فلنبدأ نحن الإعلاميين بدون الحكومات

الصراع والتصعيد الإعلامي بين الاعلاميين المصري والإثيوبي؟، وصل لمراحل أصبح فيها الضحية الإعلاميين في كلا البلدين، خاصة عقب ملف سد النهضة فالإعلاميين في كلا البلدين أصبحوا بعيدين كل البعد عن المعلومة والمصادر الرئيسية خاصة في ظل رفض العديد من المسؤولين في البلدين بالتصريحات فيما يخص هذا الملف، وصار هناك تعتيم في بعض الجوانب الشيء الذي جعل الإعلام بعيد عن الحقائق ولا يملك اي معلومة حقيقية وسريعة بل أصبحنا ننقاد للتوقعات والتحليلات، التي لا مكان لها من الصحة والحقيقة، وخاصة تنبؤات الخبراء والمحللين والسياسيين الذين لا يملكون حتى المعلومة الأكيدة وبعيدون كل البعد عنها.
وظهر الآن في الأفق عدم تعاون كلا الحكومتين في البلدين مع وسائل الإعلام والصحفيين في تقديم وتسهيل اللازم في البحث والتحري من قبل العاملين في الحقل الإعلامي.
فلابد للحكومة في مصر أو في إثيوبيا تقديم كل شيء لوسائل الإعلام لتصل المعلومة لشعبي البلدين وما شاهدناه الآن هو التعتيم والتكتم عن سير المفاوضات والتفاوض في موضوع المباحثات في ملف النيل، بل وصل الأمر أن تقوم بعض السفارات بعدم منح الفيزا للصحفيين لكل بلد وبدون عذر مقنع.
واعتقد أن الأخوة الإعلاميين في البلدين لديهم تجارب في هذا الموضوع وانتظارهم عدة ايام والرجوع بخفي حنين بدون أن يستطيعوا أن يجروا لقاءاتهم أو أن يستكملوا العمل المكلفين به من مؤسساتهم لماذا لا ندري؟ أليس الاعلامي من دول الحوض أحق في المعلومة من الوسائل الخارجية ألا يحق للشعوب معرفة مصيرهم؟
ستظل الشعوب تبحث عن مصالحها حتى بعيدا عن الحكومات، واني أعتقد انها لا عمر لها كما هو الحال مع الشعوب والتي ستظل باقية ومتواصلة رغم الحكومات التي لا يطول عمرها مهما بلغت.
منذ أن خلق الله النيل وما حوله لم تكن تعرف البشرية الصراع أو الحرب من أجل أي شيء بل عاشت وهي تقتسم المياه هي والشعوب التي بجوارها وحتى المخلوقات الاخرى، إذا النيل للجميع ومياهه تكفي الجميع بقدرة الخالق عز وجل، إذا لماذا الصراع والعويل لابد لنا كشعوب دول الحوض أن نعمل معا بالتفاهم من أجل المحافظة على هذه الثروة التي خلقها الله لنا لا أن نتصارع حتى تكون بالنسبة لنا نغمة.
أتمني أن تكون هناك مقترحات للتواصل الإعلامي والمعلوماتي حتى يعرف ابناء شعوب النيل كل شيء عن الدول التي تتقاسم هذه الثروات الطبيعية، وأتمنى أن لا يكون هناك مصري أو سوداني أو إثيوبي لا يعرف شيء عن شعوب الدول الاخرى، والشعوب الاخرى التي تتشارك معه في هذه المياه.
عدد كبير من شعوب النيل لا يعرفون عن بعضهم شيئا لا تاريخ ولا ثقافة ولا حتى من اين تأتي هذه المياه، نتمني من الدول أن تقوم بمبادرات ثقافية وتبادل للمعلومات عكس سريان مياه النيل ومرة مع سريان مياه النيل، وكفي التصعيد ولابد أن نضع نهاية لسوء التفاهم، ونبدأ بمبادرات وخاصة قبيلة الإعلام والتي عليها العبئ الأكبر في توصيل المعلومة وربط الشعوب عبر الفضاء الإعلامي ويجب أن نجعل النيل شريانا يربط بين قلوبنا وتواصلنا، ويكون مياهه عاملا مشتركا حقيقيا، وأن نبدأ من جديد من أجل شعوب متفاهمة وتتعايش مع بعضها البعض.