قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

سنة راحت بالسلامة.. سنة جاية الله أعلم بيها

×

بعد أن أسقطت كل أوراقها إلا قليلا وهمت بالرحيل لتترك مكانها لأختها القادمة، وجدتها على أعتابها منتظرة منها الرحيل لتحل محلها وتهيمن وتسيطر على مجريات الأمور كلها، لم تدمع لرحيل أختها ولكنها بالعكس كانت سعيدة برحيلها، ما جعل الراحلة تسألها وتقول لها: "ألا تريدين أن تعلمينى عما لديكِ وما كان لدي ونفد؟".

فقالت لها الجديدة: ما لدي لن أقوله بل سأفعله، ومافعلتيه أنتِ لمست آثاره على الصعيد الداخلى والدولى، ففى بلدنا هذا اكتمل عامان من رئاسة الرئيس واتخذ إجراءات وأقام مشروعات وحقق إنجازات، انقسمت حولها الآراء، منهم من رحب، ومنهم من اتهم وانتقد، وبين كل هذه الإجراءات كان المواطن يشكو ويجأر بكل اللغات من ارتفاع الأسعار وقلة ما لديه من موارد.

وفى هذه الأيام من هذا العام الموشك على الرحيل نشطت الرقابة الإدارية وأصبحت تبرز مصطلح "لا أحد فوق القانون"، وألقت القبض على حيتان المجتمع الحديث، وهذا الإجراء بعث الأمل فى قلوب البسطاء بأن العدل قادم وقائم لا محالة.

وأيضا علمت أن هذا العام شهد إجراءات قانونية رادعة، أهمها تنفيذ الإعدام فى حبارة بعد ثلاثة أعوام عجاف من استشعار المحاكم بالحرج، علمت الكثير والكثير من الأحداث التى تركت آثارها على كل مناحى الحياة فى مصر، خاصة الفنية، حيث كان هذا العام ثقيلا على الفن والفنانين وحصد منهم كثيرا.

وأيضا فى عامك الثقيل حصدت أرواح أبرياء وأتقياء من رجال الجيش والشرطة بذنب أنهم يدافعون ويحمون أوطانهم من عبث العابثين وكيد الكائدين.

وعن مجريات الأحداث إقليميا، مازال مسلسل سد النهضة ساريا ويكمل أصحاب السيناريو الجدد كتابة فصول أخرى تطيل من عمره ومن مكاسبه وخسائره.

وفى عامك المولى استطاع الرئيس السورى بشار الأسد وبمساعدة الدب الروسى أن يلملم أوراق أزمته ويهم بطى الأزمة السورية المندلعة منذ عام 2011 إلى الأبد، فقد فرض لفظة "النهاية" على الكل مع انتظار حلبة المراهنات والمساومات والمصالحات وما ستأتى به على صعيد هذا البلد الذى يعد حائط صد وجبهة أمن وأمان لبلدك مصر.

فى عامك أيضا أيتها الأخت الراحلة لا يزال بلدك وبلدهم مصر تساعد وتسعى لتأمين ليبيا وتخليصها من الدواعش والإرهابيين الذين صالوا وجالوا منذ ظهور ما عرف بالربيع العربى.. الكثير والكثير حدث، وغير شكل علاقات دول عربية بأخرى، وعزز، وفرق دولا أخرى، ولكن المؤكد أن قاهرة المعز تواجه وواجهت مؤامرات، وآلاما، ومآسى كثيرة واستطاعت وستستطيع أن تقوم بالمزيد من التحديات والمواجهات فى ظل لحمة شعبها وإيمانهم بقيادة رئيسهم.

ولم يكن المجتمع الدولى هو الآخر أفضل حظا من العالم العربى، فقد شهد اكتمال مدة رئاسة دول، وانتهاء أخرى، والاستعداد لتولى آخرين، وحصد تبعات ايواء وحماية مارقين أعادوا إليهم بضاعتهم بعمليات إرهابية أفزعت وأرهقت عامك هذا وزادت من كمية الدماء المهدرة على الأراضى.

وقبل أن تكمل السنة الجديدة كلامها بكت الراحلة وأكملت خطواتها نحو الرحيل النهائي وهى تقول لها: "لن تكونى أفضل منى بل ستكونى الأسوأ، هل تعلمى لماذا؟ لأن العمر يزيد وكلما زاد ذهب الإيمان وعلت المعاصى وعلا الجبروت وخارت القوى وتخاذلت.. لا تفرحى بقوتك وجمالك فقد كنت مثلك وأكثر، ولكنهم هم من أضافوا لى همًّا وحزنا وسرقوا من أيامى وشهورى فرحتها ومزجوها بالأنين والحزن، وعندما حاولت هذه السنة القادمة إلينا وعلينا أن تمسك بتلابيب الراحلة تخلصت منها واختفت وتركتها وتركتنا ننتظر وندعو بالأمن والأمان.