" إن تاريخ الأمم مشتق من أخلاقها " , فالمبادىء والقيم والحب والتفاهم واللين والرفق جميعها مسالك لتطور الأمم , بل أن البنيان الذى يُبنى على هذه المبادىء سيكون قويا ولا يمكن تكسيره على عتبات المستقبل المشرق بإذن الله ...
نعم أنا متفاؤل لأقصى درجة يتخيلها أى شخص برغم أخطائنا الكثيرة , وبرغم الأزمات التى نتعرض إليها كل يوم , وبرغم الضربات التى تنهال على رؤسنا من كل ناحية , لذا علينا جميعا بلا إستثناء أن نعيد مقومات أخلاقنا على المستوى الشخصى وعلى المستوى الوطنى , ولتكن هذه الكلمات بداية دعوة للحب والتفاهم والأمل والعمل بجد وإجتهاد , والتفكير فى المستقبل دون الإنشغال بأخطاء الأخرين , لأن الجميع فى حالة التصيد سينظر الى الخلف لا الى الأمام وذلك لإستيعاب سبب " القلم الذى وقع على قفاه ".
لابد أن ندرك جيدا أن سر التقدم فى أمريكا وأوربا يبدأ بعدم تدخل أى شخص فى شئون الأخرين , والإلتزام بالقانون لأقصى درجة , والعمل الفعلى الذى يؤدى الى الإنتاج , وللأسف الشديد نحن فى مصر نفتقد كل أسباب التقدم , لأن الجميع بلا إستثناء يتدخل فى شئون الجميع , ولا نحترم القانون لأن سمعته فى مصر أنه لا يطبق إلا على الضعفاء , أما أغلب العمال والموظفين فى مصر يأملون الى زيادة رواتبهم دون تقديم واجباتهم الحقيقية , فيصبحون عبأ على الوطن لا يمكن التخلص منه , فى ظل "هلهلة " بعض القوانين الخاصة بالعمل ..
ولابد أن نتخلص من المؤامرات , وخاصة أن البعض إشتهر بالمؤامرات وإنشغل عن تقديم عمل حقيقى يمكث فى الأرض وينفع الناس.
كما أن التقدم لن يأتى إلا بوضع معايير ثقافية مختلفة عن المعايير القديمة , تُحصن وتقوى صاحبها وتجعله من الأقوياء الذين يمتلكون أفكارا إيجابية , تصنع ماهو مُفتقد لدى العامة , وتجعله من الأقوياء الذين يعملون لصالح هذا الوطن , فالقوة هنا ليست قوة الجسد ولكنها قوة الشخصية التى تعمل بجد وإجتهاد للإرتقاء بالوطن فى تلك المرحلة الصعبة والتى تحتاج الأقوياء , وللأسف الشديد لا يستطيع الضعفاء أن يكونوا مخلصين , ولن تأتى القوة إلا بالعمل والحب , فكلاهما وجهان لعملة واحدة إن صح أطلقتُ عليها " عملة البناء والتطور".
ولابد أن تتكاتف كافة القوى وخاصة وسائل الإعلام لزرع القيم الإيجابية لدى النشىء الجديد من الشباب المشوش , الذى لا يدرك ماهية المرحلة وشكل الطريق الذى يسلكه , واقول لكل وسائل الإعلام كفوا عن الإثارة والتشويه واحتكموا الى المنطق , ليبقى وطننا صامدا قويا فى مواجهة الأعاصير والمؤامرات , التى يحكيها أعداء الوطن فى الداخل والخارج.
وجهة نظرى " أن السياسة لأهل السياسة , وليبقى كل فى تخصصه , حتى لا يختلط الحابل بالنابل .. والعمل والإجتهاد للجميع دون إستثناء , وبناء الوطن لن يكون إلا بالعمل والحب فقط , والبعد عن التخوين أول درجات السلم الذى يصعد بنا الى المستقبل المشرق".