى يوم الحادث المشئوم، فى فبراير 2012.

عودة النادى المصرى إلى بيته، جاء بفضل جهود كل من طالب بإعادة فتح استاد بورسعيد من جديد، ويأتى فى مقدمتهم رئيس النادى المهندس سمير حلبية وأعضاء مجلس الإدارة، حيث بذلوا مجهودًا كبيرًا مع القيادات الأمنية ووزيرى الداخلية والرياضة وأصروا على العودة لاستاد بورسعيد مرة أخرى لبث الفرحة بين جماهير المصرى، وهى خطوة موفقة يستحقون عليها كل تقدير من جانب أبناء المدينة.

وكنت من ضمن المطالبين بعودة المصرى لاستاد بورسعيد مرة أخرى وكتبت بالحرف فى مقال سابق هنا فى "صدى البلد": "أطالب الجهات الأمنية، ووزير الشباب والرياضة، بعودة المصرى إلى بيته مرة أخرى لأنه حق أصيل للبورسعيدية، وعلى مجلس إدارة النادى المصرى، وأعضاء مجلس النواب عن المدينة، التمسك بهذا الحق".

يومها كتبت ذلك عن إقتناع بعد الظهور المشرف والحضارى لجماهير المصرى التى ضربت مثلًا رائعًا للرقى والالتزام فى أولى مباريات فريقها ببطولة الكونفيدرالية الأفريقية فى إياب الدور التمهيدى، والتى أقيمت باستاد الإسماعيلية أمام فريق إفيانى اوبا النيجيرى، وكنت أرى أن حرمان الفريق البورسعيدى من أداء مبارياته على ملعبه هو بمثابة عقاب جماعى للمحافظة ولجمهور المصرى العاشق لفريقه بدرجة كبيرة.

من يحب بورسعيد، يتمنى أن يرى فريق المصرى، يؤدى جميع مبارياته، مع جميع أندية الدورى العام بلا استثناء، على ملعب ستاد المدينة الساحلية اعتبارا من الموسم المقبل، وهو الموعد الذى حددته الجهات الأمنية لعودة الفريق البورسعيدى لأداء مبارياته على ملعب المحافظة الرئيسى.

وعن نفسى، سعدت كثيرًا بعودة الفريق لأداء تدريباته على استاد بورسعيد، كما أتمنى أن يستضيف النادى لقاءاته الأفريقية فى بطولة الكونفدرالية اعتبارًا من المباراة المقبلة أمام كمبالاسيتى على ملعبه بالمدينة الباسلة ووسط الآلاف من جماهيره، ما يزيد فرص الفريق فى تحقيق مزيد من النجاحات والانتصارات.

وأؤكد أن عودة استاد بورسعيد للجماهير، هي بمثابة عودة الروح للجسد مرة أخرى، ومن جانبى أراها فاتحة خير لمدينة عظيمة، وجمهور عاشق لناديه، وفريق كبير اسمه المصرى، الذى تم حرمانه من أداء مبارياته على ملعبه، بسبب إعلام الفتنة وبعض منابر التحريض وبث الكراهية، هذا الإعلام القبيح أدى دوره كالحرباء فى تشويه صورة بورسعيد وأهلها وتجاهل تاريخها المشرف والناصع بالبياض.

أى محب لبورسعيد لا يمكن أن يتجاهل مقاومتها للعدوان الثلاثى عام 1956 وهى المحطة الأبرز فى تاريخها، وفيها قدمت المدينة الباسلة شهداء للوطن من خيرة أبنائها، بعد أن تعرضت لهجوم من البحر ودكتها الطائرات المعادية من الجو، لتخرج المدينة عن بكرة أبيها، متحدية ومتصدية لأسلحة العدوان وقد اتفقت جميعها على الكفاح المسلح لطرد قوات الاحتلال فى ملحمة نضال تؤكد أن أبناء بورسعيد كانوا رمزًا للوطنية والفداء، وسيظلون دائمًا مثالا للوفاء والانتماء.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط