- البريطانيين نزعوا عينيه لرفضه "سب" عبد الناصر والمصريين
- البطل يعمل في متحف بورسعيد الحربي
- له ابنتان إحداهما طبيبة والأخرى مهندسة
زار اللواء أركان حرب عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، البطل الفدائى محمد مهران الذى اقتلع الإنجليز عينيه عام 56، وذلك عقب إصابته بوعكة صحية نقل بسببها للمستشفى العسكرى ببورسعيد.
واطمأن "الغضبان" على صحة الفدائى البطل، وشدد على توفير كل سبل الدعم والعون له حتى يتماثل للشفاء ويغادر المستشفى.
وتابع محافظ بورسعيد حالة مهران من الأطباء المتواجدين بالمستشفى، واستمع إلى تقرير مفصل عن حالته، وأكد الاستعداد الكامل لنقله إلى أحد المستشفيات العسكرية بالقاهرة إذا استلزم الأمر.
وشدد على أن ما قدمه مهران لوطنه يفوق بكثير حجم ما يقدم له من رعاية.
يذكر أن البطل محمد مهران عثمان ولد في السادس من شهر سبتمبر عام 1938 بحي العرب بمحافظة بورسعيد.
ويعمل البطل في متحف بورسعيد الحربي، حيث يقوم بالتوجيه المعنوي وتقديم المعلومات التاريخية للزائرين، وتزوج بأميمة، وهى طبيبة، ثم نسرين، وهى مهندسة.
وترجع قصة مهران إلى فترة الاحتلال، حيث تم تشكيل الحرس الوطني ببورسعيد وبدأت القيادة المصرية في تدريب الشباب للدفاع عن مدينة بورسعيد ضد الإنجليز، وكان البطل محمد مهران من بين الشباب الذين انضموا إلى معسكر التدريب وتولى قيادة السرية الثانية للكتيبة الأولى وكان عمره في ذلك الوقت 18 سنة.
تم تكليف البطل ورفاقه بالدفاع عن منطقة الجميل ومطار بورسعيد، حيث كانت الغارات الجوية المعادية تقذف بورسعيد بالقنابل والنابالم (البودرة الحارقة) وغيرها.
قامت القوات المعتدية بضرب الكباري والطرق المتجهة نحوها، وفي الخامس من شهر نوفمبر عام 1956 قامت طائرات العدو بإنزال دفعة من المظلات البريطانية، وهنا تمكن البطل محمد مهران ورفاقه الأبطال من التعامل معها بالبنادق والرشاشات بشراسة.
وأثناء المعارك، أصيب البطل محمد مهران برصاصة في رأسه وسقط على الأرض مغشيا عليه وتم أسره.
تم تشكيل محاكمة صورية للبطل وقالوا له: "اختار ما يناسبك إما أن تجيب عن الأسئلة التي ستلقى عليك أو أن تعاقب عقابًا لن تتخيله؟".
فسألهم البطل: "ما هى الأسئلة؟".
قالوا: "عاوزين نعرف معلومات عن بورسعيد وعن مصر بالنسبة للمقاتلين في بور سعيد وماهى أماكنهم وكم عدد الكتائب والسرايا وأنواع الأسلحة التي معكم؟".
أجاب البطل بقوله: "ما اعرفش حاجة".
هنا قال قائدهم: "لو لم تجب وبقيت على إصرارك سوف تدفع الثمن.. نور عينيك".
فقال البطل محمد مهران: "أنا ما اعرفش حاجة".
تم نقل مهران إلى مطار لارنكا ثم مستشفى القوات البريطانية في قبرص، وهناك وجد في استقباله 4 أفراد كانت مهمتهم تعذيبه، وكان بين كل برنامج تعذيب يحضر طبيب ويقول له: "تحدث حتى ترتاح من العذاب، لقد تعبنا من تعذيبك وأنا هنا وسيط بينك وبين القيادة البريطانية وبدلًا من أن أنزع عينيك الاثنتين إذا تحدثت سوف أترك لك عينًا واحدة لكي ترى بها وآخذ العين الثانية إلى ضابط إنجليزي فقد عينيه عندكم في بورسعيد.. نحن نريد منك الإجابة عن الأسئلة ثم تتكلم في التليفزيون وتقول إن شعب بورسعيد سعيد جدًا بوجود القوات البريطانية فوق أرضه وإن مصر كلها بتكره عبد الناصر والقيادة المصرية".
انصرف الطبيب وترك البطل محمد مهران للتعذيب، وعندما شعر بأنه سوف يفارق الحياة رفع يده فعاد مسرعًا هو وزملاؤه وقال: "برافو عليك يا مهران إنت هتقول كل حاجة مش كده؟".
هز البطل رأسه، وهنا تم وضعه فوق سرير وبسرعة جاءت الكاميرات التليفزيونية وقيل للبطل تحدث، وبالفعل تحدث البطل وقال: "تعيش مصر حرة كريمة ويحيا عبد الناصر سنهزمكم ونقتلكم".
غمر الارتباك كل الحاضرين وقطع الصوت وضربت الكاميرات وقال قائد الأطباء: "خذوه لكي نجعله عبرة لكل المصريين".
تم تكبيل البطل محمد مهران مع ضربه ضربا مبرحا، وبدأ جسده ينتفض من شدة الضرب والتعذيب وظل يردد: "حرام عليكم أنا باحب مصر ولا يمكنني خيانتها.. اتركوا لي عينًا أشوف بها مصر.. أشوف الدنيا".
فجأة شعر البطل بألم شديد في عينه من الداخل فصرخ: "عايز أموت.. مش قادر على العذاب اللي جوه عيني".
قام العدو بنقل البطل محمد مهران من بريطانيا إلى بورسعيد، وبمجرد معرفة كمال رفعت، أحد الضباط الأحرار، بوصول البطل مع جنود العدو بكازينو بالاس، مقر القيادة البريطانية ببورسعيد، قام باختطافه ونقله إلى المستشفى العسكري بكوبري القبة بمحافظة القاهرة.
علم الرئيس جمال عبد الناصر بوصول البطل محمد مهران إلى المستشفى، فقام بصحبة المشير عبد الحكيم عامر ونخبة من رجالات الدولة بزيارة البطل، وقال الرئيس عبد الناصر للبطل: "عايز أعرف منك يا بطل القصة بالضبط".
بدأ البطل يقص على رئيس الجمهورية ما حدث وعند عبارة "سوف تكون عبرة لكل المصريين"، قال عبد الناصر: "غباء شديد من العدو لأنك أصبحت بطلًا ومثالًا وقدوة ليس لكل المصريين فقط ولكن لكل العرب، فأنت مثال للبطولة والتضحية يا محمد".
مرت سنوات على حادثة البطل محمد مهران، وعندما ارتبط الطبيب الذي قام بأخذ عين البطل بفتاة أجنبية من جنسيته تركته واحتقرت ما قام به من عمل خسيس، وأشادت بوطنية البطل محمد مهران.