فى يوم عبادة كانت وجهتهم لبيت من بيوت الله يقيمون صلواتهم ويشكرون ربهم على نعمه، وعلى بعد خطوات من المسجد كان الإرهاب الخبيث يطل بوجهه الشيطانى منتظرا إياهم وحصد منهم نسور الوطن الساهر على رعاية أبنائه.
ولم تكد مصر تمسح دمعها عما فقدته فى حادثة الهرم إلا وفاض دمع جديد على دم أبرياء فى بيت من بيوت الله اقتلعتهم يد الإرهاب الخسيسة وكل ذنبهم أنهم يتقربون من الله ويشكروه على نعمه وعطاياه.
اغتالتهم إياد تعبث بأمن الوطن وأمانه، لم ترحمهم ولم تنظر بعين المحبة لأطفال ونساء، انهالت عليهم بقسوتها وجبروتها وطغيانها لتقول للعالم وللمرتزقة والمارقين أن مصر غير آمنة وعليه يتراجع الإقبال السياحى فى موسمه الذى ينتظره كل بيت مصرى ينتظر رزقه من هذا الرافد القومى.
وليس السياحة فقط ولكنهم ينظرون أيضا بعين الريبة إلى خطوات التنمية ويريدون لها أن تتوقف ولم يتركوا أيضا الصعيد الاقتصادى والذى كلما أخذ فى الاعتدال والقوامة تكالبوا عليه وأرهقوا بنيانه، ولأنهم تنظيم دولى ولأن أهدافهم كلها تنصب على تركيع مصر وخذلانها فهم يلعبوا على كل الطرق والأهداف ويريدون أن يعيدوا مصر إلى المربع صفر وأن لا تقوم لها قائمة، وذلك بطرق متعددة رأينا منها؛ محاولة فك لحمة الشعب المصرى ورأينا أيضا حروب الجيل الرابع وكما لمسنا بأيدينا محاولات التشكيك وبث روح التخاذل والإحباط، ولن ننسى مداومتهم على إرسال رسائل لكل مصرى بصورة أو بأخرى بأن مصر تحتضر وأن الأمل مات وأن البلاد تأخذ أنفاسها الأخيرة وأن مصر ينتظرها الهوان والضياع على يد حاكمها وحكومتها.
كل هذه الرسائل كان عنوانها الأعظم الإرهاب ووجهه الخبيث الذى يطل من حين لآخر ويقول كلمة باطل لأهل الحق، ومما يزيد من روع الإرهاب وآلامه التخاذل الأمنى الذى يساعد الإرهابيين على إتمام مخططاتهم الدنيئة وأيضا القضاء واستشعاره بالحرج الذى يطيل أمد محاكمة قتلة وإرهابيين جبناء وأضف إلى ذلك تعامل الدولة الهين مع مثل هذه الأحداث، فقد آن الآوان للضرب بيد من حديد على كل مارق ولابد من تغليظ وتفعيل الأحكام ولابد من التخلى عن سياسة القلب الحنون فى مواجهة الأفاقين الكاذبين.
لابد أن يعلم الكل أن بقاء مصر وبنيانها الرصين مرهون بقوة من أعلى الهرم الحاكم نزولا إلى كل مواطن عادى يرى أمامه أى خلل فإن لم يستطع إصلاحه فليبلغ عنه، مصر ياسادة بحاجة إلى العمل وليس للأغانى، مصر تنادينا أن نمسح دموعنا من أجلها ومن أجل غد مشرق ومن أجل أن نكون جديرين بأننا أحفاد الفراعنة الذين خلدوا أثارا وأزالوا جبالا وبقيت حضارتهم إلى يومنا هذا وإلى آخر العمر.مصر تنادى وتقول ..أنا الشعب ..أنا الشعب ...فهل نلبى النداء ونتلاحم ونصطف فى مواجهة المارقين الكاذبين الأفاقين كارهى الحياة؟؟