مصر طلعت الألفا (الأولي يعني للجيل الذي لم يتربي علي أفلام الأبيض والأسود)، بشهادة الأمم المتحدة في البيان الصادر عنها في نهاية عام ٢٠١٦ احتلت مصر المركز الأول في خمس قضايا.. (خمسة) في عين الحسود علي إنجازك يا مصر... وقبل أن نطلق البخور ونطقطق الملح كإجراء إحترازي من العكوسات فلنتعرف علي ما أنجزناه بجدارة أستحقت أنتزاع لقب الأول بلا منازع من بين أنياب الدول الأخري المتربصة بنجحاتنا بعد أن أقتربنا من العودة لزمن الريادة ( والله زمان ).
تصدرت مصر المركز الأول في ختان الإناث، والتلوث، وحوادث الطرق بخسائر مادية تقدر بملياري دولار وآلاف الأرواح التي روت دماءها الأسفلت الذي أصيب (بتخمة) غير الآلاف من المصابين الذي يستأنف كل منهم حياته بعد ذلك وهو (بنصف صحة)، وأيضًا تربعت مصر علي عرش نسب الطلاق فاحتلت أعلى معدل على مستوى العالم بنسبة ٤٠٪ ، أما المجال الخامس الذي توّجت مصر ملكة عليه فهو عنف المرأة ضد الرجل بنسبة ٤٠٪ أيضًا مما يعني أن تقريبًا نصف رجالة مصر تلقوا ( علقة سخنة ) علي يد زوجاتهم.
وفي نفس البيان حصلت مصر علي المركز الثاني (مع وعد بتحسين مستواها العام القادم) في التحرش حيث إن ٦٤٪ من نساء مصر تم التحرش بهن، بيان فاضح كاشف لعورة المصريين ومدي ظلمهم لمصرهم، ففي نهاية الأمر يُنصِب كل منا نفسه قاضي لمحاكمة مصر علي تلك النتيجة ناسيًا متناسيًا أنه أحد أسباب تلك الفضيحة، فالطبيب وأهل الفتاة اللتي يقوموا بختانها هم ( المواطن)، من يلقي المخلفات جهارًا نهارًا هو ( المواطن)... من يسيء القيادة و يتجاهل أبسط قواعد المرور وهي أن القيادة فن الذوق هو ( المواطن )... من يسيء إختيار شريك حياته هو ( المواطن)... المتحرش هو ( المواطن ) والعنيفة هي ( المواطنة) ... فما ذنب ( الوطن ) فيما جناه أبناؤه !!.
إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم فإذا كانت تلك حالة أنفُسنا فماذا ننتظر من وطن يفتقد حُسن الخُلق الأ أن يكون (الأول) ولكن في ذيل القائمة.