قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ترامب .. والحرب على الإرهاب

×

فى الوقت الذى تخوض فيه قواتنا المسلحة العظيمة حربا شرسة ضد الارهاب المتستر بالدين فى سيناء تسطر فيها بحروف من نور ملحمة فداء للوطن واستشهاد من اجل حمايته وفى الوقت الذى حققت قواتنا فى سيناء نجاحات عظيمة- لم يعلن عنها كما قال الرئيس السيسى من قبل- فى تدمير البنية الاساسية للارهاب بسيناء وفرض سيطرة قواتنا المسلحة على كل شبر فى سيناء، فقد رفضت الادارة الامريكية فى عهد الرئيس المنتهية ولايته اوباما التعاون مع مصر فى مواجهة هذا الارهاب الذى لا يهدد مصر وحدها بل المنطقة بأسرها ورفضت الاستجابة لمطالب مصر فى تزويدها بأسلحة معينة تساهم فى مواجهة الارهابيين .

وقد أعلن الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب نيته واستعداده لمحاربة التطرف الاسلامى فى العالم كله بل ودعا – فى تصريحات توصف بأنها عنصرية – بمنع دخول المسلمين للولايات المتحدة فى الوقت الذى لا يترك مناسبة بدون الاشادة باسرائيل الدولة اليهودية الديانة مما يؤكد موقفه السلبى من الاسلام كديانة والمسلمين عامة وليس فقط موقفه من ارهاب الجماعات الارهابية مثل داعش.

محاربة الارهاب من وجهة نظرنا كمسلمين هى محاربة التنظيمات التى تمارس العنف والارهاب والتحريض وتكفير المسلمين تحت ستار الدين وترفع السلاح ضد الدولة وجيشها وشرطتها ومؤسساتها واوضح نموذج على ذلك هو ما يحدث فى سيناء ..فهل هذا هو الارهاب فقط فى مفهوم ترامب الذى سيسعى للتعاون معنا فى محاربته ؟ ان كان هذا هو مفهومه للارهاب ومن خلال التنسيق مع الدول التى تعانى منه فهذا شيء مقبول ومرحب به أما ان كان التطرف الاسلامى فى مفهوم هذا الرئيس المعجب والمؤمن باسرائيل والكاره للاسلام هو محاربة العقيدة الاسلامية نفسها فى مدارس المسلمين ومؤسساتهم الدينية وعلى رأسها المؤسسات فى مصر والسعودية قلب الاسلام السنى فى العالم فهذا هو الارهاب فى حد ذاته ..ولن يستطيع مهما كانت قوته وقوة بلاده ارغام المسلمين على طمس عقيدتهم او اعادة تفسير القرآن والسنة بما يفقد الاسلام عقيدته ارضاء للغرب المسيحى ولليهود أو محاربة ثقافة وقيم واخلاق المسلمين السنة فى مختلف دول العالم تحت ذريعة محاربة التطرف الفكرى..

الفرق كبير بين استجابة ادارة ترامب لطلب الدول التى تكتوى بالارهاب وتزويدها بالاسلحة والمعلومات الاستخباراتية التى تطلبها لمواجهة الارهاب على ارضها وبين اتخاذ ترامب الارهاب ذريعة لمحاربة الاسلام السنى فى كل مكان واحتلال الدول الاسلامية وقهر شعوبها وتدمير مقدراتها تحت ذريعة محاربة الارهاب وغض النظر عن اى تطرف وارهاب لجماعات شيعية بالمنطقة.

الارهاب ليس ارهاب جماعات فقط فهناك ارهاب دول بالامس تم "بإرهاب الدول " احتلال العراق تحت ذريعة نشر الديمقراطية لتكون العراق نموذجا للمنطقة فى حرب وصفها الرئيس بوش الابن بانها حرب صليبية فهل سيتم غدا احتلال وتدمير دول اسلامية تحت ذريعة محاربة الارهاب.

الامريكان والانجليز.. أنتم الذين مارستم الارهاب الدولى والبلطجة بأقذر صورها وابشع صورها فى التاريخ عندما قمتم باحتلال العراق وتدميره كراهية فى الاسلام والمسلمين ..وارهابكم الذى ادى بدوره لظهور الجماعات المتشددة الاسلامية لمواجهة ارهابكم ثم تحولت بدورها وبدعم اجهزة مخابراتكم لها لجماعات ارهابية باسم الدين ..انتم وراءها وهدفكم تدمير الدول الاسلامية من الداخل ثم تتخذون من وجود هذه الجماعات الارهابية ذريعة لاحتلال جيوشكم لبلاد المسلمين لاستنزاف ثرواتها وتدمير اثارها وتاريخها وجيوشها حماية للكيان الصهيونى الذى يدافع عنه ترامب علنا وبكل قوة دون ان يضع اى اعتبار سياسى ولا اخلاقى للدول العربية والاسلامية .

ظنى ان الدول العربية والاسلامية الكبرى والمحورية لابد ان يكون لها وقفة مع ترامب حول اعلانه الصريح بالاعتراف بالقدس عاصمة ابدية لاسرائيل ونقل السفارة الامريكية من تل ابيب للقدس ..وايضا وقفة مع تصريحاته المنحازة انحيازا أعمى لاسرائيل على حساب الدول العربية والارض العربية المحتلة.