قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

تفسير الأحلام سؤال متكرر لجمهور حائر.. العلماء يؤكدون: ليس علما شرعيا وتأويل الرؤى «خاص» بالأنبياء.. وبرامجها «هراء» و«تسلية» تجني أموالا كثيرة.. الإمام مالك لمفسريها: «أتتلاعبون بتراث النبوة»

×

علي جمعة:
• الإمام مالك رآى مفسري الأحلام «متلاعبون بتراث النبوة»
• تفسير الرؤى والأحلام «خاص» بالأنبياء وورثتهم من العلماء
مبروك عطية:
• لا يوجد ما يُسمى «علم تفسير الأحلام» ولكن فقط ارشادات نبوية
مستشار المفتي:
• تفسير الأحلام ليس علمًا شرعيًا.. وبرامجه تجني أموالا كثيرة
عبد الجليل:
• برامج تفسير الأحلام «هراء» ولا علاقة له بالشريعة
• لا يفسر الأحلام على حقيقتها من دنيا الناس إلا الأنبياء
الجندي:
• تفسير الأحلام «تسلية» لا علاقة لها بالدين
• كتاب "تفسير الأحلام" لابن سيرين منسوب له بالكذب للترويج التجاريسجلت برامج «تفسير الأحلام» تزايدًا ملحوظًا بالآونة الأخيرة، ولم تكتف ببرامجها، حيث تجاوزتها لتتطفل على البرامج الدينية متسللة عبر أسئلة المشاهدين التي تم توجيهها لعلماء الدين، ورغم تحذيرهم من الانغماس بالأحلام والرؤى ووقف الحياة عليها، لكن تظل الأحلام بعالمها الخيالي، مجال حيرة وسؤال، حاول «صدى البلد» رصده واستطلاعه.

تفسير الأحلام «خاص» بالأنبياء

وقال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثته من العلماء، لذلك كان الإمام مالك بن أنس يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «أتتلاعبون بتراث النبوة».

وأوضح «جمعة» أن الرؤيا المنامية لا يشترط أن يشاهدها المؤمن القريب من الله تعالى، فقد يراها غير المؤمن وغير التقي وقد تكون سببًا في هدايته وتعينه على تقوى الله تعالى، منوهًا بأن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخويفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.

ونبه « مُفتي الجمهورية السابق » إلى أن أضغاث الأحلام -تخريفات وكوابيس- التي يشاهدها البعض في منامهم ترجع إلى أمرين، الأول، أن تكون تخويفًا من الشيطان لأنه لا يحب المسلم ويرغب في أن ينكد عليه، والثاني: أحاديث النفس كمن يأكل «طعمية» قبل النوم فيصاب بأضغاث ليس لها أي تفسير، مشيرًا إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- نصحنا بعدم الالتفات إلى الكوابيس، أما الرؤيا الصالحة تكون من ملك يحملها للإنسان سواء كان هذا الإنسان صالحًا أو غير ذلك، وفيها رسالة وممكن أن يقصها على من يحبه.

واستدل بما روي عن أبي قتادة قال: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لا تَضُرُّهُ» رواه البخاري 3292 .

وتابع: وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال: «الرُّؤْيَا ثَلاثٌ: فَبُشْرَى مِنَ اللَّهِ، وَحَدِيثُ النَّفْسِ، وَتَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا تُعْجِبُهُ فَلْيَقُصَّ إِنْ شَاءَ وَإِنْ رَأَى شَيْئًا يَكْرَهُهُ فَلا يَقُصَّهُ عَلَى أَحَدٍ وَلْيَقُمْ يُصَلِّي» صحيح سنن ابن ماجه 3154.

خواتيم الكهف تمنع الكوابيس

ونصح الدكتور علي جمعة، بقراءة آخر 4 آيات من سورة الكهف، للتخلص من الكوابيس، منبهًا على أن من يشاهد أحلامًا مزعجة فعليه أن يقرأ آخر 4 آيات من سورة الكهف، وذلك تعينه أيضًا على صلاة الفجر دون أن يوقظه أحد، مشددًا على أنه لم يرد نص شرعي يدل على ذلك وإنما راجع إلى تجربة الصالحين.

لا علم لتفسير الأحلام ولكن إرشادات نبوية

وأكد الدكتور مبروك عطية الداعية الإسلامي، أنه لا يوجد ما يسمى بعلم تفسير الأحلام، ولكنها ارشادات من النبي -صلى الله عليه وسل- قد أرشدنا إلى أمور نسير عليها فى أحلامنا، مشيرًا إلى أن حلم النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الذي كان يتحقق كفلق الصبح، فقال السلف الصالح إنه -صلى الله عليه وسلم- كان يرى في المنام الرؤيا الحسنة، فتتحقق كفلق الصبح، بلا غموض.

واستشهد «عطية»، بما روي أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قال «من رأى خيرا فالله يبشره ومن رأى شرا فالشيطان يخوفه»، منوهًا بأن التفسير لا يكون بالدجل الذى يروج له الكثير من الدجالين، ولكن يتم التعامل معه بالأمر الديني إن كان شرا يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وإن كان خيرا يكثر من تقربه إلى الله بالطاعات يعتبرها بشارة له في أمره.

وأضاف أن تحقق الرؤى المنامية هو دلالة على أحد أمرين، إما أن صاحب الرؤيا من الصالحين أو أنه بعيدًا عن الصلاح تمامًا ولكن لديه شفافية روح لا علاقة لها بالإيمان أو الصلاح، مدللًا بأن فرعون رأي في منامه أن نهايته تكون على يد رجل من بيني إسرائيل وقد كان، بالفعل نهايته كانت على يد موسى -عليه السلام-.

وتابع: ولا ينبغي أن يُفتن الإنسان بمنام، مشيرًا إلى أنه في حال جاءه شخص وقد تحقق حلمه، سيسأله سؤال واحد «هل تداوم على الصلوات في أول وقتها؟»، فإن أجاب بلا، سيقول له: «العب بالحلم بتاعك في الخرابة اللى وراءك».

برامج تفسير الأحلام تجني أموالا كثيرة

واتفق معه الدكتور مجدي عاشور المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، في أن تفسير الأحلام ليس علمًا شرعيًا كالفقه وتفسير القرآن ويعتمد مفسروه على اجتهادات شخصية، لافتًا إلى أن هناك قنوات كثيرة تكسب أموالًا طائلة بسبب برامج تفسير الأحلام ومس الجن، وتحول الشعب إلى عقلية خائبة.

برامج تفسير الأحلام «هراء» ولا علاقة لها بالشريعة

ووصف الدكتور سالم عبد الجليل وكيل وزارة الأوقاف سابقًا، برامج تفسيرات الأحلام المنتشرة على الفضائيات بـ«الهراء»، مطالبًا المسلمين بالتعامل مع الحلم بالحيطة والحذر والكتمان ولا يخبر به إلا صادق أو من يحبه، منوهًا بأنه يوجد في الشريعة الإسلامية ما يسمى بتفسير الأحلام، منوها بأن الأحلام تضمن الأمرين إما البشارة أو النذارة، مشددًا على أنه لا يغني الحذر من وقوع القدر المكتوب.

وطالب «عبد الجليل» المواطنين بعدم السؤال عن تفسير الأحلام، حيث إن التكاليف الشرعية فى ديننا لا تأتى من الأحلام لكن مصدرها القرآن والسنة، وكذلك أن ينسوا أمر تفسير الأحلام نهائيا لأنه ليس تشريعًا، وليس له قواعد، قائلًا: لابد من عيش الحياة بطبيعتها وألا نفكر فى هذه الأحلام كثيرًا خاصة السيئ منها، لأن القدر آتٍ لا محالة ولا يمنعه شيء إلا بإذن الله تعالى.

لا يفسر الأحلام على حقيقتها إلا الأنبياء

وأضاف « وكيل وزارة الأوقاف الأسبق»، أنه لا يوجد فى دنيا الناس من يفسر الحلم على حقيقته إلا الأنبياء، مستدلًا بأنه جاء رجل إلى سيدنا أبو بكر الصديق يطلب منه تفسير رؤيا فى حضور النبى، فطلب أبو بكر من النبى الإذن للتفسير فسمح له، فلما انتهى قال له النبى "أصبت فى أشياء وأخطأت فى أشياء".

وتابع: وأبو بكر الصديق أصاب وأخطأ فى حضرة النبى فكيف لأناس يدعون تفسير الأحلام فى أيامنا، منوها بأن الأقدار منتهية ولا يغنى الحذر من القدر، مطالبًا بنسيان الرؤى السيئة والتفاؤل بالحسنة.

تفسير الأحلام «تسلية» بلا أساس ديني

وقال الشيخ خالد الجندي الداعية الإسلامي، إنه لا يوجد علم في الشرع يسمى بتفسير الأحلام، مشيرًا إلى أنه مادة للتسلية ولم تدرس في الأزهر الشريف أو أي جامعة إسلامية، موضحًا أن ما يقوله مفسر الأحلام مجرد خلط عشوائي "ياتيجي يا متجيش"، فضلًا على أنه أحاديث وهمية لا قيمة لها، وليس لها أسس علمية، وبعض الناس تعشق هذا التغييب العقلي.

ولفت إلى أن علم تفسير الأحلام كان موجودا في عهد الأنبياء، ولكنه كان وحيا من الله تعالى اختص به الأنبياء مثل سيدنا يوسف عليه السلام، منوهًا بأن كتاب «ابن سيرين» لتفسير الأحلام منسوب له، ولم يكن له كتاب فى هذا المجال ولا يعرف عنه أي حاجة، و هو كتاب "مكذوب" وفق ما أثبتته دراسات علمية بالدليل أنه منسوب لابن سيرين بالكذب كما أن هناك أحداث وقعت بعد وفاة ابن سيرين بـ600 سنة، ومن نسبوا هذا الكتاب له اختاروا اسم تابعى شهير ليروجوا به الكتاب.