كان شيئا مثيرا للاشمئزاز، منفرا من تلك السياسة التي تسير عكس اتجاهها الصحيح، في قرار وزير الطيران إحياء ذكرى سقوط الطائرة الروسية بسيناء، والتي توقفت رحلات الطيران السياحية الدولية في أعقابها، مستبقة التحقيقات، والأدلة التي تنفي أو تؤكد مسئولية مصر عن تأمينها، أو الإهمال والقصور الأمني في مطاراتنا.

كان قرار وزير الطيران غريبا عجيبا.. وكأنه وزير دولة أخرى، لم تتضرر من الصورة السلبية التي تم تصديرها عبر وسائل الإعلام الأجنبية مشككة في قدرات التأمين بمطارات مصر. صورة كان أجدر بوزير الطيران التحرك لمحو آثارها، ودفع السياح لنسيانها بدلا من تذكيرهم بها، في جو احتفالي أمام النصب التذكاري للضحايا والكنائس بشرم الشيخ.

في الوقت الذي تراهن فيه مصر على عودة السياحة، فهذا وزير خارجيتها يسعى جاهدا لإعادة الثقة في المقصد المصري، ووزير سياحة الدولة يستقبل نظرائه من مختلف البلدان وشركات السياحة في مؤتمر عالمي بالأقصر.. إذا بوزير الطيران يواجههم بهذا القرار الاحتفائي بتلك الكارثة.

حقيقي إنها كارثة.. أن تجد وزيرا بلا وعي.

أنا لا أعرف شخص وزير الطيران، ولا تربطني به أي علاقة عمل صحفي. وربما لا أتذكر اسمه. لكني كنت مستفزا من تصرفه. فكفانا استفزاز.. وعلينا أن نفكر في كل قرار، إن كان صائبا أم له تداعيات سلبية على صورة الدولة. وارحمونا يرحمكم الله!