ما حدث من قطع طريق أسوان - أبو سمبل الدولى وقطع طريق القاهرة – أسوان الزراعى وقطع طريق السكة الحديد بلطجة وابتزاز من مجموعة من النوبيين لا تمثل ولا تعبر عن عموم الأخوة النوبيين المعروف عنهم الطيبة والالتزام بالقانون وعشق هذا الوطن والدفاع عنه بأرواحهم والانخراط بين كل المصريين والانصهار بينهم تحت راية الوطن بعيدا عن تحويل مشكلة النوبيين إلى مشكلة عرقية وكأنهم أقلية غير مصرية.
وأيا كانت المطالب التى كانت ذريعة لهذه التصرفات ومدى شرعيتها ومشروعيتها فلابد من التعامل بالقانون مع كل من قطع طريق عام بدون "طبطبة" ولا ما يسمى بالحل السياسى الذى يضرب هيبة الدولة والقانون فى مقتل ويدشن لمرحلة جديدة تعتمد على البلطجة وقطع الطرق وكسر هيبة الدولة للمطالبة بأى حقوق شرعية أو غير شرعية.
الذين قطعوا الطريق لا يعبرون عن عموم النوبيين وليس لأى منهم الحق فى التحدث باسم عموم النوبيين ..كما أن كل مواطن نوبى أو غير نوبى هو مصرى ويجب أن يعرض مطالبه وقضيته كمصرى وليس كاقلية عرقية لأن هذا الأسلوب يضرب وحدتنا الوطنية فى مقتل ويحول مصر إلى فئات وقبائل وأعراق متقاتلة ومتناحرة.
اليوم مجموعة من النوبيين يقطعون الطرق ويبتزون الدولة ويتحدثون بغير حق باسم عموم النوبيين غدا يفعلها أهالى سيناء ثم أهالى الواحات وهكذا نضرب وحدتنا فى مقتل ونقدم تناحرنا كهدية على طبق من ذهب لأعداء الوطن فى الداخل والخارج .
مجموعات النوبيين التى حركها أصحاب المصالح تحت دعوى "قافلة العودة النوبية" وتحت ذريعة منع بيع أراضى توشكى للاستثمار وتحديدا أراضى منطقة "خورقندى" هو استمرار لمسلسل اللعب على الملف النوبى واختلاق قضية وأزمة وتدويلها ضمن مخطط حصار مصر واشعال الازمات بها واشغالها وللأسف يتورط بعض أبناء النوبة بسلامة نية وتحت دعاوى التمييز العرقى وينسون أنهم مصريون لحما ودما لا فرق بينهم وبين أى مواطن آخر أمام القانون ..وفرصهم فى الحياة والعمل وتقلد المناصب والتعليم والتملك وغيرها مثل كل مواطن وهم متواجدون على كل بقعة فى أرض مصر بين إخوانهم المصريين دون تفرقة فلماذا الاستجابة للدعاوى المغرضة التى تشعل فتيل التمييز العرقى بين المصريين.
نعم يجب أن يكون لأهلنا فى النوبة أولوية فى شراء وتملك الأراضى الزراعية فى توشكى وفى خورقند بحكم أنهم الأقرب اليها ولكن رأيى الشخصى أن تكون هناك أولوية لهم ولكن بنفس شروط التملك لباقى المصريين دون تمييز لهم عن باقى المواطنين فى سعر الأرض ولا فى أسلوب السداد.
وبعيدا عن سبب الاعتصام وقطع الطرق الذى لا يعبر عن عموم النوبيين من أبناء مصر فإن الوقت قد حان لإحداث تنمية اقتصادية واجتماعية وعمرانية شاملة فى المناطق المحرومة من أرض مصر وفى مقدمتها منطقة النوبة ..تنمية من وجهة نظرى ليست خاصة بالنوبيين أو مقدمة لهم فقط ولكن تنمية لتتحول النوبة لمدن وقرى حضارية عصرية لكل المصريين مثلها مثل أى مدينة أو محافظة وليست منطقة لأهل عرق محدد أو لأهل لون بشرة محدد.
تنمية تشمل إقامة فنادق ومناطق سياحية تضاهى شرم الشيخ فى المستوى وإنشاء مناطق صناعية جاذبة للاستثمارات المحلية والدولية بتسهيلات واعفاءات للمستثمرين وتنمية عمرانية تشمل انشاء العشرات من التجمعات السكنية الحديثة بمختلف المستويات ومنها إسكان اجتماعى واسكان متوسط بالإضافة للسكن على الطراز النوبى الذى يلائم اهالى البلاد مع تنمية زراعية تستوعب الكثافة السكانية وتوفر- مع المشروعات الصناعية والسياحية والمراكز التجارية – فرص عمل تناسب مئات الآلاف من الشباب النوبيين وغير النوبيين فى مختلف المجالات مع توفير خدمات اجتماعية على مستوى راق من مدارس وجامعات ومستشفيات وغيرها .
أهلنا من النوبيين فى النوبة وفى كل بقعة على أرض الوطن يعشقون مصر وترابها ولا يسمحون لمن يلعب بأحلامهم وعواطفهم والنعرة العرقية بينهم ليعزلهم عن باقى المصريين ولن يسمحوا للاعبين بالنار وأصحاب المصالح بأن تكون النوبة وأهلها أزمة يستغلها المتربصون بالخارج للضغط على الوطن تحت ذرائع حقوق الإنسان وحقوق الأقليات ...النوبة وأهلها فى قلب كل مصر.