"واحد اتنين.. حكومة مصر فين".. شعار بات يرفعه المواطن المصري مع كل صباح، ومع كل أزمة، في كل ساعة جديدة في مصر يكون المواطن المصري على موعد أزمة جديدة، ما بين ارتفاع مجافي في الاسعار، ونقص السلع، والاحتكار، وعدم تفكير الحكومة في حل مشاكل المواطن، كل ذلك وسط تصريحات حكومية وردية، وكأن وزير الصحة المصري مثلا يطلق تصريحاته لشعب بلاد الواق الواق، ووزير الري والزراعة ووزراء آخرين يصرحون لشعب دولة ليست على الخريطة، لنجد أنفسنا أمام حكومة أبسط ما يقال عنها "عجين الفلاحة"، ترى لكن تغمض عينيها، وتسمع لكنها صماء، وتتكلم دون صوت.
ولم يجد المواطن البسيط أمامه سوى الرضاء بالأمر الواقع، والقبول بحكومة متقاعسة فشلت في توفير أبسط حقوق الإنسان وهو الدواء الآمن، والغذاء الصحي، والمياه النظيفة، وبفقد المواطن لهذه الحقوق يسلب منه الحق في الحياة، بفعل فاعل هو الحكومة، ولو قصرت أي حكومة في أي دولة أخرى بحق مواطنيها لقدمت استقالتها على الفور حال تضرر أي فرد داخلها، لكن مشكلة الشعب المصري أنه "بلع الزلط للحكومة" وهي في خبر كان، حتى مجلس النواب ممثل الشعب المصري الحقيقي غائب عن الدور بخلافاته الداخلية وقوانينه المتعثرة، ليجد المواطن المصري نفسه بين سندان الحكومة ومطرقة مجلس النواب، لينطلق من ذاته بمبادرات مثل بلاها شبكة، وبلاها لحمة، وبلاها شراء يوم 1 ديسمبر، لنجد أنفسنا أمام السؤال المهم طالما أن الحكومة ليس لها دور في حل مشاكلنا فلماذا هي موجودة؟!.