شركاء ... دون استحواذ

بدايةً رحم الله الشهداء من أقباط الوطن، مسلموها ومسيحيوها، فجميعنا أقباط، سواء كنا مسيحيين أم مسلمين نسبةً إلى مصر القبطية، لا فرق بين مسلم ومسيحي في تحمل أعباء حماية وبناء الوطن.
ففي الوقت الذي نسعى فيه للم الشمل، يظهر من يحاول تعمد إسقاط هذا الوطن، ولكن تلك المحاولات لن تزيدنا إلا إصرارًا والمضي قدمًا في سبيل إعادة بناء ما تم هدمه.
وجاءنا مؤتمر الشباب الذي تم عقده في مدينة شرم الشيخ كأحد أدوات لم شمل الوطن، حضره عدد كبير من الشباب يمثلون مختلف الأطياف. وعلى الرغم من عدم إنتمائي لصفوف المعارضين، إلا إنني نشرت مقال صباح يوم 27 أكتوبر 2016 أنتقدت فيه بعض النقاط التي لفتت انتباهي، وذلك كنوع من الفضفضة ولكن بصوت عالي.
وكتبت فقرة نصت على: "استمعت إلى تصريح سيادة الرئيس بأنه لا يوجد في مصر آلية لفرز الكفاءات، بصراحة هذا التصريح أبكاني، أبكاني على نفسي لافتراضين، أولهما أنه إذا اعتبرت نفسي من الكفاءات لا قدر الله يعني، فأحلامي ستصبح وهم، لأنه لا يوجد آلية لتقدير الكفاءات أو وضع الشخص المناسب في المكان المناسب، أما ثاني افتراض أنه إذا كنت أيضًا ممن لم يتمتعوا بكفاءات، وبرضه لا قدر الله، فمن أين سيأتيني الحافز للسعي نحو الارتقاء، خاصةً أن شخص الرئيس هو من أكد تلك المعلومة".
وجاء الرد سريعًا بعد ساعات من النشر من خلال توجيه السيد الرئيس في كلمته في ختام مؤتمر الشباب بضرورة وجود آلية لفرز الكفاءات والاستعانة بهم في مؤسسات الدولة.
بصراحة؛ أنا اتخضيت، آه والله العظيم، معقول في حد بيقرا، معقول في سرعة استجابة، طيب معقول المقال بتاعي حد شافه أصلا، لأ ده كمان يتم الرد عليه بالسرعة ديه.
أيا كان الشخص الذي نٌسب إليه المناداة بأهمية وجود آلية لفرز الكفاءات والاستعانة بهم في المؤسسات الحكومية، له كل الاحترام، لأني أعتبرته يعمل لصالح الوطن.
وعاودت الكتابة مرة أخرى يوم 30 نوفمبر 2016 عن موضوع الدوائر المغلقة وكيف أنها سبب في توغل الفساد المؤسسي، وكتبت "نرجو من الله أن يتحقق توجيه السيد الرئيس في ختام مؤتمر الشباب، بأهمية الوصول إلى آلية تعمل على فرز الكفاءات المؤسسية، فتلك التوصية التي خرج بها المؤتمر أرى إنها الأهم، لأنها ستكون الوسيلة للخلاص من آفة الدوائر المغلقة".
وجلست أمام التلفاز لمتابعة فعاليات جلسة الحوار الشهري الأول ونتائج مؤتمر الشباب، ولم أجد كلمة تصف هذه الجلسة سوى أنها جلسة للمصارحة والمصالحة.
أيقنت منذ أول دقيقة أنه وسيلة لمصارحة الشعب المصري بالوضع بصفةٍ عامة، والوضع الاقتصادي بصفةٍ خاصة، كما أدركت أنها جاءت كوسيلة لمصالحة الشعب عما أُلحق به من ضرر مادي، أرهق موازنات الأسر المصرية، جراء إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي اتخذتها الحكومة وبدأت في تطبيقها.
كما جاءت لتوضح أن هناك متابعة لجميع النقاط التي أوصى بها مؤتمر شرم الشيخ، ومنها إنشاء هيئة وطنية تكون وعاء لتجميع الكفاءات الشبابية وضخ دماء جديدة فى أوصال قطاعات الدولة.
شعرت عقب هذا التصريح وكأنني بكل فخر أنتمي إلى الفريق الرئاسي، ولكن من بعيد لبعيد.
جميل أن نستفيد بالأفكار والآراء، والأجمل أن نستفيد بقدرات الشباب ويتم توجيههم وفقًا لإمكانياتهم، والأفضل أن يشعروا بالتقدير نتيجة محاولاتهم مهما صغرت، والأسوأ هو التجاهل، الذي قد يؤدي إلى عدم التحفيز على بذل مزيدًا من الجهد، بل وقد يدفع بعضهم إلى الاتجاه المضاد.
وأخيرًا وليس آخرًا أود أن أسجل شكري لجميع المتابعين لكافة الآراء، ويبقى أن نتشارك في التنفيذ إن أمكن دون استئثار أو استحواذ أحباب الدوائر المغلقة.
كما أرجو أن ترى جميع المبادرات والإجراءات التي تم طرحها، الخروج الفعلي إلى النور، لأنها ستكون وسيلة جيدة للارتقاء بالوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي.