أزمة نقص الأدوية التى تشهدها مصر تؤكد أن هناك خللا كبيرا فى وزارة الصحة والبرلمان معا , ذلك لأن الدواء أحد السلع الاستراتيجية التى لا يمكن الاستغناء عنها , وينتج عن نقصها كوارث حقيقية تؤدى الى وفاة كثير من المواطنين , ولا نستبعد أن يكون بعض رموز نظام مبارك والاخوان معا يتلاعبون فى سوق الدواء بشكل كبير، من أجل تنفيذ سياسات تضر بالأمن القومى المصرى..
المهم بالنسبة لنا أنه لم يعد مجال للشك أن هناك أزمة كبيرة فى سوق الدواء .. من نقص الأدوية المستوردة المنقذة للحياة مثل المحاليل وفلاتر الغسيل الكلوى، مما سيؤثر على عمل المستشفيات, وأن هذه الأزمة تتحملها وزارة الصحة لسوء الإدارة حتى إذا بررنا الأزمة بوجود تلاعب منَ يعبثون بأمن واستقرار الوطن , لأنه من الضرورى الضرب بيد من حديد على رأس كل من تسول له نفسه أن يعبث بالأمن القومى المصرى .
ويجب على وزارة الصحة القيام بمراقبة شركات الدواء من لحظة استيراد المادة الخام وحتى طرح الدواء في السوق، وخاصة بعد ارتفاع نسبة أسعار الدواء الى 100%، لتصل أرباح شركات الأدوية المليارات سنويًا , فى الوقت الذى يموت فيه منَ لم يستطع الحصول على الدواء فى ظل هذه المنظومة الطبية المتهالكة .
وللأسف الشديد أن كل هذا التلاعب الذى يحدث حاليًا فى سوق الدواء خلفه كثير من رجال صناعة الدواء أنفسهم، الذين يفتعلون الأزمات فى محاولة للى ذراع الحكومة، وإجبارها على تحريك الأسعار، ليكون المواطن الغلبان هو الضحية ، بدعوى أن شركاتهم تخسر , لذلك يجب على وزارة الصحة أن تعمل على النهوض بشركات الأدوية التابعة للقطاع العام، من أجل أن يتم التحكم فى سوق الأدوية، خاصة أن هذه الشركات تعتبر من أعمدة الدولة، ولابد من الحفاظ عليها وتطويرها واجب وطنى , ويجب على الدولة إعادة هيكلتها وخاصة أن معظم هذه الشركات تخسر الملايين كل عام , بسبب عدم التسعير المناسب للأدوية فيها , مما يتيح للشركات الخاصة أن تكسب مليارات كل عام على حساب شركات القطاع العام .
كما أنه لا يجب بأى حال من الأحوال تحريك الأسعار مجددا وخاصة أن أسعار الدواء زادت قبيل تحرير سعر الصرف بفترة بسيطة , ذلك لأن الجميع فى قارب واحد , ويجب سرعة مناقشة الحلول المتاحة والمعروضة لحماية المواطن والشركات المصنعة , والبحث عن آليات جديدة والاحتفاظ بالسعر القديم دون رفع سعر الدواء من جديد، والأهم أننا يجب علينا أن نقوم ببناء مصنع لتصنيع المواد الخام للأدوية بدلا من استيرادها بمبالغ باهظة .
يا سادة .. إن ارتفاع أسعار الأدوية أرهق الكثير من المواطنين، ربما للظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد والتى عادت بالطبع سلبيًا على الأوضاع المعيشية للمواطن، وربما أيضًا لكثرة انتشار الأمراض من حولنا، فأصبحت عملية توفير الأدوية لا تقل أهمية عن مطلب توفير المأكل والمشرب بل أهم من المأكل والمشرب .