الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عشان انت مصري.. لا تخجل من الخطأ


لم أصدق عينى وأنا أشاهد المصرى ابن التاريخ ، سليل الفراعنة، صاحب المسلات والبطولات وهو يصل بنفسه الى هذا القدر من العودة الى الوراء اكثر واكثر..البداية كانت عندما بثت كبريات شركات الاغذية اعلانا عن منتجها وبنفس الطريقة المتبعة فى كل دول العالم المتخلف قبل النامى ، الشركة موضع حديثنا وضعت منتجها فى فاترينة محصنة وكتبت عليها "كل ما فيها ملكك لو استطعت الحصول عليه".

فى أى دولة سيفهم المواطن ان هذا اعلان وكل ما عليه ان ينبهر به ويذهب الى مكان بيعه ويشتريه الا مصر وشعبها الذى لا تستطيع ان توصفه، واليك ما فعله شعبنا الأبى ولا تستثنى أحدا فقد تجمع عليها الكل وقذفوها بالاحجار ،فقد نزل من عربات فخمة اشخاص وحاولوا ان يكسروا الفاترينة ويحصلوا على ما فيها من اكياس،وأيضا ركن دراجتهم البخارية الغالية الثمن شباب من المفترض انهم ابناء الديمقراطية الحديثة نزلوا وكلهم همة وعزيمة واصرار على تحطيم الواجهة والحصول على ما بداخلها، وأيضا تزاحمت اتوبيسات نقل عام ونزل من فيها وكل يأتى بما عنده لكى يكون فائزا رائدا وينتهك مافى الفاترينة ويعلن رجولته وخصوبته وقوته بهذه الطريقة المبتذلة ،لم يستح احد،ولم يختش فردا ؛ والادهى لم يهب احد قوة الدولة ولا احترامها ،الكل كان يتحدى من اجل كيس شيبسى ، وتتكاثر القوة وتتعاظم وينجحون مجتمعين فى فتح عكا ويا هول ما ترى، شعبا جائعا ينقض على الاكياس ويحمل منها ويجرى كل الى وجهته سعيدا وكأنه فاز بالجنة .

الى هنا انتهى الحدث الذى صورته الكاميرا الموضوعة فى داخل فاترينة العرض ونقل الى كل شاشات العرض العالمية وما يحزنك ما تقرأه وماتراه على وجوه المعلقين المشاهدين لاسوأ سلوك من شعب كان من المفترض ان يفتخر بأقدم حضارة على وجه الارض .وتحزنك التعليقات وتنتزع منك جزءا من افتخارك بمصريتك وتلذعك كلمات عينات متفاوتة كلها اجمعت على ان هذا الشعب لابد ان ينقرض لانه لم يتساوَ مع افقر شعوب الارض الا وهو الشعب الصومالى الذى ظلت فيه فاترينة العرض عاما كاملا لم يقترب منها مخلوق.

وكلما تسمع من تعليقات وترى من تعبيرات تسأل نفسك وتتساءل كيف ذلك؟لماذا اصبحنا على هذا القدر من التدنى؟ وهل هيبة الدولة غائبة لدرجة انها لا تؤمن فاترينة عرض فى مكان عام وفى ارقى احياء المحروسة؟ والمحزن هل اصبح المواطن فى تحدٍ مع دولته بعدم احترامها وتبجيلها والحفاظ على هيبتها؟ وايضا هل اصبح المصرى كيانا قاتلا لكرامة بلده بنفسه عندما يصل لحد اقتحام فاترينة من اجل الحصول على شرائح من البطاطس؟وهل اصبح المصرى مريضا نفسيا لدرجة انه يبرر عجزه وفقره وعوزه على طريقة وضع طاقته كلها فى مواجهة فاترينة ؟.

الادهى والامر لماذا نصر على ان نكون الاسوأ ولا نرضى ان نعتبر من الافضل على غرار ماتقوم به دولة مجاورة ؟ لا تقل ان المصرى عملاق وذو بصمة وله اساليب وبأنه ضليع فى مواجهة المشاكل ،لا تقل اى شىء فقط شاهد هذا الفيديو الذى بثته شركة شيبسى وبعدها تحدث ولا حرج..لا تخجل من الخجل فأنت مصرى.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط