قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

شيخ الأزهر أشاد بتعاليم بوذا فهاج المتربصون.. شومان: هل من المطلوب أن نذم من ندعوهم للتعايش.. والعوارى: تقريب وجهات النظر يتطلب من القائد أن يكون حكيما


  • "البوذية" ديانة أشاد بها شيخ الأزهر فهاج عليه الناس
  • شومان: المتربصون بالأزهر أرادوا ذم وتوبيخ من ندعوهم للتعايش
  • العوارى: تقريب وجهات النظر تتطلب من القائد أن يكون حكيما
  • ديننا لم يحثنا يوما على سب أو شتم الآخر
  • أستاذ عقيدة: الأديان سماوية وإنسانية والقرآن سماها كلها بالدين

"تعلمنا فى كلية أصول الدين بالأزهر أن البوذية دين إنسانى وأخلاقى فى المقام الأول، وأن بوذا هذا الحكيم الصامت هو من أكبر الشخصيات فى تاريخ الإنسانية، والهدوء والعقلانية والحنان والعطف من أبرز صفاته، وكبار مؤرخى الأديان يصفون رسالته بأنها دين الرحمة، وصاحب هذه الرسالة كان وديعا مسالما غير متكبر ولا متشامخ بل سهلا لينا قريبا من الناس".

هذه الكلمات قالها فى ملتقى حوار مجلس حكماء المسلمين عن أزمة مسلمى بورما، فهاجت عليه الدنيا وصاح العامة يتهمونه بالترويج للديانة البوذية، معللين ذلك بأنه لا يجوز له وهو شيخ أكبر مؤسسة دينية إسلامية فى العالم، أن يتحدث عن الأديان غير السماوية بهذا الشكل.

لم يراع الناس ولا من هاجموا كلمة شيخ الأزهر، المقام الذى قيلت فيه هذه الكلمة، فكان لابد أن يعرفوا أنه فى مقام حوار وتهدئة أوضاع يخسر فيها المسلمون فى ميانمار أرواحهم كل يوم ولا مدافع عنهم من قريب أو من بعيد، وكأنهم يقولون لشيخ الأزهر اسخر من هؤلاء وكِل لهم الاتهامات، حتى يزيد الأمر تعقيدا ونهدر أرواح المسلمين هناك ونحن لا ندرى.

عن رأيه فى هذا الهجوم، قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن المتربصين بالأزهر يسعون دائما لإفشال نجاحه، فهم لا يريدون أى إنجاز يحققه الأزهر، آخرها محاولة إفشال جهود مجلس حكماء المسلمين التابع للأزهر فى تهدئة الأوضاع فى بورما.

وأضاف شومان، أن شيخ الأزهر ألقى كلمة تاريخية فى الحوار الأخير لمجلس حكماء المسلمين عن أزمة مسلمى بورما وأصغى إليها ممثلون لجميع أطياف وأطراف الأزمة وأشادوا بها، مشيرا إلى أن المتربصين بالأزهر لم يعودوا لرشدهم بعد هذه الكلمة التاريخية.

وتابع أن هؤلاء ذهبوا يتصيدون كلمات تاريخية قالها شيخ الأزهر عن بوذا ويخرجونها من سياقها ويظهرونها وكأن شيخ الأزهر يمدح البوذية قائلا: "لا ندري فقد يتطور أمر بعضهم ليراها دعوة من شيخ الأزهر لاعتبار البوذية دينا يقف موازيا لدين الإسلام"، ولعل هؤلاء أردوا من شيخ الأزهر وهو يحث الفرقاء على التعايش السلمي ونزع فتيل الاضطهاد والقضاء على المشاهد المرعبة التي أرقت ضمير الأحرار في كل مكان في العالم، أن يبادرهم بالتوبيخ وذم معتقداتهم ونعتهم بالكفر والانحطاط تشجيعا لهم على التعايش السلمي!!!

وقال: "يا هؤلاء.. ما ذكره شيخ الأزهر أكبر بكثير من قدراتكم العقلية على الفهم والإدراك، فقد تحدث عن بوذا كمؤسس للبوذية التي يعتنقونها ومدح وذكر صفات بوذا لا يعني مدح معتقده، ولعلكم سمعتم يوما ثناء رسولنا على النجاشي المسيحي ووصفه بالملك العادل الذي لا يظلم عنده أحد، ولا أظنكم ترون هذا دعوة من رسولنا لأتباعه لاتباع دين النجاشي الذي كان عليه وقتها، بل لعلكم سمعتم يوما قوله -تعالى-: "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون"، ولا أظنكم ترون هذه دعوة لاعتناق المسيحية!! ولو أردنا سرد الأدلة والوقائع من نصوص شرعنا ونهج سلفنا الكاشفة لجهلكم لطال بنا المقام، ولكن يغنينا عن هذا كله أن نقول: سلاما".

من جانبه، قال الدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، إن أصحاب النفوس المريضة الحاقدين على الأزهر حلا لهم أن يتصيدوا كلمات قالها شيخ الأزهر في مناسبة تقتضي تقريب وجهات النظر بين الخصوم وإن اختلفت عقائدهم، وتتطلب من راعي هذا المنتدي أعلى درجات الحكمة ومخاطبة كل الخصوم ممن تابعه في الدين والعقيدة ومن خالفه في أمر الاعتقاد بأحسن الكلمات وأرقها أدبا لكون الكل منحه الثقة ورضي به حكما في قضية من أخطر القضايا لأنها تتعلق بمصير شعب وحقن دماء أمة بأسرها.

وأضاف العوارى لـ"صدى البلد"، أن "ديننا لم يحثنا يوما على سب أو شتم الآخر؟ بل إن من محاسن ديننا أنه نهانا عن سب من يستحق السب من الأصنام والأوثان حتى لا يسب من لايستحق السب ألم يقل الله تعالى "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ فَيَسُبُّواْ اللهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ".

وتابع: "أقول لهؤلاء الغوغائية والسفهاء كفوا عن مهاتراتكم وكفاكم عبثا واقدروا الأمور قدرها إن كنتم ممن تحسنون معايير الإنصاف وتعقلون سبيل الحق".

من جانبه، قال الدكتور أحمد الصاوى، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن كلمة شيخ الأزهر هي كلمة علمية صدرت من حكيم كتبها باحتراف من أجل الغاية التي عقد من أجلها عقد الحوار.

وأضاف الصاوى، لـ"صدى البلد": "إننا درسنا في علم الأديان والملل والنحل أن الأديان نوعان: الأول: أديان سماوية مصدرها السماء سواء حرفت كاليهودية أم حفظها رب البرية كالإسلام، الثاني: أديان إنسانية مصدرها البشر كالبوذية والهندوسية والوثنية وغيرها وقد سمى القرآن الجميع دينا، قال ربنا سبحانه وتعالى: "لكم دينكم ولي دين"، فالبوذية دين إنساني بمعنى وضعه".

وأشار إلى أن "غاية عقد الموتمر لحقن دماء المسلمين في بورما هذه هي الغاية التي عجزت عنها الدول والحكومات قاطبة واستطاع أن يجمع الفرقاء من البوذيين والهندوس والمسيحيين والمسلمين على طاولة واحدة فماذا عساه أن يقول؟ إن البوذيين كفار وإن دينهم الوثني جعلهم يقتلون المسلمين وإن بوذا كافر؟".