قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الأديان المفترى عليها

×

لا تقطعوا شجرة , لا تقتلوا طفلًا صغيرًا أو أمراة أو شيخًا كبيرًا أو عابدًا فى صومعته , لا تغدروا ولا تمثلوا , تلك هى بعض الوصايا النبوية لأى جيش من الجيوش الإسلامية , ولا أحد من جند المسلمين كان يجرؤ على مجرد التفكير فى مخالفتها مهما كانت الأسباب.

وعندما دخل الرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم - مكة المكرمة على رأس جيش قوامه عشرة آلاف فارس , بعد ان نقض المشركون فيها العهود معه وقتلوا رجال القبائل المسالمة من حلفاء المسلمين , وأهل مكة هؤلاء كانوا قد أخرجوه منها وهو أبن سيد قريش , وقتلوا أصحابه وعذبوهم حتى هاجروا منها تاركين ديارهم واموالهم , سألهم وهو المنتصر ما تظنون أنى فاعل بكم ؟ قالوا : أخ كريم وأبن أخ كريم , فقال لهم جميعًا : أذهبوا فأنتم الطلقاء , وعفى عنهم.

وبعد أن دخل المسجد الحرام أخذ بعض أصحابه مفتاح الكعبة من بنى شيبة , وهم أهل البيت المسئول عن حمل مفتاح الكعبة , وكانوا لم يؤمنون بالاسلام بعد , ذهب بنو شيبة إليه لا ليعلنوا إسلامهم بل ليطالبوه بمفتاح الكعبة , فأمر أصحابه أن يردوا عليهم مفتاحهم , الكعبة التى هى قبلة المسلمين كان يحمل مفتاحها رجال لا يؤمنون بالإسلام , أى عدل هذا وأى سلام هذا الذى كان عليه هؤلاء العظماء.

ولما دخل جيش المسلمين القدس , وطلب حامل مفاتيحها إلا يعطيها إلا لخليفة المسلمين نفسه , سافر سيدنا عمر بن الخطاب اليهم تلبية لشروطهم رغم ان جيشه كان يسيطر على كامل أرجاء المدينة , ولكنها تربية الإسلام الرفيعة , ورفض أن يصلى فى أحدى الكنائس خشية أن يأتى من بعده من يقول هنا صلى عمر ويحولها إلى مسجد , وخلال قرون من الزمان لم يجرؤ جيش من جيوش المسلمين على هدم دار عبادة لأى ديانة , أو يحول شبرا من أرض كنيسة أو معبد الى مسجد , ومعظم الكنائس فى البلاد الاسلامية تم بناؤها فى رحاب الإسلام.

ثم يأتى بعد ذلك من يفترى على الإسلام والمسلمين , ويتهم دينهم بأن فيه ما يدعو إلى العنف والإرهاب , لمجرد أن بعض الجهلاء والحمقى ممن ينتمون الى الإسلام يخالفون تعاليم الإسلام ويقتلون الناس بدون ذنب , وحتى هؤلاء الجهلاء والحمقى فإن عددهم على مستوى العالم لا يساوى عدد كتيبة من كتائب الجيش الصربى الذى قتل بشعارات مسيحية مئات الآلاف من المسلمين , وأغتصب مئات الآلاف من المسلمات, وأرتكب أبشع المجازر الجماعية , وكان قائده يقول إنه يُطهر أوربا من أتباع محمد , والمسيحية بريئة منهم والسيد المسيح برئ منهم.

فما جاء السيد المسيح إلا بالسلام كما جاء سيدنا موسى بالسلام وكما جاء سيدنا محمد بالسلام , بل إن الحمقى والجهلاء ممن يقتلون الناس باسم الإسلام ضحاياهم من المسلمين أضعاف ضحاياهم من غير المسلمين , والحمقى والجهلاء الذين لا يفقهون حقيقة وجوهر الدين موجودون بين اتباع كل الأديان السماوية وغير السماوية , ولا فرق بينهم إلا فى الأسماء فقط لا غير.

وما الفرق بين من قتل وأغتصب المسلمين تحت شعارات مسيحية فى صربيا , وبين من قتل وأغتصب المسيحيين تحت شعارات إسلامية فى سوريا أو فى العراق , وبين من قتل وشرد المسيحيين والمسلمين تحت شعارات يهودية فى فلسطين , لا فرق بينهم إلا فى عدد ضحاياهم , فكلهم مجرمون , لا علاقة لهم بجوهر الإسلام أو جوهر المسيحية أو جوهر اليهودية , كلهم لا يمثلون إلا أنفسهم والأديان بريئة من سلوكياتهم وجرائمهم .

فلا يوجد فى أى دين سماوى سواء كانت اليهودية أو المسيحية أو الاسلام ما يدعو إلى العنف وسفك الدماء البريئة , ولكنها حماقات بعض الجهلاء غير المتدينين , يرتكبونها باسم الاديان والاديان منهم بريئة , ويعاونهم فى ذلك كل من يفترى بالباطل على الاديان التى لا يؤمن بها , فمن يفترى على الاسلام هو شريك فى سفك الدماء , ومن يفترى على المسيحية هو شريك فى سفك الدماء , ومن يفترى على اليهودية هو شريك فى سفك الدماء , فما جاءت الاديان كلها إلا من عند الله , وما كان الله ليشرع سفك دماء عباده الذين خلقهم وكرمهم .

وما جاءت الاديان إلا لإصلاح أحوال الناس , ولكن بعض الناس عميت قلوبهم وعقولهم عن أى إصلاح , ولذا يحاربون الفطرة السليمة فى التعارف والتعاون والتعايش السلمى بين جميع البشر على وجه الأرض.