كلما جاء هذا اليوم أجمع كل ما كتب عنه وكل ما قيل بحقه من تأييد ومعارضة وانتقاد وشجب. وكل يوم تأتى ذكرى وذكريات ثورة 25 يناير أذهب بكل ما لدى من معلومات واسأل اهل العلم والمشورة عن هذا اليوم وهذه الذكرى واطلب منهم ان يفندوها هل هى ثورة؟ ام هوجة ؟ وهل هى غيرت تاريخنا الحديث؟ وايضا اسأل وكلى شغف فى اجابة قاطعة ماعلاقتها بالربيع العربى المزعوم؟. وتأتى الاجابة كل عام كسابقتها من اعوام وهى الانقسام بين فريقين فريق من الباحثين فى علم التاريخ يقسمون بأغلظ الايمان أنها ثورة وتنطبق عليها مسمياتها واهدافها وان اخفقت فى النتائج وفريق اخر يحلف بالطلاق انها لا تندرج تحت مسمى ثورة وأنها مؤامرة مدفوعة من الغرب ويبرهنون على ذلك بما خلقته من فوضى وتراكمات وتصعيدات تركت سلبيات لا نزال نتعثر فيها.
وبين الفريقين فريق اخر يقف فى مرحلة لا مرحب ولا رافض ويتخوف من عواقب اثبات انها ثورة فيقابل بهجوم من الرافضين لها وفى نفس الوقت نراه متخوفا من اعلان رأيه بصراحة بأنها ليست بثورة فيلقى مصير حرامى الاحذية فى مسجد يوم جمعة.
والآن وبعد مرور 6 سنوات طوال عراض على الخامس والعشرين من يناير وبعد ان عجزت فى الحصول على اجابة مطلقة تحدد ماهية هذا اليوم وطبيعته وخاصة ان التسريبات المتتالية تقصف بأشخاص كانوا ايقونات للخامس والعشرين من يناير، فمن الملاحظ ان نتاج هذا اليوم الذى لانستطيع ان نمحيه من تاريخ المحروسة أفرز مسميات ووظائف على الساحة لم تكن لتكون وتصبح لولا ان مرت من قريب او بعيد بشهر يناير العظيم وبيوم الخامس والعشرين منه .
والغريب ان الساحة الاعلامية هى اكثر الساحات التى ازدهرت وتزينت وترعرعت بنتائج ونتاج 25 يناير فقد لمع اشخاص وظهروا وأصبحوا اثرياء لمجرد انهم ظهروا فى ميدان التحرير او اى تجمع من تجمعات الايام الخالدة من ثورة يناير وحتى خطاب التنحى التاريخى .
واذا اضفنا الى الاعلام مكانا اخر ازدهر وعلا نجمه فى اعقاب ثورة يناير سنجد المنظمات والهيئات المعنية بحقوق الانسان والتى جلس وتربع فيها من اسموهم بالنشطاء والداعمين والمؤيدين والمحبين وكل مفردات ومسميات الديمقراطية الحديثة على طريقة "تانت امريكا".
ست سنوات مضت وأتحدى ان يجمع المصريون كلهم على وصف هذا اليوم بصفة واحدة وبكلمة قاطعة مانعة..ست سنوات ومن مع نتاج 25 يناير يحلفون بأغلظ الايمان بثوريتها ، وفى نفس السنوات الست يجمع من ضد هذا التاريخ بأنها لا تنتمى ولا ينبغى ان تعرف بالثورة.. ست سنوات مضت والمصريون لم يحسموا امرهم ويتفقوا فيما بينهم على تعريف الثورة وتوضيح موقف الخامس والعشرين من يناير الا انهم اتفقوا وارتضوا بأن يكون يوم اجازة وراحة ما بعدها راحة.