على طريقة "التجربة الدنماركية".. التعليم تستقدم "التوكاتسو الياباني" لإنقاذ المنظومة.. وخبراء: غير قابل للتطبيق ويفتقد عوامل النجاح

كمال مغيث عن تطبيق نظام "التوكاتسو الياباني":
وزارة التعليم تحلم بـ"التجربة الدنماركية"
طارق نور الدين:
نظام «التوكاتسو الياباني» غير قابل للتطبيق بمصر
محمد الدسوقي:
نجاح تجربة"التوكاتسو اليابانية" في التعليم مرتبط بعدة عوامل
عادل النجدي:
نظام"التكاتسو الياباني" في التعليم يحتاج دراسة قبل تطبيقه
من التجربة اليابانية إلى الماليزية بين وقت وآخر تفاجئنا وزارة التربية والتعليم بالسعي نحو تطبيق تجربة جديدة في نظام التعليم لمحاولة تحسن المنظومة كان آخر تلك المحاولات الاعلان عن تجربة اليابان التي تسمى"التوكاتسو".
و"أنشطة التوكاتسو" هي أنشطة تتيح للتلاميذ ممارسة العمل الجماعي وتحديد الأدوار، وتنفيذ الدور المكلف به كل تلميذ في الفريق، والتعاون مع زملائه، للوصول إلى الأهداف المراد تحقيقها، وتهدف إلى بناء الشخصية، ومهارات العمل الجماعي، والانتماء، وقيم النظافة، والاعتزاز بالذات، وتحمل المسؤولية، والتفكير.
ويشارك التلاميذ، عن طريق "أنشطة التوكاتسو"، في وضع نظام الفصل وإدارته، والأنشطة الجماعية، وتحديد الأدوار لتنفيذ أنشطة تساعد على الارتقاء بأدائهم وشخصياتهم، فضلا عن مساعدتهم في التحصيل الأكاديمي، إضافة إلى أن النظام يوفر للتلاميذ مهام وأنشطة تعزز ثقتهم بأنفسهم، وهي، تخصيص مجموعة من الدروس لتعليم الطلبة غسل اليدين وتنظيف الفصل، ومشاركة الطلاب في نظافة المدرسة.
التجربة الدنماركية
وتعليقًا على تلك التجربة ومدى امكانية تطبيقها في مصر، قال الدكتور كمال مغيث الخبير التربوي، إن نظم التعليم لا يوجد فيها ما يسمى التجربة اليابانية إلا إذا كانت وزارة التربية والتعليم "بتحلم بحاجة اسمها التجربة الدنماركية"، لافتا إلى أن نظم التعليم حصيلة تفاعلات اقتصادية وثقافية واجتماعية وفلسفية بالمجتمع وهذه التفاعلات ينتج عنها نظام التعليم، وهو إما أن يكون متقدما أو رجعيًا أو نظريًا.
وأضاف" مغيث" في تصريح لـ"صدى البلد" أن التفاعلات في أي مجتمع هي التى ترسم ملامح نظم التعليم وبالتالي لا يوجد ما يسمى نقل نظام تعليم من دولة لأخرى ولو كان الأمر بهذه البساطة كانت الدول نقلت تجارب دول أخرى في التعليم وهو ما لا يحدث.
وتابع الخبير التربوي قائلا: "ما يحدث كلام فارغ.. لأنه بصرف النظر عن نظم التعليم فإن هناك بنية أساسية لابد من توافرها بداية من مرتبات المعلمين، والمناهج الدراسية ومدى عصريتها وتفاعلها مع القدرات الفعلية وكثافات الفصول وميزانية التعليم"، مشيرا إلى أنه في حال توافر هذه المقومات يمكننا بعدها أن نقتبس من تجارب الدول.
وأوضح أن هذا النظام سوف يلاقي رد فعل عنيفاً من المجتمع اذ كان يجب تهيئة الأرض وتخصيبها لتطبيق التجرية، موضحا أن المشكلة أنه لم يتم التجهيز لذلك النظام ولكن ما حدث هو تطبيق أعمى لكسب رضا القيادة السياسية دون النظر لنجاح التجربة من عدمه.
