إحنا فين بالنسبة لأفريقيا؟!

يمكن التعبير عن مصطلح التنمية الشاملة للدولة من خلال وصولها إلى "التنافسية"، وفي ذلك المجال يصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريرًا سنويًا يستهدف تقييم درجة التنافسية على مستوى 140 دولة ويسمى "تقرير التنافسية الدولية"، ويركز التقرير على مستوى الازدهار الاقتصادي لتلك الدول.
فكلما اقترب ترتيب الدولة من الرقم 140، كلما ابتعدت عن درجة التنافسية الدولية المنشودة ومن ثم ابتعدت عن تحقيق التنمية، وبالتالي يمكن معرفة أن البيئة المحيطة بفرص التنمية في تلك الدول لا تتمتع بالكفاءة، والعكس في حالة اقتراب ترتيب الدولة من الرقم 1، والذي يعبر عن أكثر الدول تحقيقًا للتنافسية الدولية، ومن ثم تصبح البيئة المحيطة بفرص التنمية بها تتمتع بالكفاءة المطلوبة، ومن ثم تؤهلها لتحقيق فرص التنمية المنشودة.
ووفقًا لأحدث التقارير التي تتحدث عن مستوى التنمية في الدول الأفريقية، والذي أصدره البنك الدولي بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، اتضح أن موريشيوس هي الدولة رقم 1 في تحقيق التنمية من خلال وصولها إلى قمة التنافسية بالنسبة للقارة السمراء، كما نجحت في تحسين ترتيبها دوليًا لتصل إلى المرتبة رقم 45 بالنسبة للتنافسية الدولية وفقًا لتقييم عام 2017، متقدمة بذلك مركزًا واحدًا مقارنةً بالعام السابق 2016.
وجاءت جنوب أفريقيا في المرتبة الثانية في تحقيق التنمية والوصول إلى التنافسية بالنسبة للقارة السمراء، بالإضافة إلى تحقيقها المركز رقم 47 عالميًا بالنسبة للتنافسية الدولية وفقًا لتقييم عام 2017، متقدمة بذلك مركزين مقارنةً بالعام السابق 2016.
والجدير بالذكر أن ثالث الدول تحقيقًا للتنافسية على مستوى القارة السمراء كانت رواندا، فقد نجحت في تحسين مركزها العالمي عام 2017 ستة مراكز دفعة واحدة مقارنة بوضعها العالمي عام 2016، لتحتل المرتبة رقم 52 عالميًا مقارنة بالمركز 58 عام 2016.
أما رابع الدول الأفريقية والتي استطاعت أن تصل بقدرتها على تحقيق التنمية إلى تلك المرتبة فكانت بوتسوانا، كما استطاعت تلك الدولة أن تعمل على تحسين مركزها العالمي سبعة مراكز عام 2017 مقارنة بعام 2016، لتصل إلى المرتبة 64 دوليًا متقدمة عن عامها السابق والذي حققت فيه المرتبة رقم 71.
أم دولة المغرب الشقيق فهي أولى دول شمال أفريقيا في تحقيق التنافسية والقدرة على تحقيق التنمية، وتحتل المرتبة الخامسة على مستوى القارة السمراء، كما نجحت المغرب في تحسين تنافسيتها الدولية لتصل إلى المركز رقم 70 وفقًا لتصنيف عام 2017، متقدمة بذلك مركزين مقارنة بعام 2016، والذي احتلت فيه رقم المركز 72.
وجاءت الجزائر كثاني دول شمال أفريقيا عام 2017 بالنسبة لقدرتها على تحقيق التنمية، كما احتلت المرتبة العالمية رقم 87 بالنسبة لتقارير التنافسية الدولية، يليها تونس في المرتبة الثالثة بالنسبة لدول شمال أفريقيا والمركز رقم 95 عالميًا محققة بذلك تراجعًا عالميًا في تقييمها بمقدار ثلاثة مراكز مقارنة بالعام السابق 2016 والذي احتلت فيه المرتبة رقم 92.
أما مصر فجاءت في المرتبة الرابعة بالنسبة لدول شمال أفريقيا، واحتلت المرتبة رقم 20 على مستوى القارة السمراء في قدرتها على تحقيق التنافسية، وقد تحسن تصنيفها الدولي بمقدار مركز واحد فقط لتصل إلى المرتبة 115 عالميًا من إجمالي 140 دولة شملها التقرير، مقارنة بالمركز 116 عام 2016.
ويمكن أن نصل بذلك إلى أن جنوب وشرق القارة الأفريقية قد سجلا تحسنًا ملحوظًا في تقييم التنافسية، والقدرة على تحقيق النمو، في حين تشير التقديرات الدولية إلى انخفاض تنافسية دول شمال وغرب أفريقيا، ومن ثم الحاجة إلى تحقيق المزيد من الجهود.