فى معرض القاهرة الدولى للكتاب جلست استمع اليها تلك السيدة التى أبهرت العالم كله بفكرها وترجمت أعمالها الى عشرات اللغات ومنحت شهادات وأوسمة تكفى لملء دواليب وليس دولاب واحد ، جلست استمع اليها وهى تتحدث عن المرأة وعن تجربتها فى الحياة وعن زواجها وانجابها وعندما تحدثت عن انفصالها وصفته بأنه كان بداية لنهاية معاناتها مع رجل خيرها بين كتبها وقلمها وبينه فاختارت ان تكون نوال السعداوى ولم تلتفت وراءها وكرست حياتها كلها للدفاع عن ذلك الكيان المهدور حقه فى دول لاترى من المرأة سوى جسدها وتغض الطرف عن محاوراتها والاستماع الى مايقوله عقلها .
وقالت لانهم يريدونها جسدا فقد تفننوا فى محاصرتها حتى تظل تابع للكائن الاعظم المسيطر فى دول تخجل من ان تذكر اسم الام فى خانة البطاقة ويتباهى فيه الابناء باسم ابيهم حتى ولو كان شنخر.
وعندما سألها احد الحضور عن هدير ومايعرف بالام العزباء كان ردها غير متوقع حيث قالت وكلها ثقة لابد ان نكون متأكدين ان الباغيات لايحملن لأنهن يعرفن مايراد منهن وبهن فهى تعلم انها تعطى جسدا وتأخذ مقابله مالا او متعة وعليه فهدير او غيرها ضحايا الطيبة وتسليم انفسهن لرجال شكل فقط وليس فعل .
وزادت على ماقالته بان الحل يكمن فى ان ينسب الطفل لأمه وياخذ اسمها وتتولى الدولة الانفاق عليه اسوة بما اسمتها بالدول المتقدمة .
وعندما صال الحضور وجالوا قالت وبثقة هب ان الام العزباء اخت احد من الحضور او ابنته كيف سيتصرف ،وتبارى الحضور فى عرض حلول استقبلتها هى بالاشمئزاز وبوصفها بالعنصرية .
مايقرب من ساعتين والسعداوى لاتتوقف ولاتهزم فى اى نقاش بل بالعكس تتفوق بالحجة والدليل ومن يهزمها يكون بانسحابه من الندوة ومن المكان كله.
وفى خضم حوارها ونقاشها وطريقتها فى الحوار والجدال قالت للكل الطلاق ليس بذنب نعاقب به المرأة وليس بعيب نداريه حتى لاتعاير به المطلقة ، الطلاق مذكور فى القران وموضوع له شروط وحقوق ولكن ان يحول الى كلمة يطلقها زوج يرى ان فحولته ورجولته تزدهر عندما يرمى كلمة ولايوثقها ويترك الامر متروك للتنازل او للزمن او لمعيار يراه هو قائم من اجل ابنائه او من اجل بريستيجه هو حتى يكون مظلة له تحميه فى مجتمع يراه متزوجا افضل مليون مرة من مطلق .
كل هذه الذرائع تعملق الرجل وتقزم المرأة التى ترضى لنفسها ان تكون مستمرة بكلمة وتخشى من ان تحولها الى ورقة ووثيقة تعملقها هى الاخرى ان لم يكن امام الرجل فلنفسها ولكرامتها التى بعثرت بكلمة اعطت باطل من اجل غائب فى مجتمع تائه بين رجال دين لايعرفون من الدين سوى العباءة والعمامة.
وفيما انا اتابعها واتابع من على منصة النقاش واتجول بعينى بين الحضور وارى على ملامحهم معان كثيرة بين الاقتناع والامتناع عن التطاول عليها لانها مسنة بين كل هذا اجدنى اعيش مع هذه السيدة فى ذكرياتها وعمرها الفائت ، واسأل ترى لو تمر بما مرت به من تجارب اجتماعية واراء تحررية و سفريات وانطلاقات خارجية كانت ستصبح على ماهى عليه ام انها كانت ستقضى عمرها كله بين حلل المطبخ وابرة التريكو وشاشة التلفزيون .
واجدنى اهم بأن اسألها ان تعرف نفسها بعد عمرها الطويل وتصف كيانها فى جملة او حتى كلمة وقبل ان اهم بالسؤال اجدها تشير على شخصى المتواضع وتقول هذه السيدة تعرفت عليها من خلال مجموعتها ست والسلام وبالطبع هى ضحية مجتمع جعلها تشعر بذلك،ووجدتنى اسمعها ولا ارد عليها مما جعل الحضور يبحث عن ست والسلام التى تتحدث عنها السعداوى لدرجة انها تراجعت واكملت حديثها وانا بداخلى اشعر بالسعادة لكونى تمكنت من ان اظهرها بعدم العارفة بالامور ولو لمرة واحدة فى تاريخها..عذرا سيدتى فنحن النسوة لانحب لبعضنا الظهور على بعضنا البعض فنون النسوة انانية لاتحب الا صاحبتها.