لا أدرى ما هو سر انزعاجنا مما تبثه قناة الجزيرة من أفلام وحوارات تنصب كلها على هيئات وقامات مصرية مثل الجيش، والشرطة، والقضاء، فمن المفروض أن نسعد بما تقوله لأنها بهذه الأعمال كأنما تردد المثل المصرى الذى يقول "قليل الأدب يشتم الباشا".
كما أننا ينبغى أن لا نرد عليهم امتثالا بالحكمة البليغة التى تقول "اجتناب السفيه صدقة"، ولكننا رغم كل ذلك لابد أن نرتب أوراقنا ونصفى عقولنا من كل مرج وهرج ونقول: ماذا قدم إعلامنا للرد عليهم؟ وتكون الإجابة.. اننا نساعدهم ونكمل خطاهم ببرامجنا التى تنطلق من معيار نشر غسيلنا الوسخ، بالفعل فالساحة كلها متروكة للفضائيات تقدم فيها ما يحلو لها من برامج على غرار ميزو المهدى المنتظر، والراقصة التى تفتخر وتفاخر بان طاقمها كله من الأساتذة والدكاترة، وغيرها من برامج يحصد فيها المعلن ما يريده وأكثر، ولأن التلفزيون الحكومى مازال يعمل بعقلية، الريس لازم يقولنا نعمل ايه "فالفجوة ستتسع وتعظم ويصبح الإعلام الخاص هو المهيمن، وايضا سيتقزم أكثر وأكثر ماسبيرو، لأنه توجد جهات تنام وتصحو وكل أملها أن ينهار جهاز الدولة ويعلن عن بيعه فى مزاد علنى.
أهل الجزيرة لم يخطئوا لأنهم يقومون بدورهم على أكمل وجه، فهم مسيرون، وليسوا مخيرون هم مجبورون، وليسوا أصحاب قرار، لان وضعهم وأطماعهم فرضت عليهم ذلك، والتاريخ يشهد ويؤكد: بأن من ليس له خير فى اهله وخاصة كبير العيلة هل سيكون له خير فى جيرانه؟ وأيضا أهل الجزيرة يقتلهم إحساس الزوجة الثانية التى تعلم انها مهما فعلت من شىء ستكون فى المرتبة الثانية.. لكل اهل الجزيرة.. شعب الكنانة لا تهزه ريح، ولا أمواج الجزيرة القابعة داخل كشك على الخليج.