الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بالصلاة على النبي.. كلنا رايحين جهنم


كلما حدثتنى هاتفيا أو وجها لوجه تطلب منى ان أحضر معها اللقاء المعتاد لها والذى يحضره الكثيرون والكثيرات ممن يحرصون على معرفة أمور دينهم ودنياهم . وكنت أتهرب منها بألف عذر الا اننى رضخت عندما حلفتنى بابنى رحمه الله وهى تعلم اننى لن أرفض مادامت ضغطت عليّ بأغلى من أحببت.

وفى يوم جمعة قالت لى انها ستأتى لتأخذنى الى حيث جنة العلم الدينى والتفقيه الدنيوى ولكنها طلبت منى ان أرتدى زيا اسلاميا ، ولوهلة حسبت انها تمازحنى لاننى ملتزمة الى حد ما فى اختيار ملابسى وان كنت أتبرج وهذا بالطبع انا مسئولة عنه امام ربى ولا اسمح لأي من كان ان يجبرنى على ان افعل ما يمليه علىّ ، كررت طلبها ورفضته ونزلت على رغبتى وأخذتنى معها وأنا مرتدية ملابسى المعهودة .

وهمست فى اذنى بأن الشيخ قد يرفض وجودى بين مريديه ، فقلت لها ..خلاص بلاش اروح من اصله ، ولكنها ردت  بأنها ستحدثه وهو لن يمانع، وعلى قدر امتعاضى من الفكرة فى اساسها الا اننى لم استطع ان ارفض امام الحاحها المتواصل ، ووصلنا الى مكان اقل وصف له انه قصر من قصور الاسرة المالكة فى دول الخليج الثرى، دخلنا ووجدت سيدات معظمهن منتقبات والاخريات مختمرات وانا الوحيدة المرتدية البنطلون والتى شيرت .

وبالطبع الكل علق ناظريه بى وبعضهن شهقن معبرات بهذه الشهقات عن امتعاضهن وقلقهن من ردة فعل مولاهم،جلست بجوار صديقتى وجاءت فتيات معهن القهوة والعصائر وطفن بها على الموجودات ، واثناء انتظار طلة مولاهن البهية عرفت انه يخصص اربعة ايام لالقاء العظة على السيدات ويومين للرجال. ويوم يختلى به بنفسه ويناجى ربه، وفيما أستمع لهن جاء سيد المكان ومولاهن والقى السلام ولم يرددن عليه لانهن يعرفن ان صوتهن عورة كما لقنهن وعلمهن .

ولذا فقد كنت الوحيدة التى ردت السلام واستقبل ردى باستغراب زاده بنظرة غريبة الى ملبسى والى سفورى وتبرجى، ولكننى لم اكترث وانخرطت معهن فى الاستماع الى صاحب الحجة والطريقة المثلى ، وبدأ حديثه بالصلاة على اشرف الخلق اجمعين وانطلق منه الى الحديث عن الهدف من خلق المرأة ولخصه بكلمة (متاع) وظل يقول ويذكر عن سيدات دخلن الجنة من اوسع ابوابها لانهن اطعن ازواجهن طاعة عمياء واستشهد بكل ما جعلنى اشعر برغبة بالتقيؤ والاستياء، ولم يتوقف واستطرد وتحدث عن جهنم التى احتلت فيها النساء اكبر مكان ، وايضا اكد على ان المرأة مخلوق ناقص عقل ودين وانها غير مكتملة ، اكتمالها فقط فى زوجها ،وحينها لم استطع الصمت وقلت له وانا متبسمة ابتسامة احتسبها خروجا عن الدين وقلت له ..طيب واللى مااتجوزتش، ، واللى اتجوزت وجوزها طلع عين اللى خلفوها، واللى اطلقت عشان سوء اخلاق العشير، او لزهده فيها ،او لتفضيله اخرى عليها ، او لمرضها او عدم انجابها ، ما هو وضعها.

استقبل سؤالى بوجه فرح وطمأن الحاضرات اللائى هممن بأن يطردننى لاننى تطاولت وسألت ،لانهن لايسألن بل يكتبن ويرد عليهن مولاهن بدون ذكر اسمائهن ، قال لى اولا انت جديدة فى المحاضرات ،وايضا لم تلتزمى بالزى الاسلامى واكثر من ذلك لقد وضعت المساحيق على وجهك تبغين الفتنة وفتح ابواب للشياطين من الانس والجن، ولم اهتز لكلماته وطلبت منه ان يجيبنى على اسئلتى ولا يكلف نفسه عناء ابداء الرأى فى ملبسى ومكياجى ،واعترف بأننى سعدت عندما لمحت الغضب على وجهه ووجه الحاضرات واولهن صديقتى التى حاولت ان تبتعد عنى حتى لا يعرف هو انها صديقتى ، وبعد ان بسمل وصلى واستغفر وصدق وسمى ، قال لى يحزننى انك من اهل النار اذا لم تعودى الى ربك وتلتزمى بتعاليم دينك .

