الكنيستان

العلاقة بين الكنيستين الإثيوبية والمصرية علاقة قديمة جدا وقد شهدت توترات إبان فترة الأباطرة القدماء في إثيوبيا وخاصة عقب دخول المذهب الكاثوليكي إلى إاثيوبيا عبر البعثات البرتغالية التي بدأت تجتاح اثيوبيا إبان فترة انتشار الفتوحات الإسلامية إبان حملات أحمد الاشول الذي قارب على نشر الدين الإسلامي في رقعة كبيرة من إثيوبيا.
والتي استنجد بموجبها الأباطرة الإثيوبيين بملك البرتغال فكانت دخول الكاثوليكية التي انتشرت بصورة كبيرة مما حدا ببعض ملوك إثيوبيا إعلانها المذهب الرسمي لإثيوبيا في فترة من الزمان وفي تلك الاوقات كانت علاقة الكنيستين غير مستقرة فكانت هنالك اتجاهات لتوطيد العلاقة مع الفاتيكان وعلى أن تتبع الكنيسة الإثيوبية للفاتيكان إلا أن انتشار المذهب الكاثوليكي بقوة في أوروبا والطريق غير الآمن حدا أن تعود العلاقة بين الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية بالأرثوذكسية القطبية في الإسكندرية.
ظلت هذه العلاقة لفترة طويلة مترابطة وقوية بالرغم من أن المراسم والطقوس تختلف شيئا ما فتجد في إثيوبيا اساليب العبادة تختلف عنها في مصر وظل الترابط بينهما إلى عهد الامبراطور هيلي سلاسي والذي عمل على قطع هذه العلاقة وتعيين بطريارك الكنيسة الاثيوبية من داخل البلاد دون أن يكون للإسكندرية دورا في تعيينه .
حسب بعض المؤرخين أن السبب كان في أن الأفراد الذين يتم ابتعاثهم يقومون بإدخال أشياء جديدة على المجتمع والثقافة الإثيوبية مما حدا أن تكون للكنيسة قوة وتتدخل في كل الشؤون العامة والخاصة للأفراد وأصبح كل الشعب ينقاد للكنيسة أكثر من أي شيء وظهور الأعياد والمناسبات الكثيرة والمتعددة والتي اصبحت تعطل عمل الفلاحين وكثرة التواجد في الكنائس وازدياد وتطور مفهوم الرهبنة بالرغم من أن الامبراطور هيلي سلاسي كان يحكم باسم الدين(كلمة هيلي سلاسي تعني الثالوث المقدس) إلا أن خبراءه أشاروا عليه بأن يقطع العلاقة ويعمل على استقلالية كنيسة إثيوبيا والتي ظلت لفترة أكثر من نصف قرن بعيدا كل البعد عن الكنيسة المصرية.
في المجتمع المسيحي الإثيوبي تجد في الشهر عدد كبير من الاحتفالات للكنائيس ولكل كنيسة في اثيوبيا يوما خاصة بها فتجد الناس يتجهون كل صباح الى هذه الكنائس ومنهم من يمكث قرابة نصف اليوم ويتعبد ويصلي ويشارك في القداس الشيء الذي اثر على الزراعة والتجارة وخاصة ظهور قوة اقتصادية لدي اصحاب الديانات الاخري المسلمين والوثنيين واليهود في تلك الفترات.
فيما يبدوا أن هنالك كان اعتقاد انه تم خلط الدين بالسياسة في تلك الفترات وخاصة أن إثيوبيا كانت طموح للمستعمرين البريطانين والإيطاليين والفرنسيين الذين كانوا على مقربة منها في الصومال وجيبوتي وكينيا والسودان واريتريا .
لا ندري أن في تلك الوقت أسباب حقيقية لقطع تلك العلاقة وخاصة في عهد امبراطور لديه اعتقاد بان حكمه باسم الدين وأنه ابن الكنيسة.
يظل التواصل بين الكنيستين الإثيوبية والمصرية يسير بصورة جيدة الآن وخاصة عقب الزيارات المتواصلة لرجال الدين في كلا البلدين لبعضهما البعض ......ولكن السؤال هنا: هل ستعود كما كانت ؟