من جرائم الحَوَل المتجول بعيون قناة الجزيرة

لن يطول الأمر كثيرا ... حتى يتكور الباطل في مكعبات على صورة دانات صغيرة لها مفعول الفضيحة بما تحدثه من أثر صوتا وصورة لتهشيم شكل الأسطورة التي تسمى قناة الجزيرة... !
القناة التي لا تتعامل مع الإعلام كمبدأ بل كوجهة نظر انتقائية فتعيد بالهوى تعريف الحقيقة والجريمة وبواعث الاهتمام عبر تشطيب مخادع الخيانة بما لم يستطع الأولون من سقراط إلى جيهان رشتى أستاذ الإعلام تعريفه أو فهمه وتوضيحه !
فنرى القناة ومن خلفها أجهزة الاستخبارات وقد حولوا الإعلام إلى مستنقع للبلبلة والإجرام على يد فيصل القاسم ... وحرباء تتلوى على جذوع نخرة ببرنامج القرضاوي الشريعة والحياة لتدق أسافين الفوضى عندما يصبح الإعلام صوتا وصورة وكلمة مخدوما بالمونتاج ذراعا طويلة بيد الأغراض والسياسات الدولية والأفكار اللئيمة عبر نشرات الأخبار التي تغذيها الإيحاءات وتساندها التقارير التي تستهدف الميل بالناس معها حيثما تميل !!
إنه إعلام الهوى الذي يدعو جوبلز وزير دعاية النازية لأن يفتح في الدوحة فصلا كي يتعلم فيه من جديد أصول المكر بالحقيقة والخيانة للحقائق حينما تحتفل هذه القناة بالصورة المفبركة وهي تستخدم الكلمات الغزيرة المشاعر والإيحاءات لتغزو بها النفوس الضعيفة حتى تصنع بالتحريض وقائع العالم الجديد الذي يريده سادتها من واضعي سطور الفوضى الخلاقة بالأجندة التي تعصف اليوم بكامل المنطقة ...!
قطر العارية بجزيرتها التي تقدم لنا هذا النموذج الفج والعجيب لمفهوم الحق عندما تحاصر كاميراتها بعض المسيرات في القاهرة ودمشق مثلا نراها تغض الطرف عن الملايين التي ملأت الشوارع في اسطنبول وأنقرة منذ شهور قليلة كونها تتقاسم مع نظام أردوجان غنائم الفوضى بمنطقتنا العربية بالحصول على شهادة صهيوأمريكية بحسن السير والسلوك !!
هي نفسها الجزيرة التي أخفت آذانها عن مظاهرات البحرين السلمية والمطالبة بالحقوق والإصلاح دون أن تفتح عليهم شباك فضائي واحد لتنقل منه للعالم ولو صراخ النساء وصياح الشباب وآهات المتوجعين ولو عبر موجات إذاعية بعدما ضنت عليهم بكاميرا واحدة ترسل للمشاهد بعض الحقيقة القريبة من شباك الجزيرة في دوحة التآمر على عالمنا العربي !!
هي نفسها قطر التي لم تحاول يوما أن تقدم لنا برنامجا عن الداخل القطري بكل ما فيه من خير وشر من باب "الأقربون أولى بالمعروف" حتى يتعرف العالم العربي على هذا الوطن الذي أخرج لهم الجزيرة في الفضاء لتعمل بالخفاء على إسقاط الأنظمة وضرب الاستقرار ومساندة أهداف الإرهاب بكل المنطقة ..!!
وهي أيضا القناة التي اختفت موضوعيتها ومهنيتها لتظهر كالحة وفاضحة في يوم الجمعة 7 / 2 / 2014 م كمثال عندما خرج الشعب القطري نفسه في مظاهرات صاخبة وبالقرب من مقرات البث كما أشارت وكالات الأنباء البعيدة عن خروج مظاهرات في الدوحة عقب ظهر يوم الجمعة المشار إليه حيث جابت بعض شوارع الدوحة .. وبالقرب من مقر قناة الجزيرة .. ورفع المتظاهرون فيها لافتات تحمل شعارات تندد بوجود قواعد أمريكية علي الأراضي القطرية في منطقتي العيديد والسيلية .. كما ندد المتظاهرون بالسياسة القطرية ضد بعض الدول العربية .. وحملوا حكامهم حالة الكراهية التي يعاني منها القطريون من أشقائهم في دول الخليج .. وما عاناه بعض الدارسين القطريين في مصر .. وقامت قوات الأمن القطرية وفقا لوكالات الأنباء مدعومة بقوات المارينز الأمريكية التي تحتل قطر بمحاصرة المتظاهرين واعتقال أعداد منهم ومع ذلك لم نر كاميرات الجزيرة تبكي حقوق الإنسان أو تغطي أحداث الدخان المطارد للافتات سلمية رغم قلة التكلفة في نقل الحدث الذي لن يتكلف أكثر من التقاطه من داخل الاستديوهات عبر شبابيك البث المختلفة إلا أن الجزيرة آثرت تغطية الفضيحة برموشها الطويلة!!!
فهل داخل منظومة العلم والعمل الإعلامي تُدرس أسس وأخلاقيات التحيز ومبادئ الانبطاح لما يمليه خلل الضمير عندما تتحول الكلمة في هذه القناة إلى مطيه تستخدم ضد هذا وذاك وتتبرأ من التعبير عن الحق ؟
وهي القناة التي تستضيف شيخ الفتنة القرضاوي كل أسبوع فيُسمعها ... "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ" !
وللأسف فالشيخ الذي غزاه الخرف أيضا فلم يعد ينتفع بما يردد من آيات وسنن لن يكون مفيدا في دروس حول صيانة الحق والعدل وقيم الموضوعية والنظر إلى كل الأحداث بنفس الطريقة والمعيار مهما اختلفت الجغرافيا والأقطار فالشعب المسحوق في بورما والآخر المضطهد في تركيا والجار القريب في البحرين بل وشعبهم القطري المطحون تحت سنابك أبراج البث أسفل سلالم الجزيرة في الدوحة في حاجة أيضا للمتابعة وتعزيز حقوقهم ومناقشة مطالبهم مثلما تتزعم قنواتها المباشرة حين تتسلط على بغداد ودمشق والقاهرة ...!!
أما وأنهم يشتغلون هنا ويغمضون أعينهم هناك فهم يثبتون لنا مع كل ذبذبة بث أن إعلامهم ..... ليس إلا غرفة بوزارة الخارجية قد سلمت المفاتيح للموساد ليبث بلسان عربي مبين ووجوه طلاها بريق المكياج فبدت تتزين للفحش في كل حين ومع كل صباح ..!