كشف كريم محمد الباحث الأثري ومنسق إئتلاف شباب الأثريين أنه كثيرا ما تم التفكير والبحث حول الأصل المستمد منه فكرة التاجين الأحمر والأبيض في الحضارة المصرية القديمة،مؤكدا أن الشكلين يمثلا شيئا واحدا أو قطعة كلية واحدة وليس أجزاء مركبة.

وتابع كريم لصدي البلد: فكرة التاج الاحمر مستمد من فخذ الصقر،وهو ما يبدو واضحا في الرسومات المحفورة علي جدران المقابر والمعابد،حيث يرمز الفخذ لقوة الصقر وبالتالي قوة الملك الذي يرتدي التاج،خاصة أن الصقر يمتاز بالسرعة وقوة الطيران.

وأشار إلى أن الصقر كان من أهم الطيور التى قُدست، وكان لوجوده فى السماء ارتباط برب السماء والمَلَكية عند المصرى القديم، وجرى تقديسه منذ عصور ما قبل التاريخ،و ظهر كصورة لعدد من الأرباب، مثل «رع» فى هيئة أدمية برأس صقر، فى صورته «رع حور آختى»، والمعبود «خنتى إيرتى»، الذى وصف بأنه «رب السماء العظيم»،والمعبود «سوكر»، «رب الموتى والجبانة»، والذى يظهر بهيئة المومياء ورأس الصقر، وأشهر الأرباب فى هيئة الصقر«حـور»، أو«حورس» بكل صوره ومسمياته التى عُبـد بها فى شتى العصور.

وتابع: حورس ليس فقط إله السماء بل أيضا الحامي والحارس لملوك مصر الفرعونية,واشتقت منه عدة آلهة بعد ذلك،وهو إبن الإلهة إيزيس والإله قاهر الأشرار والذي يقوم بطقوس فتح فم الميت وقاتل الإله (سـث) وهزمه.

من جانبه قال الباحث محمد حسن جابر مفتش اثار مصريه باثار الخارجة ومعبد هيبس أن شكل التاج الابيض يمثل الضلع الأقوى والأكبر فى كتف الساق الامامى للأسد الناهض،وهو ما يمثل العضلة الأقوى لدى هذا الحيوان القوي،وهذا الشكل أقرب إلى فكرة تاج الجنوب الذى يعبر عن قوة البلاد.

وتابع:من المعروف أن المصرى القديم دائما يستمد رمزيته من الطبيعة المباشرة له والتى يرى فيها تعبيرا مناسبا عن ما يريد،لذا استمد هذا الشكل من ضلع أو العضلة الأقوى لدى الاسد التى تجعلة قوى فى العدو والقنص والافتراس،وتم اختيار هذا الشكل ليوضع فوق رأس الملك ليعبر عن القوة والسيطرة كما فى ضلوع ساق الاسد، أى أن الملك قوى الهيمنة والحكم.