إرهابي بحضرة الوطن .. يخبر عن رجاله ..!!

حملت الأنباء في يوم 18 فبراير 2017 م خبر هلاك عمر عبد الرحمن بمحبسه في الولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز السبعين عاما ...
تداخل المشهد عبر عدة خيوط ليظهر للعلن أن صورة الرجل بزيه الأزهري ما زالت تعلن وتتحدى صياغة المستقبل المتشوق للأمان والمتطلع لتجديد الخطاب الديني التراثي الذى يتبناه المنهج الأزهري بل وجعله يرتع بأروقته التي جاءتنا بمثل هذا الرجل وقد خرج من تحت يديه ومن خلف فقهه من يقاتل جيشنا المصري البطل في سيناء لعلة ينصر بني إسرائيل على وطن يعاني من اتحاد الخصوم وتوحد أصحاب الأجندات ضد مسيرته ناحية غد يتطلع إليه ..!!
عمامته تتحدى تهوينهم .. زيه يفضح تراجعهم ... صياحة يدين صمتهم ... غيه عبر أفكاره الأزهرية يعلن الحرب على وطن لم ير منه الأزهر إلا دعما من مال الفقراء ودافعي الضرائب ليكون المشهد الذي حمل نعشه كمن يعلن سَمِن قطك ينهشك ...
ولم يكن عمر عبد الرحمن الخريج الأزهري الوحيد الذى أعاد بعث أفكار بن تيمية التي تقتل شوارعنا وتيتم أسرنا.. وتنشر الذعر حول موائدنا التي كانت دافئة ..
بل هناك المئات والآلاف الذين درجوا على دربه واستمروا على ضربه ..
جاء موت الرجل ليظهر للعلن أن الإرهاب ملة واحدة .. مربوط بخيط واحد .. يعلن عن هوية واحدة مهما ادعى المبطلون أنهم مختلفون في الفهم والصياغات ولكنهم في النهاية متفقون على الهدف والغايات ..
مات السبت .. لتعلن نعيه في بيان رسمي جماعة الإخوان يوم الأحد .. ويشيعه القرضاوي من قطر بالرحمات وهو الذى شاركه تحدى الاستقرار في بلادنا وتسييل الفتنة إلى ودياننا باسم دين أهانته أمته وعبثت بقيمه أفكار جاهليه احتلت منصات التوجيه التي خطفته ..
وكان التساؤل .. هل تمتنع مصر عن استقباله ودفنه في عاصمة التطرف التي نشأ بها وأنشأها في محافظة الدقهلية ... أم تسمح مصر باستقباله مع أنها لازالت تقاتل في كل شبر من الوطن وتقتل أفكاره ...؟
سارع المراهقون إلى إدانة الدولة المصرية التي قررت استقبال أحد مواطنيها ليدفن في مسقط رأسه ..
فيما ركز الأخرون ليفهموا وعي الدولة وهدفها من هذا السلوك الذى يضاف إلى مهارة استثنائية في التصرف باللحظات الحرجة ..
إن جنازة عمر عبد الرحمن لم تكن إلا محفلا كبيرا وفر للدولة المصرية وبلا جهد تقريبا التعرف على كل الخلايا النائمة والمتعاونة والمحبة والمؤيدة والمتعاطفة مع الرجل وأفكاره .. وفر على الدولة جهدا استخباراتيا هائلا ومكلفا ولم يكن ليحرز هذا الكم من المعلومات التي بثتها الصورة للجنازة المشاركين فيها والمتباكين عليها ...!!
لقد جاء رجاله من كل صوب .. وخرج صبيانه من كل ناحية ... واندفع أيتامه من كل اتجاه ... والصفوف التي كانت مخبأة تحت طبقة من التضليل استطاعت الدولة المصرية أن تتعرف عليها دون أن تبذل جهدا أو تنفق مليما ليكون سجلهم واضحا وتعاطفهم فاضحا والإحاطة بهم وقت اللزوم ضرورة غالبة .!
ولذلك لم يكن على الدولة أن تفوت هذه الفرصة وقد جاءتها بالمجان لتتعرف كذلك على وزن هذه المجموعات وانتشارها ... وطبيعة هذه المجموعات الإرهابية بإعادة فحص سجلاتها ...
لقد كان موت عمر عبد الرحمن في لحظة الاشتباك الكبرى مع الإرهاب .... لحظة مواتية لاشتباك أهم مع المعلومة المطلوبة عن كل الخلايا التي تعمل تحت الأرض ...
وكل الجماعات التي تعاونت مع الإرهاب فكرا وشخصيات ليبدو المشهد أكثر إفصاحا يوم أعلن محمد مرسي من ميدان التحرير أنه سيعمل قدر جهده على إخراج عمر عبد الرحمن من محبسه بأمريكا وقد جاءته مبايعة عمر عبد الرحمن وتأييده ... ليظهر في النهاية أن الوطن الكبير ... قد نجا من مؤامرة كادت أن تسقطه لولا توفيق الله ويقظة الشعب الذى تربى على أن الوفاء للوطن واستقراره يسبق كل شيء وأي شيء .
فيكشف يوم الميدان توجه دولة الإخوان الإرهابي ... ويكمل الموت كشف عمر عبد الرحمن لخلاياه في الوطن ... ليصبح كيدهم دربا يسعفنا بالأمل ..... إنه وطن الفراعنة الذين تحل لعنتهم على كل من يريد به شرا .