الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ماليش فى السياسة بس عايزة أفهم


بهذه الجملة بدأت بنتى حوارها معى وكلها إنصات وترقب لردى عليها وبغض النظر عن مدى سعادتي لأن أرى قطعة منى قد كبرت وأصبحت راغبة فى التعلم والعلم فقد كنت متخوفة من أن لا تكون إجاباتى لها كافية شافية مقنعة. وبدأنا الحديث وسألتنى عن الرئيس السيسى وعن مدى استحقاقه لمنصبه وأيضا ركزت معى على أن أطرح جانبا دعمى وحبى له ولشخصه المبجل واعترف أننى اجتهدت كما لو كنت تلميذًا وضع فى امتحان يحرص فيه أن يكون الأول لأن الممتحن أملى وهدفى، انتقلت من الحديث عن شخص الرئيس إلى الدولة ككل بمؤسساتها ونظمها وأعجبنى أنها قد جمعت معلومات موثقة تؤكد مدى تدنى هيئات ونقابات ووزارات فى عملها وعقدت مقارنة بينهم وبين دول مرت بنفس تجاربنا إلا أنها نجحت وسألتنى عن رأيى فلم أبخس حقها فى البحث والتناول ولكننى أوضحت لها بعض ما خفى عنها ولم يتداول، بدت مقتنعة ولكنها لم تصمت بل سألتنى عن الوطن وما يحمله المستقبل له فى ظل ظروفه التى رأتها كما قالت لى بالإنجليزية not fair.

وأكدت لها أن هذا الوطن وبالتاريخ قد مر بما هو أقوى وأقسى ولكنه بسر لا يعلمه سوى الله كان قادراً على تخطى العقبات ومواجهة الأزمات، استوقفتنى معترضة على أن أعول نجاح الوطن لسر وطلبت منى التوضيح والحديث بلغة العلم وبالأرقام، فأجبتها ربما يكون السبب فى وصايا الأنبياء وربما يكون فى قداسة المكان وربما يكون فى المواطن نفسه ذلك الكائن الذى ترك أجداده تراث مبهر رفض أن تأكله وتفنيه عوامل التعرية ومرور الأزمان، وأكدت على كلامى بأن معحزة بناء الأهرام ربما تكون هى نفس المعجزة التى يعيش عليها أهل هذا الوطن فهم تركيبات محيرة تعيش بأقل القليل وأن وجدت الكثير تنفق منه أساسيا على الأفقر منها، وهى أيضا فى الأزمات بنيان مرصوص وفى الفرح شعب مهووس، فى الشدة ترابط وفى الفرح تكاتف، شعب يغير ولا يتغير فهو جعل المحتل ينطق بلغته ولم يحدث العكس على غرار ما صنع الاحتلال بكل دول احتلاله.

وقبل أن أستكمل حديثى داهمتنى بسؤال آخر وقالت الهجرة متى تفكرى فيها وإلى أين؟ وكم كانت دهشتى من سؤالها إلا أننى سارعت بالإجابة ورددت عليها سؤالها فإذا بها تقول لى الهجرة من وجهة نظرى تصير لازمة لى ولجيلى الحالى الذى لم يجد أحلامه ولم يعرف كيف يحقق كيانه فى بلد تسمح بالخطأ مادام غير ظاهر، وترضى بالرشوة والمرتشين ما دام لم يمسك بهم أحد، الهجرة يا أمى واجبة وأنا كل يوم أمشى فى شوارع غير ممهدة وعيون جاحظة متنمرة منتظرة غفوة لتنقض على من معه وتسلبه بدعوى أنه يعيش عيشة راضية، الهجرة واجبة حينما تجدى من أسميهم بعديمى الدين هم من يشرعوا ويفتوا بالدين ويحللوا كل شيء لهم ويحرموه على غيره، الهجرة أن تجدى رجل دين يتزوج أكثر من مرة من فتيات صغيرات لأنه يرى انه بذلك الزواج قد أعطاهن حق الأمومة أو أنه منع عنهن العنوسة ولم يقدم على الصح من السلوك بأن أعطى ما لديه من مال لشباب لا يملكون فيتزوجون من هؤلاء البكارى، الهجرة واجبة ألف مرة ومرة حينما نجد أمهاتنا يقمن بكل الأدوار مقابل أن نرى أباءنا لا يقدرن ذلك بل ويتزوجن على أمهاتنا أو يعرفن عليهن بدعوى أنهن كبرن أو أنهن لم تعدن مناسبات لمرحلة جديدة من مراحل علو ورقى آبائنا.

وإذا سألتينى عن وجهة الهجرة أقول لكي إن لم تكن لبلد توجد فيها إنسانية الإنسان فلتكن هجرة إلى الله حتى نصلح حال البلاد والعباد..لم تصمت ولم أقاطعها بل واصلت الاستماع إليها وكلى اقتناع بكلامها لدرجة أننى هممت بالتصفيق لها لولا أنها توقفت فجأة وسألتنى مستغربة خجلة وعلى طريقة سناء جميل فى حديثها إلى العبقرى أحمد زكى فى أجمل أدوارها عندما سألته.والحب ياسيد..وبنفس الوقع الذى تقبله سيد من أمه كان وقع كلامها على وردى لها الا اننى استبقته باننا خرجنا عن موضوعنا الرئيسى وهو السياسة الا اننى سأجيبك بأن الحب هو ارقى احساس وانقى شعور فى الكون كله الحب درجات كالجنة يبدأ بحب صغير يتمثل فى حب العائلة ثم حب الحبيب ويليه حب الدولة كلها او ماي سمى بحب الوطن.

ويكتمل الحب ويرقى ويستقر بحب الله ،وسألتها هل تحبى الله فردت بسرعة اخاف منه اكثر من حبى له ،وتوقعت اننى سانهرها الا اننى قلت لها هل تعرفى اننى لم احب الله كما ينبغى الا من فترة قصيرة مع اننى كنت ملتزمة عمرى كله باتباع كل مايرضيه والابتعاد عما يغضبه ،الا اننى كنت اؤدى فرائض ولااشعر بما اقرأعنه من حب الانبياء والصالحين والعابدين لله ومن اشتياقهم للحديث معه كنت دائما اشعر بالخوف من عذاب الله وبالرعب من مقابلته يوم البعث وكنت ارتعد الف مرة ومرة من مجرد تخيلى فى القبر لاحول لى ولاقوة وبان ربى لن يرحمنى منه الاهو ،وكنت كلما كبرت عاما واصبح الموت قريب منى ازداد خوفا ولكنى لااعرف طعم حبى لله ، وجاء اليوم الذى احببت فيه ربى ولاتستغربى اذا قلت لكى انه جاء بعد ابتلائى بموت اخيكى امجد الشاب فجأة بعد موته اصبحت استرجع كل حياته معى وبعد ماجد فى حياتى عرفت كم احب الله الذى لم يجعل ابنى يتألم مما ألم بحياة امه التى كان يعشقها وكان يحزن لمجرد سماع صوتها يئن ليلا من شجار او مرض.ادركت ان ربى يحبنى حينما خاف على من ان اتقطع الما اذا مارايت فى عين فقيدى حزنا على،وكلما مر بى العمر وتزداد حياتى تعقيدا اسجد لربى شاكرة انه اراح فلذة كبدى من المتغيرات التى المت بحياتى الحالية وجعلتها بالنسبة له ان كان حيا نقطة تدهور وربما انتحار او انكدار .

تحدثت مع الله وشكرته ووجدتنى أحبه وأسعد بالحديث معه وبالشكر له على ما أصابنى من نقم لكى أشكره على ما اختصنى من نعم، فقد رأيت عدالة السماء تشملنى ورأيت حب الله يحتوينى وقد أحببت الله، ونظرت لها وقلت حب الله هو الحب الأبدى وهو الحب الذى يفتح لكى كل أبواب الحب الدنيا، التفت إليها وإذا بى أجدها تبكى وأجدنى احتضنها وأنهل معها ومنها حب عفوى فطرى اتمنى من ربى الايحرمنى منه ويكون عوضا لى عن حب قهرى اغتصب منى كل ما آمنت به عمرا وأديته سنة وفرضا.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط