قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«هرر».. هنا عاش المصريون بإثيوبيا


تعجبت عند زيارتي الأخيرة لإقليم هرر في شرق إثيوبيا، والذي يتداخل فيه الناس مع الحدود الإثيوبية الصومالية، إذ كثيرا ما تسمع كلمات عن دخول المصريين وخلال فترة تواجد المصريين، وهذه الأحاديث خلال الزيارات المتعددة للمتاحف الخاصة والعامة في هرر.

وكما هو معروف فإن هرر من أكثر مناطق العالم، والتي توجد بها متاحف يمتلكها أفراد، بالإضافة لمتاحف عامة ملك الحكومة، والغريب أن المتاحف الخاصة في هرر تحتوي على آثار أكثر وأندر الآثار التي توجد في المتاحف العامة.

لذا تجد هناك أسلوبا غريبا في التعامل من الأهالى، فالذين يملكون آثارا نادرة يقومون بوضعها في المتاحف الخاصة وائتمان أصحابها عليها، وحتى تساعد في التعريف بالحضارة الهررية وتعمل على المساعدة على جذب السياح.

وما سمعته هو أنه في فترة من الزمن، خاصة القرن الثامن عشر، كان هنالك تواصل بين مصر وهرر، ولم تكن إثيوبيا موحدة فى تلك الفترة، فكانت إثيوبيا عبارة عن دويلات وفي داخلها عدد من الممالك، وهرر كانت لها علاقات طويلة مع مصر، وكما هو معروف فإن الحكم الثنائي التركي المصري وصل لساحل البحر الأحمر والسودان، وعقب دخول المصريين والأتراك قام محمد رؤوف باشا بالوصول إلى هرر وكانت هناك معاملات تجارية بين مصرر وهرر في تلك الفترة.

وكثيرا ما يذكر التاريخ أنه في هرر كانت هناك علاقة قوية بين الأحباش والمصريين، وكانت للمملكة علاقة قوية بمصر، وأغلب المؤرخين يدخلونها عبر مصر ومنها إلى البحر الأحمر أو عبر الأراضي السودانية وصولا إلى هرر.

والعديد من العناصر التاريخية تؤكد ذلك، فمثلا بعض الرحالة والمؤرخين الغربيين دخلوا هرر بإذن من الحكم المصرى والتركي، خاصة أن هرر كانت مملكة إسلامية وفي فترة من الزمن كان لا يسمح بدخول غير المسلمين، ولكن لعلاقة الأتراك في مصر بكل من فرنسا وبريطانيا، فكانوا يأذنون لكل الأوروبيين بدخول المناطق التي تحت سيطرتهم، وفي تلك الفترة دخل العديد منهم أمثال ارتر رامبو، الشاعر الفرنسي، الذي عاش عقدا من الزمن في هرر واشتهر فيها وأصبح من كبار الشخصيات المشهورة وعمل في العديد من المهن.

وفي متاحف هرر، توجد عملات لكل الممالك القديمة، ووجدت عملة للملك صلاح الدين الإثيوبي وصلت من بيت المقدس، وهي من أندر العملات للعهود الإسلامية توجد في هرر، وكذلك عملات مصرية قديمة.

والغريب فى الأمر وجدتُ إحدى السيدات كبيرة في السن في إحدى إحياء هرر، وعندما سمعتني أتحدث العربية اندهشت وقالت لى: "إنني من أصول عربية، وفي الغالب أصولها تعود إلى مصر، وحسب بعض كبار السن في المنطقة يقولون إن هنالك العديد من الأسر ترجع أصولها لمصر، وهذه الأسر جاءت في فترة من الزمن وعقب عودة الجيوش المصرية والتركية إلى مصر رفضت العديد منها العودة، وكان أغلبها يعمل في التجارة والحرف المتعددة".

وكانت العلاقات القديمة لهرر بفضل التواصل التجاري، فتجد كل الأجناس العرب والهنود والغربيين، ولكن هنالك ذكرى جيدة في تاريخ هرر للتواصل المصري الإثيوبي منذ قديم الزمان.