ما ظنكم بوطن يترنم فيه أتباع المسيح ابن مريم بسطور شريفة كاشفة فاضحة لقوم ظالمين وقد جاءت بالبشارة في إنجيل يوحنا لتقول ....
( سَيُخْرِجُونَكُمْ مِنَ الْمَجَامِعِ، بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ.
وَسَيَفْعَلُونَ هذَا بِكُمْ لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا الآبَ وَلاَ عَرَفُونِي.
لكِنِّي قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا حَتَّى إِذَا جَاءَتِ السَّاعَةُ تَذْكُرُونَ أَنِّي أَنَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)
وها نحن نرى حروفك يا سيدى وقائع تمور بدمائها حول الجدران ... وأشلاء تتطاير فوق رأس القداس المنصوب بصلوات السلام والرحمة ... وقد ظنوا أنهم إنما يكسرون مصر وينتصرون على أمانها ... أو أنهم يدفعون أبناءك لفتنة طائفية تعذب الوطن في أمنه ... أو أنهم يهجرون الناس من وطنهم ليصفو وجه الفساد لهم ولإرهابهم وهم يرفعون رايات مزورة لا تنتمي لدين الله في الأرض بل لأديان أنتجها عجز البشر عن فهم مضامين الرسائل التي تلهم بها السماء أهل الأرض ... فحولوا الأديان بالتفاسير إلى مقتلة عظيمة تسيل حولها الدماء البريئة وتسقط الأوطان المتماسكة العظيمة ...!
ظنوا يا سيدى أن مصر من الممكن أن تجتاحها ريحهم الصفراء وأنه من الممكن أن يجعلوا من العباسية شبحا كحلب أو من شارع الهرم أطلالا كتلك التي نصبوا عليها خرائبهم في شوارع بغداد والموصل ...!!
ما ظنكم بمصر .... وهي الوطن الذى آوى إليه الأنبياء وجاءه الرسل ومن لا تحمله دابته إلى أرضه حملت الأجواء دعاءه بالبركة لشعبه ...؟
أتظنون مصر تركع لإرهابكم ... ؟
أوَ تعتقدون أنها تذهب إلى حرب أهلية كي تقتدي بأهوائكم ...؟
أبعدما جعلتم الاحتفال بالمولد النبوي حراما ... ذهبتم بالوطن ليتذوق في يومه دما مسفوحا محرما لطلاب رحمة كانوا في طقس الصلاة ....!!
حدث مروع بشارع الهرم استهدف كمينا أمنيا ... في الجمعة التي سبقت أحد الشهداء في الكنيسة البطرسية الواقعة بحرم الكاتدرائية الصامدة في مواجهة الفتنة ... !
الفتنة التي تحمل ساطورا فوق سطور يعرفها أرباب المذاهب والمكايد ...!
أراد الإرهاب أن يرسل رسالة انتقامية من جهاز الشرطة المصري الساهر في شوارعنا والناس نيام ... والمتيقظ والناس في غفلة .... والصابر تحت قسوة المناخ والناس في راحة ... وفي جمعة يحتشد فيها الشارع محتفلا بالزحام تنفجر قنبلة مجرمة وضعت بأيد كفرت بأنعم الله وصوروها ليرسلوا للعالم رسالة فزع تقول بأن مصر في وسط الإرهاب تشتعل ..!!
الإرهاب الذى نعرف وجهته ... وقد جاء متشحا بسواد الصحراء يريد أن يلوي ناصية الأمة المصرية إلى وجهته ولا سيما بعدما استقل القرار المصري ورفض الإذعان لضغوط الدولار والدرهم في مجلس الأمن ...!!
فضرب هذا الإرهاب وخطه المذهبي في يوم الجمعة 9/12 / 2016 م الكمين الأمني بمحيط مسجد السلام ليسقط عدد من الشهداء نزفهم في فرحة الفداء للوطن إلى السماء ...
لم يغمض الوطن عينه ... ولم يودع دموعه ... ولم يلملم سرادق عزائه ... حتى داهمنا هذا الإرهاب الأسود بعد أقل من يومين بتفجير مروع في الكنيسة البطرسية بحرم الكاتدرائية المرقسية في العباسية ... دون أن يدلنا على هدفه الذى به يستهدف .. وعدوه الذى يريد أن يناله أذاه ... كون القنبلة طائشة الأداء لا تفرق بين رجل وامرأة ... وطفل وعجوز فوق مركبه ... والكل يبتهل للعلى الأعلى في صلوات تطلب الرحمة والسلام ....!
وصلت الرسالة وأدركناها ... وعليها نحذر ونوجه الجهات الأمنية من ضرورة اليقظة والانتباه للمنشآت العامة الجامعات والمدارس ... التجمعات والمناسبات ... والأماكن الحيوية فقد بدأت حربهم في عمق الوطن وبدأ الصدام..
شوارعنا سنحميها بالجسد وسنغسلها بالدم ولم ولن نسلم الوطن للإرهاب وسدنته ...
ليصبح تجديد الخطاب مطلبا مبدئيا وصولا إلى تغيير الخطاب كليا ...
من أجل الوصول إلى دولة المواطنة ..
الدولة المدنية الحديثة التي نراها اليوم في عيون الكثيرين وهم ممتلئون حزنا على شهداء الكنيسة كشهداء الكمين... لأن الخاسر الوحيد وطن ... نعزيه في كل مواطنيه ... وندعو إلى الوقوف مليا أمام كارثة الإرهاب ووضع العلاج الجذري لها كبديل للمُسكن الأمني ... فإن تغيير سطر واحد قادر على هزيمة ألف ساطور يرفعونه تحت راية داعشية مزورة تزعم أنها جاءت بالحق والنور ..