تيران وصنافير فى مواجهة العبث!

لا يقل حجمه ولا تتضاءل آثاره عن يوم السادس من أكتوبر 73... فهو نصر كالنصر ... قاتلت فيه الحقيقة لتغرس بأسنانها سارية العَلم على حدود الوطن وترفض تحريك حد لم يتحرك منذ آلاف السنين يوم جاء الفراعنة العظام إلى الوادي ليوطنوا فيه ما نراه اليوم من حضارة نباهي بها العالم .. هو يوم مصري ... أحمسي المذاق .... نستعيد به ذكريات العجلة الحربية التي طاردت من قبل جحافل الهكسوس من غزاة القبائل الرعوية في مواجهة الحضارة المستقرة في عمق الوادي الخصيب ...!

اليوم جاء التاريخ بكل مشاهده وشواهده لحظة أن قذفت منصة قضاء الإدارية العليا بزخمها وورعها وفقهها وسطور التاريخ التي تنسج وعيها في وجه الجماهير المنتظرة بكل سطور الحقيقة دفعة واحده لتقول أن تيران وصنافير أرض مصريه مقطوع الحق بمصريتها .. هنا تسقط المبادرات ... وتنعدم الاتفاقيات ... وتُفتح البيارات لأمثال مصطفى بكرى وأحمد موسى وتيار الغربان الذى ابتلى به الوطن كي تبتلع منطقهم وتدين لحظة عاشوا فيها بين الجماهير يلوثون ولاءها ويدينون انتمائها ...!!

اليوم ... يوم سيادة .. حافظ به القضاء على مرابض الاستراتيجية التي تجعل هذا الوطن مالكا لأصول العبقرية الجغرافية التي أفرد لها جمال حمدان كتابا يشهد له التاريخ ويرفعه الواقع ... تبقى مياه المضايق مياه محليه مصريه حولها رنين صوت جمال عبد الناصر كمياه قناة السويس لا يمر منها إلا مرضى عنه ودافع ضرائب حاله حال المرور من قناه السويس ولا سيما والكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة ينشئ اليوم قناة رابطة بين إيلات ( أم الرشراش المصرية المحتلة ) على رأس خليج العقبة والبحر الميت ومنه خط حديدي إلى موانئ حيفا ليستخدمها في نقل البضائع من أجل خنق قناة السويس وتضييع أهميتها الاستراتيجية على مصر ...!

الآن تعود الجغرافيا بحكم القضاء بلا منازعة إلى حضن الوطن تحمل سجل هويتها وولائها لجسد سيناء لتحمي ظهرها وتجعل يد القاهرة في البحر والخليج كما يدها في القناة وعلى الحدود ... الآن لا مجال لأي تحرك يسقط عن الوطن حقوقه المستقرة وكل محاولة إضافية سطر خيانة في التاريخ مركون بسواده يدين فاعليه ويفضح مرتكبيه ... بل إن القضاء الدولي لا يستطيع أن يفعل شيئا أيضا عندما لا تستجيب القاهرة للذهاب إليه أو الرد عليه ... فسلخ جزء من الأرض أو تحريك الحدود لمغازله الغيب لن يقره شعب قاتل من أجل أرضه وبقيت رائحة الدماء هناك تعلن في الأجواء هويه الانتماء ...

هذا هو حكم الإدارية العليا الصادر يوم 16 يناير 2017م القاطع والرادع والنهائي والمنهي لأي تبجح يتقدم به متسولي السفارات ... فهل أسمعونا نشيدا قوميا عبر أفواههم الكبيرة يشجينا بما يوجبه العمل باحترام أحكام القضاء ..؟

جزر الفوكلاند التي تبعد عن بريطانيا 12 ألف كيلومتر .... وهي الأقرب للأرجنتين قادت لأجلها بريطانيا حربا ناريه حيه مسلحة لتبقى لها السيادة علي الجزر في مواجهة الأرجنتين كونها تمنح بريطانيا عينا كاشفة لما يجول داخل المحيط ...!

جبل طارق الذى هو قطعة من لحم إسبانيا ... يبرز منها بروز النهد من الجسد وفوقه علم بريطانيا وهي من تمارس السيادة عليه ليبقي حلق المتوسط بيدها وبلعومه بقبضتها ..والأمثال على ذلك كثيرة ..! فما الذى يدفعنا أن نسلم إسرائيل ممرا دوليا عبر مضايق تيران تخنق به قناة السويس والأرض مصريه بالخرائط والوثائق وحكم القضاء وأعمال السيادة وحيازة التاريخ وحقائق الجغرافيا ... أعيدوا للبوصلة وجهتها ... وكفوا عن العبث بخط الحرام المصري ...

فالمشهد لا يحتمل المزيد من المغامرات التي تأتي كطبيعتها في غير وقتها وغير قضيتها .. مبروك لكل سطر وكل فم وكل جهد وكل سعي اجتهد وجاهد من أجل أن يحفظ لمصر سيادتها ولحقها حيويته ... ومبروك للجيش الذى انتصر لعلم أمته - منصة القضاء المصري المستقل والمستقر - والتي ستبقى بالحق شامخة .. مبروك يا مصر .