حدثنى كثيرا عن وطنه الجديد وأسهب عندما عقد مقارنة بين بلده الأم ووطنه الحالى، وقال على غرار الإعلان الذى يقول هناك ياحسين فى أوربا ياحسين فقال..عندما تصحو من نومك وطبعا الاستيقاظ هناك فى السادسة صباحا لأنهم ينامون مبكرا فى موعد أقصاه العاشرة وعندما تستيقظ لن تذهب الى المطبخ وتفرغ الثلاجة وتلتهم ماأفرغته فى بطنك، ولن تذهب الى المطعم أو عربة الفول وتأكل ما يكفى قبيلة بمفردك بدعوى أن أمامك يوم عمل طويل لابد أن تسلح معدتك وتملأها من اجله.
لا هناك لا يحدث ذلك تستيقظ فترتدى التريننج سيوت وتنطلق فى البارك جريا أو مشيا او راكبا دراجتك لمدة ساعة لا تقل ثانية وتعود بعدها إلى منزلك تأخذ حماما وتخرج منه تتناول كوب من عصير البرتقال وشريحة خبز وقطعة برجر أو بيضة واحدة، ترتدى ملابس العمل وتذهب إلى عملك الذى يمتد ست ساعات هم حق بلدك عليك وحقك فى أن تصنع نفسك ولنفسك تاريخ ووضع مادى وإنسانى.
فى الغالب بعد العودة الى المنزل تتناول مايعرف بالسابر وهو قبل أن تغرب الشمس إذا أشرقت وإذا لم تشرق ولم تغرب فهو فى السابعة مساء.
اذا كنت رب أسرة فحياتك موزعة بينك وبينهم وإذا كنت أعزب فحياتك لك ولبلدك وعليك أن تحقق ماترضاه لنفسك ومايرضى بلدك عنك..فى شوارعهم النظافة سلوك وقانون، فى عملهم يراعون الله ويخافون من السلطة و ينزعجون من مجرد القصور فى عملهم لانه سيكلفهم فقد وظائفهم، هناك يتقاضون مايعرف ببدل البطالة وهذا الامر ليس دائما ولكن حتى تحصل أو يوفروا لك وظيفة جديدة وكأنهم بهذه الطريقة يمنعونك من الوقوع فى المهالك والمعاصى التى ستنجم عن الفراغ ليطبقوا بذلك قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب بان الفراغ اذا حل بأمة قالت له الرذيلة انا معك.
هناك لايعيشوا مثلما تظهر أفلامهم بالعربدة والمجون والزنا والسكر والفساد، فهذه الأدوات صنعت من أجلنا نحن حتى نشتهى هذه العيشة ونتسابق من أجل أن نحياها ونتمتع مثلهم،هناك زواج بلا توثيق فاذا عاشت المرأة مع رجل أو العكس فى شفافية وظهور أمام الدنيا كلها فلها كل الحقوق وعليه ان يوفيها حقها وليس مثلما يجرى هنا من أن العلاقات الخاطئة تحدث فى الظل والظلام.
هناك فى كنائسهم ودور عبادتهم تجرى مناسك الدين وفى العمل والطرقات والحياة هناك نظم دنيوية معمول بها لأن الدين مكانه دور العبادة وغير ذلك العمل هو لغة التعامل.
فى اوربا والدول المتقدمة توجد دولة ويوجد قانون يسرى على الكل وإذا ظهرت تجاوزات فمن تجاوز يعاقب فالقانون هناك لا يعرف ماريا ولا ديفيد فكلهم سواسية. فى بلاد العم سام لا يوجد من هو فوق القانون وإن حدث فتكون قضية وحالة تظهر على الملا ويطلق عليها فضيحة مثلما علمنا قديما عن "ووتر جيت" التى تسببت فى استقالة رئيسهم حينذاك.
ولم استطع أن استكمل حديثه ولم تطرب أذنى لسماع إشادته لهم وشجبه لنا وحدثته وأسهبت عن ارتفاع معدل الجرائم هناك وأن حالات الاغتصاب وعن انتهاكات حقوق السود وعن المتاجرة فى الأجساد وبيع الأعضاء وعن حالات الانتحار المتزايدة وعن كل ماهو سلبى حتى اسكته إلا إننى كنت فى داخلى مقتنعة كل الاقتناع بأننا فى حاجة إلى دولة قانون وليس قانون دولة لاينفذ كما ينبغى لكى يلتزم به الكل ومن يتخطاه يحاكم ويحاسب، فمصرنا فى حاجة ليس إلا آراء الغرب وتجاربهم بل عليها ان تنظر بجوارها وتطبق التجربة الإماراتية لتصبح دولة نافذة مسيطرة ويصير لديها وزيرا للسعادة وشعبا سعيدا وبذلك تعيد إلى تاريخها الحديث حلقة الوصل التى توصل بها أمجاد الفراعنة بأعمال الأحفاد.