بالصلاة على النبى
كده اظبطوا ساعاتكم وشهوركم وسنينكم واتجهوا بأنظاركم إلى قبلة البيت الأبيض
ولا تتوقعوا الكثير ولا تأملوا بما لن تجدوه متوفراً فى بلاد العم سام.
ومن يوم الجمعة الموافق العشرين من هذا الشهر إلى ثمانى سنوات قادمة إذا أعطى ترامب العمر والصحة أو أربعة إذا لم يعطهما.
فحسبما نرى ويرى معى مراقبون للأحداث الدولية أن العم
ترامب الذى دخل البيت الأبيض اليوم ومعه قبيلته من الأبناء والأحفاد وزوجة كانت
نجمة من النجوم وشهيرة من الشهيرات لن يكون فارس عصره وزمانه ولن يضرب البحار
بعصاه فتنفلق ولن يكون مؤنسًا ولا آنسا ولا معضدا لدولنا ولا لدول المنطقة المأسوف
عليها، فرؤساء الولايات المتحدة يسيرون على أجندة وضعها الكونجرس وصدقت عليها
مصالح القطب الأوحد فى العالم.
ولا تأخذك العاطفة
بخطاب ترامب بأنه سيغير من سياسات بلاده وبأنه لن يأخذ الإخوان بين أحضانه وبأنه
يسعى لمحاربة الإرهاب وسينضم إلى الدول التى تحارب الشيطان الحديث ألا وهو الإرهاب، فكل هذه التصريحات كما يقول الإخوة الشوام (طق حنك) ولترقب معى وتقول كما سأقول
بأن مصلحة واشنطن بأن تدعم الإرهاب والإرهابيين ومصلحتها أيضًا مع الإخوان وبهم، وقمة مصالحها تتركز مع كل من لا يريدون فى الأرض السلام وأن الأخ ترامب والأيام
بيننا لن يكون أفضل من سابقيه ولا أكثر منهم حرصًا على أمنه أولاً ويليه أمن إسرائيل
وما يليهم تنتقى منه مصالحهم وليذهبوا بعدها لأى مكان غير الأمن والأمان.
"ترامب" لديه أجندة
مكملة لما انتجها من قبله ومن قبلهما، ترامب جاء لأن الأمريكان والكونجرس رأوا فيه
من سيكمل خطاهم وينفذ أهدافهم، أمريكا دولة بلا تاريخ لا جدال على ذلك ولكنها تشكل
تاريخ العالم الشرق أوسطى الحديث وذلك واضح منذ زرع الكيان الإسرائيلى فى منطقتنا
البائسة، أمريكا وإن تحدث ترامبها عن نقل سفارة بلاده إلى القدس فهو يريد أن يلهينا
عما هو أعظم من ذلك وهو شرذمة المنطقة بأكملها ومواصلة الجهود من أجل خلق ما سمونه
بشرق أوسط جديد، أمريكا ليست دولة يصنع تاريخها وسياستها رئيس جمهورى او ديمقراطى بل
هى دولة يشكل جهابذة السياسة والمال والاستعمار الحديث رسم معالمها وأهدافها
التطوعية فى كل مرحلة مع الحرص على خسارة الأصدقاء واستمالة جدد ولى ذراع من تسول
له نفسه الخروج من تحت عباءة تمثال الحرية المزعومة.
ترامب وواشنطن وكل شبر وشارع ودونم فى الولايات المتحدة هم جزء من فكر إمبريالى يجلس فى بيت زجاجى محمى من الرصاص ومن كل قاذف وجالس يخطط ويفكر ويحقق أهداف الامبراطورية الأمريكية التى تعمل جاهدة على عدم الوقوع فى الأخطاء التى أدت لانهيار امبراطوريات سابقة.
ترامب ومن معه يعلمون أنهم حلقة فى سلسلة كبيرة اسمها دولة النجاة تلك الدولة التى أصبحت حلم المقهورين وقبلة المحسورين الهاربين من قمع وذل الحاكمين، هم يعلمون أنهم فى أعيننا قتلة ومارقين ولكن لا يعنيهم نظرتنا إليهم بقدر ما يزعجهم لو نهضنا وقمنا من سباتنا العميق ونزعنا ثوب التواكل والكسل والتمارض وقلنا فى نفس واحد نحن سنكون أمة واحدة.. من قال آمين.