قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

متى تقتنع مصر بسد النهضة


قرابة الخمسة أعوام هي الفترة التي مرت بها مفاوضات سد النهضة الاثيوبي ما بين اثيوبيا ومصر لا نقول هنا السودان لأن موقفه واضح جدا في هذه القضية حتي إن كان أحد جوانب هذه المفاوضات.

وعقب الاعلان عن السد وبداية العمل فيه بدأت الجولات المتعددة لهذا الملف بعدد من المقترحات وهي حول،إلغاء الفكرة وانشاء سدود صغيرة وملء البحيرة خلال فترات طويلة وموضوع ادراة السد وموضوع زيادة البوابات او منافذ المياه ودراسة الاثار السلبية و...و.....و....والشئ الذي أدي إلى تطور الملف وظهور مقترحات متعدد ة في كل مرحلة او جولة من الجولات.

وما بين قناعة اثيوبيا انها لا تضر بمصالح الاخرين وتخوف مصر من هذا السد لا تزال هذه الجولات تتواصل حتي في اخر شهور السد العملاق والذي اوشك على ان يرى النور.

لا تزال العديد من الجهات والسوائل تصدر التقارير حول انهيار السد في جزء منها وانه غير مطابق للمواصفات وان اثيوبيا قد بدأت تخزين المياه في بحيرة السد فيما يبدو ا ان سد النهضة لن تتوصل فيه الدولتان الى نتائج ايجابية فيها الا بنهايته وعقب الانتهاء منه الشئ الذي قد يوضح في تلك اللحظات انه مفيد او مضر.

طالت المدة واصبح سد النهضة امرا واقعيا ولكن ان تقتنع القاهرة به فهذا يبدوا اغرب من الخيال اذا ماهو الحل؟ ما بين تعنت البلدين ودخول اطراف اخري في هذا الخلاف ما بين مؤيد ومعارض لهذا السد كيف تقبل القاهرة سد النهضة ؟

العديد من المقترحات التي قدمتها القاهرة حول سد النهضة ومع اصرار اثيوبيا ان السد لا يضر بالاخرين وخاصة حصة مصر والتي دائما ما تطالب القاهرة كل دول الحوض عدم المساس بها يظل ملف سد النهضة اكثر الملفات تعقيدا في ظل مطالب شعوب دول الحوض في حقوقها المهضومة منذ اقدم العصور وتمسك القاهرة باتفاقيات قديمة لم تكن تلك الدول طرفا فيها.

وأكدت الحكومة الاثيوبية مرارا وتكرارا انها لن توقف العمل في السد مهما طال امد المفاوضات وهذا ماحدث ان السد اوشك على الانتهاء وفي ظل تعثر العديد من الجولات لهذه المفاوضات كان العمل في سد النهضة الاثيوبي يسير ليلا ونهارا.

كيف تؤمن مصر بسد النهضة وان السد لا يضر بمصلحتها ولا يؤثر على المياه التي تصل لمصر ؟ فهذا هو السؤال بالرغم من ان النيل الان في مصر منسوبه احيانا يقل بعدة عوامل قبل بدء التخزين.

هل سيكون للحكومتين في البلدين دور لتقريب الصورة والوصول لنتائج ايجابية تقنع الجميع وتعمل على ارضاء الجانبين ام ان نهاية السد وبدءه في العمل سيجعل مصر تقتنع بأنه لا ضرر منه عقب التأكد منه في بداية عمله.

تظهر في الأفق خلال الاعوام القادمة مراجعة اتفاقية 1959م والتي كانت قد وضعت لثلاثين عاما وانتهت ودخلت الاتفاقية لفترة ثلاثين عاما اخري الثلاثين عام الاولى في العام 1989 اصبحت منسية بسبب الاحداث في السودان والانقلاب العسكري وظهور ثورة الانقاذ الشئ الذي انشغل بموجبه السودان بمشاكله الداخلية والان في العام 2019 ما الذي سيحدث بخصوص تلك الاتفاقية كيف ستواجه دول الحوض هذه التحديات والاتفاقيات التي تري انها كانت ضد مصالحها.

فعقب الانتهاء من سد النهضة سيظهر موعد مراجعة اتفاقية 1959 وخاصة أن هناك دولاً تؤمن بأن اتفاقية عنتيبي أكثر إنصافاً لها من تلك الاتفاقية التي لم تسنح لها الفرص للمشاركة فيها بل كانت بين دولة مستعمرة بالفتحة ودولة مستعمرة بالكسرة.