لم تكن هذه الفتاة المكافحة تتخيل أن يلبى الرئيس مطلبها ويستجيب لدعوتها ويحقق رغبتها وتلتقى به وتحصل فى هذا اللقاء الإنسانى على ما تمنته وأكثر؛ وبغض النظر عن كل ما قيل وما تناولته وتداولته كل وسائل الإعلام بكافة اتجاهاتها وتمويلاتها يتضح شيء ظاهر وجلى وهو أننا أمام رئيس إنسان يتحرك تلقائيا بهدف واحد وهو ترك انطباعات إيجابية تمس إنسانيته وليس منصبه.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار ما قاله الآخرون الذين لم يذكروا من لقاء الرئيس بالمسماة بفتاة العربة ووعده إياها بأن تكون ضمن المشاركين فى مؤتمر الشباب العام القادم؛ إذا استرجعنا ما ذكروه بأنه يوجد ملايين على غرار هذه الفتاة، إن لم يكونوا أسوأ منها حالا ولم تسعدهم الظروف بأن يسمع الرئيس صوتهم. وهنا مكمن الفرس فالواقع يقول أكثر من ذلك فبالفعل مصر معدل الفقر فيها يتخطى نصف سكانها والجهل أيضا ينهش فيهم، والبطالة، والعنوسة، والتحرش، والقهر، والظلم، كل هذا موجود، ولكن هل يحاسب عليه السيسى الذى تخطت فترة حكمه سنتين بأشهر قليلة؟ هل نحاسبه على موروث عقود ومشاكل سنين؟. هل نحمله مآسى وأخطاء أنظمة قبله؟ .هل نظلمه بذنب غيره ؟ هل نصفه بما فعله من سبقوه ممن كان كل همهم العيش فى ثوب الزعماء والخالدين على حساب شعوبهم وأبناء أوطانهم؟.السيسى ليس ساحرا ، ولا واعظا ، ولا قديسا ، إنه فقط مصرى حكمت عليه المقادير بأن يصير مسئولا عن 90 مليون نسمة بأفراحهم وأطراحهم، وعليه فهو يسعى بكل ما أوتى من قدرات تكاد تكون محدودة. ليس من النفاق أن نذكره بالخير ونؤكد أنه يهدف لخير البلاد والعباد وإذا عدنا إلى الحديث عن لقاء الرئيس السيسى وفتاة العربة نجد أنه يقبع بينهما حديث سائق التوك توك ومعه توجد معان وكلمات وعبارات وتناقضات ومناقضات؛ فالفرق بين الإثنين شاسع حيث تجلس على قمة المقارنة امرأة بعزة وكرامة وتكافح من أجل لقمة عيش نظيفة بينما الرجل الذى يعمل سائقا للتوك توك كان شاكيًا باكيًا محرضًا صارخًا لاعنًا ظروف وطنه، ولم يكن مثلما كانت هى "نصف المجتمع" التى كان ضعفها الجسمانى يقويه عزمها وعزيمتها.
بين سائق التوك توك وفتاة العربة مساحات زج فيها الإعلام بنفسه وكل له غرصه إلا أن واقع الفتاة والسائق قال الكثير وتحدث عن وطن فيه الكثير والكثير وفيه مزيج من السلب والإيجاب وفيه شكاوى وأهات ومشاكل وآلام وآمال، ولكن يعلو على كل ما فيه حب وتلقائية وبساطة شعب تجمعه الأزمات وتزيد من ثباته وعزيمته شعب يتولى زمام أموره رئيس يحلم ويسعى من أجل أن تكون بلده وبلدنا مصر "أد الدنيا" رئيس جعل شعاره فى كل مكان يذهب إليه تحيا مصر ونحن سنقول مثلما يقول تحيا مصر ونتمنى أن نعمل بجد وإخلاص وأن نتحمل لتحيا مصر.