غير قابلة للتطبيق
وقال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم سابقا، إن نظام "التوكاتسو" المقترح تطبيقه في التعليم المصري، يتم تطبيقه في المدارس اليابانية، مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تناست أن تطبيق ذلك النظام يحتاج مقومات يجب توافرها لنجاحه.
وأضاف"نور الدين" في تصريح لـ"صدى البلد" أن هذا النشاط لا يصلح تطبيقه في مصر لافتقاد مقوماته الأساسية ومنها ألا يتخطى الفصل 20 طالب وهو أمر مستبعد في مصر حيث يصل عدد الطلاب بالفصل إلى 60 طالبا، كما أن مادة الأخلاق تدرس للطلاب في اليابان بصفة إجبارية، موضحا أن من بين هذه المقومات تجاهلها الوزير وكانت موجودة ضمن خطة الوزارة في 2014، وكان من الممكن أن تكون البنية لتطبيق هذا النظام.
وأوضح أن نظام التغذية المدرسية في اليابان غير معمول به في المدارس المصرية، بجانب عدم ثقة أولياء الأمور والطلاب بالمدرسة وعدم اقتناع المعلمين بذلك النظام، وبالتالي فإن نجاح هذا النشاط في اليابان مرتبط بتوافر المقومات الاساسية.
وأكد أن هذا النظام سوف يواجه برد فعل عنيف من المجتمع لأنه كان يجب تهيئة الأرض وتخصيبها لتطبيق التجربة، موضحا أن المشكلة تتمثل في عدم التجهيز لهذا النظام ولكن ما حدث هو تطبيق أعمى لكسب رضا القيادة السياسية دون النظر لنجاح التجربة من عدمه.
عوامل النجاح
وقال محمد ابراهيم الدسوقي، مدير تحرير جريدة الأهرام إن التعليم يسير على عكازين أساسيان وهما وضع استراتيجية وتوفير المخصصات مشيرا إلى أنه يجب ان لايكون نظام التعليم حقل تجارب يرحل برحيل الوزير.
وأضاف"الدسوقي" في تصريح لـ"صدى البلد" أن نجاح أي تجربة في التعليم مرتبط بعدة عوامل منها أن يكون المدرس على درجة عالية من الكفاءة وأن تكون تجهيزات المدرس مناسبة وليس أن تكون الفصل ذات كثافات مرتفعة تصل إلى 60 طالبا.
وأبدى "الدسوقي" تساؤلات عن تطبيق وزارة التربية تجربة "التكاتسو" في التعليم، هل لدينا مساحات كافية داخل المدارس ليمارس فيها الطلاب الأنشطة الرياضية، هل يوجد معامل مجهزة بالمدارس لعمل التجارب عليها، هل لدينا لدينا التمويل الكافي واللازم لعمل هذه التجربة اليابانية؟، موضحا أن الأمر ليس مجرد نقل تجربة "كوبي بست" فالأهم هو أن يكون ذلك مناسبا للظروف إذ يجب أن يكون هناك معايير للانتقاء من التجارب، فهل لدينا هذه المعايير.
وأوضح أن المناهج يجب أن تساعد على تفتيح مدارك وعقول الطلاب وأن تساعده على الابتكار، وليس فقط أن يكون دورها الحفظ، كما يجب أن تكون أضلاع العملية التعليمية في مصر مهيئة لنقل هذه التجربة.
وتابع أنه يجب وضع استراتيجية قومية للتعليم وليس استراتيجية وزير وانما سياسات يتم الالتزام بها حتى وان تغير الوزير وأن تكون على قدر كبير من المرونة حتى تكون قابلة للتعديل.
تحتاج دراسة
قال الدكتور عادل النجدي، الخبير التربوي، إن تطبيق تجربة اليابان في التعليم والتي تسمى التوكاتسو في مصر من الممكن أن تسهم في تحسين منظومة التعليم المصري، مشيرا إلى أن لابد من دراستها حتى لا يكون الامر مجرد نقل تجارب.
وأضاف"النجدي" في تصريح لـ"صدى البلد" أنه يجب أن يتم تطبيق التجربة على بعض المدارس فقط وليس تعميمها حتى لا نفاجأ بأنها لا تتناسب مع المجتمع المصري، وأوضح أن مثل هذه التجارب لابد من ادخال تعديلات عليها حتى تتناسب مع العادات والتقاليد المصرية.