قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

نعتز بالسعودية.. دون تفريط


نشرت الأسبوع الماضي في إحدى الجرائد القومية مقالا بعنوان "السعودية ولعنة الفراعنة"، وتناولت فيه الروابط والمواقف التاريخية التي لا ولن ينساها كلٍ من الشعبين المصري والسعودي، ولأنها أقوى من أي خلافات دبلوماسية.

وتصادف في ذات يوم نشر المقال، موافقة مجلس الوزراء المصري على اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، وإرسالها إلى مجلس النواب.

فقد تناولت في مقالي أن أجمل الدعوات المحببة إلى قلوب المصريين هي "يا رب تصلي في الحرم"، وكذلك "ربنا يوعدك بزيارة النبي"، فتلك هي فطرة المصريين التي تربوا عليها.

وتناولت أنه لن ينسى المصريون المواقف الرجولية لجلالة الملك فيصل من خلال استخدامه لسلاح البترول عام 1973، والمتمثل في حظر تصدير البترول إلى الولايات المتحدة، ولا ننسى قوله: "لقد عاش آبائي وأجدادي مئات السنين على ثمار النخيل، ونحن مستعدون أن نعود للخيام ونعيش مثلهم، ونستغني عن البترول".

ولن ننسى دعم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، لإرادة شعب مصر، ومساندته للحكومة المصرية بكل ما أوتي من قوة، فقد امتلك من الحنكة والحكمة الدبلوماسية ما يجعله يوقن تمامًا أن مصر هي الحائط المنيع، وسلامة مصر تعني سلامة أشقائها من دول الخليج شعوبًا وحكومات.

وفي ذلك الصدد لن ننسى تحركات سمو الأمير سعود الفيصل، لدعم إرادة المصريين إبان ثورة 30 يونيو، فجاءت أقوى صورة له، حينما وقف في أغسطس 2013 أمام قصر الإليزيه وبجواره فرانسو هولاند ليعلن أنه تم الاتفاق مع باريس على دعم خارطة المستقبل في مصر.

ولا تقل أهمية المواقف المصرية عن مثيلتها السعودية.

كما تناولت أن لا يمكن أن تنسى المملكة أنه قبل اكتشاف النفط، كانت تخصص مصر مرتبات سنوية لأمراء مكة والمدينة، فضلًا عن الدعم الغذائي والكساء، كما يذكر التاريخ أن بداية ظهور موائد الرحمن التي تم اختراعها في مصر وتم تطبيقها لأول مرة في السعودية من خلال زوجة السلطان حسين كامل.

ولا يمكن أن تنسى المملكة أن أصل كلمة "مصاري" التي يتم تداولها الآن في السعودية يرجع إلى الدعم المالي القادم من مصر.

كما لن تنسى المملكة مواقف الجيش المصري والبحرية المصرية من خلال حماية حدودها من تدخل الحوثيين من ناحية مضيق باب المندب.

وتساءلت: ألم تفكر المملكة مثلًا؛ في عواقب حدوث تقارب مصري إيراني؟ ردًا على التقارب السعودي الإثيوبي وضخ الاستثمارات تجاه سد النهضة؟ ألم تفكر المملكة في التدفقات النقدية من حج وعمرة المصريين؟

ورأيت أن العلاقات المصرية - السعودية تعد أقوى من أي خلافات سياسية ظاهرية، وأقوى من أن يؤثر عليها قطع الإمدادات البترولية السعودية، فقناعتي الشخصية أن ما تحمله الكواليس السياسية من خبايا قد يكون بعيد كل البعد عما هو ظاهر أمام العالم!

وتحدثت بلسان معظم المصريين أنه لن يرضينا أن يمس المملكة مكروه، ولن يرضينا أن تأتي التقارير الدولية لتؤكد أن اقتصاد المملكة يعاني من الركود، وأنها مهددة بالإفلاس.

ووفقًا لما أعلنته المملكة عن ميزانية عام 2017 والتي بلغ فيها حجم الإنفاق 237 مليار دولار مقابل 184 مليار دولار هي الإيرادات المحتملة في العام نفسه، محققه عجز بلغ 53 مليار دولار، حيث تم تقليص العجز مقارنةً بالسنة الماضية 2016 بنسبة 33%، والذي بلغ فيه حجم العجز 90 مليار دولار، وقد اعتمدت في خفض العجز على التحسن النسبي الأخير في سعر برميل النفط والذي سجل نحو 55 دولارا، وهو الأعلى بعد فترة من الانخفاض وصل فيها سعر البرميل إلى 47 دولارا، وهو الأمر الذي انعكس سلبًا على حجم التدفقات النقدية إلى المملكة الناتج عن تصدير البترول.

ونظرًا لتزايد التطلعات الاقتصادية والتقلبات العسكرية الإقليمية، فقد انخفض حجم الاحتياطي النقدي لدى المملكة ليصل إلى 540 مليار دولار بعد أن كان يقدر بنحو 800 مليار دولار، بالإضافة إلى لجوء المملكة إلى فرض ضرائب جديدة على مواطنيها، كما لجأت المملكة إلى رفع الدعم عن الوقود ورفع أسعار المياه والكهرباء.

وأنه بمتابعة آراء السعوديون يتردد فيما بينهم أن السعودية التي يعرفها الجميع لم تعد قائمة، وهو الأمر الذي يزعجنا نحن المصريون، محتمل أن نتشاجر، لكن أسوأ الأخبار التي يكره الأخ سماعها هو أن يصاب شقيقه بمكروه.

فهذا هو حال المصريين، نعتز بالسعودية ولا نرتضي أن توجه لعنة الفراعنة تجاههم وإن أصابوها بمكروه.

نعتز بالسعودية دون تفريط في السيادة المصرية.
نعتز بالسعودية دون تفريط في الحقوق المصرية.
نعتز بالسعودية دون تفريط في الكرامة المصرية.
وأخيرًا وليس آخرًا؛ نعتز بالسعودية دون تفريط في شبر واحد من الأراضي المصرية.

حفظ الله مصر والمملكة دائمًا وأبدًا.