وتبسمت وقلت والله انا بأصلى واصوم ولا افعل مايغضب الله وراضية بقضاء ربى وقدره . فضحك وقال لى انت من الاخسرين اعمالا وشرح لى وكم اسعد الحاضرات شرحه بأن الاخسرين من على شاكلتى الذين يحسبون انهم يحسنون صنعا وهم غير ذلك ، وبمنتهى البرود رددت عليه قائلة الى ربنا الرجعى ، وكان كلما يصفنى بصفة ارد عليه مستنكرة وانا كلى هدوء ، وبعد سجال طويل ترجانى ان اقرأ مجموعة من الكتب ذكرها لى فى ورقة طويلة عريضة حتى اعلم الهدف من خلق المرأة وايضا حتى اعيش بالطريقة التى خلقنى الله من اجلها وطلب من الحضور ان يدعين لى بالهداية..

واستغرب اننى اصدق وأؤمن على دعائه ودعائهن.

انتهى اللقاء الذى خرجت منه كل الحاضرات بقناعة تامة بأنهن اماء وجوارى لمن يملكونهن بأى شكل من الاشكال ،وتعجبت كيف استطاع ان يغسل عقولهن بهذه الطريقة .وفى الطريق الى منزلى لم تصمت صديقتى عن توجيه الانتقادات لى وعن الحديث عن سعة صدره وكرم اخلاقه وسمو قدره لانه تحملنى ، وعندما انتهت وكنت قد وصلت قلت لها لقد حضرت من اجلك ومن اجل ابنى رحمه الله وعليه فلا تطلبى منى تكرار الزيارة لاننى سأعد نفسى لاخرتى التى وعدنى بها مولاكم وهى نار جهنم . صعدت الى شقتى وانا فى حالة من الاستغراب من وجود مثل هذا الرجل والاغرب باقتناع من يسمعنه وبكلامه الذى اكاد اجزم انه محض افتراء ومغالاة على الدين السمح.

أعددت كوبا من الينسون كى اهدئ من روعى وأنسى مادار فى اللقاء الغشيم واهيئ عينى لنوم قرير ، واذا بهاتفى يرن ورقم لا اعرفه ورددت ووجدته يبدأ كلامه بالسلام على الطريقة العصرية وليس على الطريقة الاسلامية فرددت السلام وسألته من انت؟ فقال لى معقولة ..ده انا بأقول انك فطنة وتعرفى تميزى الاصوات ..كده خيبتى ظنى فيكى .. فقلت له هتقول مين ولا اقفل السكه؟ ضحك بصوت عالى قائلا بالراحه عليا انا الشيخ...وذكر اسمه وتركنى فى حيرة من امرى قطعتها بسؤالى كيف عرفت رقم هاتفى ؟فأجاب بسرعة من الاخت اللى جابتك كلمتها وأخدت منها رقمك وحكتلى عنك وعن مشوار حياتك بكل تفاصيله..

ورددت عليه متساءلة وبعدين؟ووجدت الرجل الذى بشرنى بجهنم يتحول الى عمر الشريف فى اوج رومانسيته وتألقه ، ويؤكد لى اننى سلبته عقله وبأنه يريد ان يضمنى لحريمه لانه يريد اولا ان يمنع عنى نار جهنم وثانيا لاننى اعجبته واستطرد قائلا كل ما تريديه افعله من مصاغ لشقة فى ارقى الاحياء لسيارة لرصيد فى البنك .. وأسقط فى يدى ولم اصدق نفسى من العرض وممن يعرضه وقلت بحدة متناهية انا لست للبيع يا سيدهم ،واذا به يسهب فى الحديث عن نفسه وعن زوجاته اللائي على ذمته وغيرهن المطلقات والمتوفيات وكيف انه مثالى وهن فى نعيم معه وفى مذلة ومشقة بدونه ..

استمعت اليه وأنا أحدث نفسى وأؤكد لها ان سبب التشرذم والتشتت الدينى والتزمت والبعد عن الدين السمح خلقه امثال هذا الرجل البالغ من العمر ارذله وايضا السبب يرجع الى الدولة بكل مؤسساتها التى تركت امثاله يشكلون مفردات ومردودات مجتمعية تأكل اكل النار فى الهشيم كل ما هو مستند الى دين الفطرة والتسامح، وايضا السبب فى الازهر الذى لم يعد يمارس دوره المنوط به وترك الساحه مفتوحة على مصراعيها لكل من هب ودب يفتى ويعظ، وايضا السبب كامن فى الفقر والجهل الذى سمح لهذا الشخص بأن يعدد ازواجه ويأوى اليه من يرتضيها ويبعد عنه من يرفضها ولايشتهيها ؛لم اسمع ما يقوله ويبدو انه شعر باستيائى وبأننى سأغلق الهاتف فى وجهه وأنهى حديثا مزعجا فاذا به يقول:

لقد حاولت ان امنع عنكِ لهيب جهنم ولكنك تصرين ان تكونى من اهلها،فأجبته على الفور بنعم واغلقت الهاتف واتجهت الى التلفاز والراديو وبصوت عال استمعت لكليهما وهما يمتزجان بغناء وموسيقى اكملتها انا برغبة قوية بأن اضحك بصوت عال على حال اصحاب الدين المشبوهين المضلين الضالين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط