وفر العملة.. شعار مرحلة حرجة تعاني من اضطراب حاد في كل أجهزتها الحيوية بسبب نقص تلك العملة أحيانًا ودلالها أحيانًا أخرى.. هل عندنا أزمة عملات أجنبية ؟ قولًا واحدًا نعم.. هل نملك آليات فاعلة لحلها؟ قولًا واحدًا لا.
نقطة ومن أول الحكاية... حكاية بدأت في يوم "كانت شمسه عزيزة"، عندما قرر المصري الأصيل تحويل الرقعة الزراعية إلى بقعة صناعية.. فأدى ذلك إلى استيراد الآلات والآليات للحصول على منتجات "نصف لبة"، لم تستطع أن تزاحم وتنتزع مكانا لها في الدول ذات العملات الخضراء والحمراء.
لم تكن الأزمة حادة لأن أجدادنا العباقرة تَرَكُوا لنا ميراثا ساعد في توفير الجزء الأكبر من تلك العملات الملونة، لكن مع احتداد أزمة السياحة بفعل المؤامرة الكونية التي تعرضت لها أم الدنيا من كل الدنيا (اتدللت) أم عيون خضراء وألقت بنفسها في أحضان الأسواق السوداء.. وتركت أصحاب القلوب البيضاء في حيرة لا تخفي عن الناظرين.
وتعددت القرارات والأزمة طاحنة.. فمن بين قرارات حكيمة وأخرى عقيمة تولدت أفكار عظيمة كفكرة منع العمرة لمدة خمس سنوات ولما (اتزنقوا) قالوا نجرب سنة، وتعالت الحُجج علي شاكلة اللي يعوزه البيت يحرم على الجامع، والأقربون أولى، والنية كفاية، وغيره من حجج لا تكفي للضحك على عقل طفل في حضن أمه.. لا يشفع لكل تلك الأفكار الخلابة إلا صدق نوايا أصحابها.
لكن ليست بالنوايا السليمة تبني الأمم، فكثيرًا ما كانت تلك النوايا معّول هدم في يد المتربصين.. (كل واحد حر في فلوسه) أبسط رد جاء ردًا لتلك الفكرة، أستنصبون من أنفسكم أوصياء على أفعالنا وأموالنا!!
ولا أدري لم كانت الفكرة مقصورة على منع العمرة فقط، لما لا يتجاوز الإبداع لحدود السفر للخارج بكل صوره والحُجة موجودة ( لك نفس تتفسح وناسك في أزمة !!) وعندما وُجِّه هذا السؤال لأحد رواد الفكر التقدمي كان رده أن الأعداد التي تتوجه للعمرة لا تقارن مع أعداد من يسافرون للخارج.
ونسي سيدي الحكيم أن سعر الدولار واليورو أيضًا لا يقارن مع سعر الريال، وأن الرحلة الخارجية للفرد تتفك بخمس عمرات.. حلول هشة وأفكار يجب أن تسحق بمنشة.. أشبه بمن يعالج السرطان بقرصين أسبرين.
الأزمة لا سبيل لحلها إلا بدخل دائم مضمون من العملات طرقه واضحة كعين الشمس.. فتلك الشمس نفسها يجب أن نعتمد عليها بتوفير مصادر للطاقة البديلة عوضًا عن الاعتماد على حرق الدولارات، يجب أن نأكل ما نزرع فهذا هو الطريق الحقيقي لتوفير العملة بل وكَسْر أنفها بعد أن كَسرت بخاطرنا، ثم نتجه لصناعة منتج محترم يليق بأن يحمل صنع في مصر.
وإذا كانت مشكلة العملة جزءا من حلها هو العِبَاد المشتاقين لرائحة الحجر الأسود فلا ننسي أيضًا أن نحل مشكلة "العَباد "، عَباد الشمس المشتاقين لملمسه لنعتمد علي أنفسنا ونصنع الزيت الذي نستورد منه٩٧٪ مما يعني أن مع كل قرص طعمية و صابع بطاطس بنحرق في العملة التي تقوم بدورها في حرق دمنا.