لم استطع أن استطلع حقيقة مشاعرى عندما قرأت عن اختيار دولة السويد لتعتلى قمة الشفافية بين دول العالم ويقابلها المملكة السعودية فى ذيل الاختيارات، أاصبحت أفاضل وأنا فى حالة استغراب كيف تكون دولة نسميها فى مجتمعاتنا النامية -تأدبا- دولة كافرة، والسعودية دولة الاسلام وخاتم النبيين.
ودخلت على السويد فوجدت انهم لم يختاروها من فراغ، ففى هذه الدولة لا يعامل الإنسان على أساس جنسه بل لأنه إنسان، فقط إنسانيته هى المحك، فيها أيضا من حق كل طفل أن يحصل على زجاجة حليب عند كل إشراقة يوم جديد، أيا كان هذا الطفل وأيا كانت بلاده القادم منها، لأنهم يرونه جنس بشرى بحاجة الى الاهتمام والرعاية، بينما فى دولة الرسالة إذا طرق بابك وأنت لست من أهلها فاعلم أنهم إنما جاءوا ليرحلوك أو يسجنوك أو يهينوك.
فى السويد تحصل على الإقامة إذا أقمت فيها 4 سنوات متواصلة، بينما فى دولة المملكة إذا مكثت العمر كله لابد أن يحكمك ويتحكم فيك من أطلقوا عليه الكفيل الذى يجعلك ذليل.
فى السويد تحصل على الجنسية اذا مكثت 6 سنوات متوالية وحفظت تاريخ هذا البلد، بينما فى منطقتنا الموعودة تسارع سنوات من أجل أن يوافقوا على زواجك من بناتهم لأنهم يرون انك تريد الزواج من ابنتهم حتى تحظى بشرف ما بعده شرف وقيمة لا تقارنها اخرى بالحصول على جنسيتهم والإقامة عندهم.
فى السويد حفظك تاريخ بلادهم كفيل بأن يمنحك الجنسية، بينما فى بلاد الإسلام لا يعفيك حفظك كل الديانات السماوية ولا المذاهب الدنيوية حتى تحصل على الإقامة والجنسية.
إذن فى السويد تجد دولة الإسلام، بينما فى دولة الإسلام تجد الكفر واضح فى طرق المعاملة، فى دولة الكفر والكفار لا يوجد كفيل كل مهمته احتقار وذل واستبداد أخيه الإنسان لأن الكفيل ليس ببشر بل هو منزه ويكاد يشعر أنه مالك وملك أمام هذا الإنسان، الذى قد يكون بنجاليا، أو صوماليا، أو هنديا، وربما يكون مصريا.
فى السويد الكل متساو أمام القانون، بينما فى دولة النبى والإسلام قد تجد صبى كل ما لديه أنه وريث اسرة أو صاحب مال تجده يتوعد ويهدد ويفعل ما لا يخطر على البال.
فى السويد الخادمة موظفة لها ساعات عمل لا يزايدها أحد عليها ولا يساومها -ايا كان- على جسمها مقابل بقاؤها فى البلد أو ايداعها فى السجون إذا رفضت له طلبا.
فى السويد عامل النظافة شخص مهم يكن له الكل التقدير والاحترام ولا ينظر اليه على انه زبال، فى دولة الكفار الكل يعمل من أجل وطن هم فيه تروس ماكينة وليسوا متحاربين كارهين للحياة.
فى السويد علموا أولادهم أن الخباز رجل مهم فلولاه لن تجد لقمة العيش، فى السويد يدرسوا لهم أن الدين علاقة بين العبد وربه ومكانه دور العبادة، بينما كل مكان فى الدولة هو مرآة لسلوكك واخلقياتك، فى السويد يعلمونهم مبدأ لا تطلقوا أولادكم اذا ما كتبت عليكم الحياة الزوجية الانفصال فأولادكم لا ذنب لهم فى مشاكلكم ولابد أن يكونوا دائما ابدا بؤرة اهتمامكم.
فى السويد دولة الشفافية الأولى على العالم كل يعرف ما له من حقوق وما عليه من واجبات، لذا فلابد أن يكون هدفهم الأعظم بلدهم وكيف يحافظون عليها ويضيفوا لها المزيد من الرقى.
فى السويد يتعلم الطفل منذ صغره أن كل جزء من الدولة ملكا له، وعليه فلن تجد وسائل مواصلاتهم مكتوب عليها كلمات حب، وتعارف، ولن تجد أى طريق تمشى فيه منقوش على جوانبه قلب وسهم، وغيره من مفردات التفاهة والفهلوة العربية.
فى السويد الضرائب مقدسة وكل مواطن يؤديها ومن يتهرب من الضرائب ويقبض عليه يعاقب أقسى أنواع العقوبات وينظر اليه فى مجتمعه على أنه عربيد وغير وطنى.
فى السويد الكل سواسية، والكل يعاقب إذا اخطأ، لا يوجد مبدأ أنا ابن فلان ولا علان، فالقانون هناك لا يعرف عيشة السويدية، القانون فى صولجان المحكمة لا يميز، هو فقط "عادل" ومن آيات عدله الحكم بنزاهة على كل من يخطئ.
هناك فى دولة الكفر والكفار المرأة كيان مكمل للذات الرجولية وليس منتقص ولا مهان ولا محتقر.
فى دولة الكفر، العدل قائم، والامانات تؤدى الى اهلها، والحقوق موزعة على أهل الدولة، كل ذى حق يأخذ حقه. فى دولة الشفافية.. الشهادة فى المحاكم أمانة ولا يكتموها، وصوت الحق صائب قوى له ألف صدى وصدى. فى دولة الشفافية هناك تجد إسلام بلا مسلمين بينما فى دول الإسلام تجد مسلمين بلا إسلام وبين كل هذا وذاك تفزع دول الإسلام عندما تنحى بعيدا عن الاختيار فى مصاف دول الشفافية.. اللهم اجعلنا من أهل السويد فى بلادنا وأنزل علينا من أخلاقهم زخات ومن سلوكهم أخلاقيات، اللهم تقبل اللهم آمين.