الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قالك سبعتلاف سنة حضارة


بداية لابد ان نعترف بأننا فى أسوأ مراحل السلم الحضارى اذا لم يسحب من تحت اقدامنا اساسا، وأيضا لابد ان نخجل مما وصلنا اليه من تدهور فى كل شىء ، بداية من مجرد الكلام وطريقته والفاظه ومفرداته الى السلوك المصاحب لهذا الكلام ، ولابد ايضا ان ندق الف ناقوس للخطر ولابد الا نهمس فقط فى أذان القائمين على الامور ومن بيدهم مفاتح الدولة.

لابد ان نصرخ ونولول ونطالب بوجود هيبة الدولة، وبتفعيل القانون وبتغليظ العقوبات وتنفيذها، انما ان نواصل ونتواصل بالحنية وبحبكم وعارف ان انتم استحملتوا ،فهذه المفردات كفيلة بأن تعيدنا الى الوراء اكثر واكثر ،هذه الكلمات اقولها وانا كلى حزن وأسف واسى على بلدى ذات التاريخ والحضارة والعلم والعلوم وأنا ارى شبابها بلا هدف ولا انتماء ، أراهم مجرد ارواح فى اجساد تمشى ولا تصنع بصمة خالدة مخلدة لهم، احزن وانا أرى اولى الامر لم يعودوا قدوة لذويهم ؛ يزداد حزنى وأنا ارى التدهور فى الاذواق وبغلبة التدنى فى الفن الى عصر العهر والقوادة، يتملكنى الحزن وتغلبنى العبرات عندما ارى ان شعبى وقيادته اذا مر احدهم تسبقه مواكب وتشريفات وتأمينات وتكليفات وميزانيات فى حين ارى حاكم امارة دبى رئيس دولة الامارات يقف فى الشارع انتظارا لان تفتح الاشارة كى يعبر ويمضى الى طريقه.

هل استفزتك لقطة مثل هذه بقدر استفزازها لى ، هل بكيت الف مرة لما اصبحت عليه بلدك وفرحت على استحياء لما صارت اليه دولة شقيقة ، هل اخذك اليأس الى التفكير بترك المحروسة بلا رجعة وبالانتماء الى اى دولة اخرى يحترم شعبها تاريخه ويعمل على خلق تاريخ يليق بماضيه، هل نظرت الى كل ركن فى بلدك وجمعت ما فى قلبك وفمك وهممت بأن تلقيه خارجا وتأخذ ما تبقى منك وترحل الى حيث لاتعرف، هل شعرت بالخزى وانت وسط ابنائك غريبا بينهم وهم ايضا مغتربون معك وكل له عالم وله وجهة لا تنتمى ابدا لبلدهم، هل ترجمت ولو لوهلة ما ضاع من عمرك فى بلد لم يعطك سوى الاغانى للتعبير عن الانتماء والولاء، هل عشت فخرا بمصريتك وافتخارا بكينونتك، هل نمت وصحوت ولمست تغييرا فى بلدتك اللهم فقط فى ملبس فتيان وتعرية فتيات.

هل اعتراك الالم وانت تقرأ كل يوم عن فاسدين ومفسدين وغيرهم هربانين ومختفين، هل عندما تجلس مع الاخرين ويحدثونك عن التغير والتغيير وجدت ما تقصه عليهم منه فى بلدك الكبير، هل ذرفت دمعا على سماع امتهان كرامة بنى وطنك فى بلاد كثيرة طمعا فى المال وهربا من واقع اجتماعى مشين، هل تخيلت غدك النهائى مدفونا وفي التراب مغمض العين، اذا تخيلت الاخيرة وسعدت بها فحينها فقط أفرح بسبعتلاف سنة حضارة وباخرة الصابرين.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط