قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

إيران.. طفح الكيل

×

خلال السنوات الماضية ظنت القيادة السياسية الإيرانية أنها باتت الأقوى عالميًا، وأنها باتت فوق الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، وتضع لها المعايير التي تجنب الويلات والحروب والدمار، فأخذت ببناء ترسانة من الأسلحة النويية والصاروخية البعيدة المدى، وواكبتها بمشروع توسع في منطقة الشرق الأوسط والعالم، لتصبح الجماعات المسلحة التي أنشأتها حول العالم أذرعًا تابعة للحرس الثوري الإيراني بالشكل الكامل، أي أن دولة الملالي استطاعت اقتطاع جماعات من أوطانها لتحول ولاءها للولي الفقيه بدلا من أوطانها.

علمًا بأن إيران لم تكتفِ بالتوسع خارج حدودها وحسب، بل قامت بالإذعان ببعض الأوقات للاتفاقات الدولية ثم عادت لمخالفتها، في خطوة منها على ما يبدو لكسب الوقت الذي يتيح لها تنفيذ خطط موضوعة من قبل، فعلى سبيل المثال لا الحصر، تجول قائد الحرس الثوري في سوريا والعراق ليخالف القرار الدولي بحظر السفر، بالإضافة إلى مخالفة قرار الأمم المتحدة رقم 1747 المتعلق بحظر الأسلحة ودعم الجماعات الإرهابية، إذ قامت إيران بدعم الجماعات الموالية لها في لبنان وسوريا والعراق واليمن والمصنفة إرهابيًا، بالإضافة إلى تسهيل نقل المقاتلين الأجانب إلى سوريا عن طريق التحايل على العقوبات الدولية بتغيير تسميات شركات الطيران المدنية لتصبح أي ماهان وباس، كما ضربت دولة الملالي بعرض الحائط الحدود المسموحة للطاقة الذرية بتحاوزها لكمية 130 طنًا من المياه الثقيلة في أكتوبر من العام الماضي 2016، وآخر الانتهاكات كان إجراء الاختبارات على الصواريخ الباليستية في 31 يناير الماضي لتخالف بذلك قرار الأمم المتحدة رقم 2231.

لا شك أن المجتمع الدولي تهرب طويلًا من أسلوب المواجهة وركز على الحوار المستمر لتجنب التوتر، إلا أنه وعلى ما يبدو وصلت الأمور إلى الحائط المسدود، بعد كل هذه التجاوزات، وآن الأوان لوقف المد الإيراني الذي لو استمر أكثر لأدخل المنطقة والعالم في أتون حرب مدمرة أكثر من التي تعيشها بعض البلدان في الوقت الحالي.

ومن المتوقع أن يكون الرد الإيراني قويًا ليس فقط على الصعيد السياسي من خلال مواقف ستظهر تباعًا من طهران، بل من خلال أذرع الحرس الثوري المنتشرة في المنطقة، خصوصًا العراق ولبنان وسوريا، ومن غير المستبعد أن تلجأ إيران إلى توتير بعض الدول الأخرى كالكويت والبحرين والمملكة العربية السعودية لإيصال الأمور إلى الذروة في محاولة لاعادة لعبة المفاوضات ولعبة كسب الوقت.

إلا أن المجتمع الدولي والادارة الأمريكية الجديدة باتت أكثر دراية بالألاعيب الايرانية خصوصا وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تعتمد على صقور الجيش الأمريكي الرافضين للتوسع الإيراني كليًا في إدارة الملفات الخارجية، وبالتالي فإن دولة الملالي أصبحت في مأزق حقيقي خصوصا وان قواعد اللعبة بدأت بالتغير او تغيرت فعلا في سوريا والعراق، مما يغيرها بالتالي في لبنان، علما أن العقوبات الجديدة شملت وستشمل الأذرع الاقتصادية الجديدة التي يعتمد عليها الحرس الثوري بتمويل نشاطاته الداخلية والخارجية.

ويبقى فقط انتظار موقف الدول العربية الصارم تجاه إيران، لتشكيل موقف عالمي موحد تجاه المعضلة الإيرانية خصوصا وأن المنطقة العربية هي الأكثر تضررًا من هذه المعضلة...

وللحديث تتمة.