- أعنف السيول ضربت جنوب الصعيد في 1994
- "الدرنكة" حادث أليم لا ينساه التاريخ
- فشل الحكومة في الاستعدادات لخطر السيول الداهم مشهد بات متكررا منذ عقود
- الأسباب تتعدد.. والموت واحد
- تكلفة الإصلاحات والخسائر تفوق الحلول الاستباقية
وفيما يلي حصر بالأعوام والمحافظات التي ضربها السيل تاركا وراءه موتى ومصابين ومشردين..
في عام 1947
تعرضت منطقة وادي العريش في 18 مارس، من العام نفسه، إلى سيل مدمر، استمر لثلاثة أيام، بلغ حجمه أكثر من 21 مليون متر مكعب من المياه المتراكمة، وقدر متوسط تصريف المياه آنذاك بمقدار 80 مترًا مكعبًا في الثانية الواحدة، ونتج عنه تدمير السدود المنشأة عليه وإتلاف آلاف الأفدنة الزراعة، وتدمير مئات البيوت السكنية.عام 1975
ضرب سيل جارف وادي العريش وقطاع الصعيد، ما أسفر عن تدمير 200 منزل ومصرع 17 شخصًا، وتشريد آلاف الأسر.
وتعرضت محافظات أسيوط وسوهاج لأضرار بالغة، نتج عنها تدمير قرى بأكملها، ومازالت هناك قرى تعاني من عدة مشاكل بمخرات السيول حتى الآن.
وفي بلدة منيل هاني، اقتحمت مياه السيل نقطة ضعيفة بالجسر، وأغرقت 12 قرية، فيما غرقت 10 قرى أخرى بأسيوط وحدها، هي درنكة – الزاوية – بني غالب – البلايزة أبو حرص- الزرابي – عرب مطير – الهمامية – العتمانية – النواورة.
وأدت لخسائر تقدر بنحو 3200 منزل وثلاث مدارس وثلاثة مساجد، ومعهدين أزهريين.
عام 1987
اجتاح سيل شديد الخطورة، عدة مناطق بجنوب سيناء، كوادي نويبع وطريق طابا وشرم الشيخ، ووادي "وتير" الذي اعتبره خبراء بأنه من أخطر الأودية بسبب قرب منبعه ومصبه، وشدة انحداره.
وأصيب نحو 27 شخصًا بلدغات الثعابين التي خرجت من جحورها بالجبال جراء تلك السيول.
عام 1990
كان وادي علم هو ضحية سيول هذا العام التي نتج عنها غرق مركز التعدين بمرسى علم، حيث احتجزت المياه خلف الطريق العام بارتفاع متر تقريبًا، وكان هذا الطريق أنشئ حديثًا، ولم يؤخذ في الاعتبار عند إنشائه ما يمكن أن يتعرض له في حالة هطول الأمطار السيلية.
عام 1994 الأعنف
شهدت الفترة من نهاية سبتمبر إلى نهاية أكتوبر عام 1994 تدفقًا مستمرًا لتيارات هوائية رطبة جدًا من بحر العرب عبر شبه الجزيرة العربية وصولًا إلى مصر، بالإضافة للإقليم المداري الأفريقي، حيث سجل الفاصل المداري الوهمي ارتفاعًا كبيرًا فوق المعدلات، كما شهد الحوض الشرقي من البحر المتوسط ارتفاعًا كبيرًا لحرارة المياه السطحية بلغ 3 درجات كاملة فوق المعدل الطبيعي، لتزداد نسبة البخر منه بشكل ملحوظ. أحدثت تلك الظروف معها عدة حالات من عدم الاستقرار.
مع مطلع نوفمبر، تعمق منخفض علوي بارد إلى داخل الأراضي المصرية، ليتفاعل بشدة مع الكتلة الرطبة الموجودة مسببًا سلسلة من العواصف الرعدية الشديدة واسعة النطاق، التي تعرف اختصارًا بـ MCS.
في زمن وجيز من أول ليالي نوفمبر، غطت العواصف الرعدية أكثر من نصف مساحة مصر.
هطلت الأمطار بغزارة واتساع غير مسبوقين، خاصة على وسط الصعيد، وبلغت كمية الأمطار التي سقطت على أسيوط وحدها 68.7 مم، وهو ما يعد رقما ضخما للغاية لمدينة شديدة الجفاف قد لا تعرف الأمطار لسنوات متتالية.
امتدت العواصف لتشمل العاصمة العربية الأكثر جفافًا، حيث بلغت كمية الأمطار الهاطلة على القاهرة 39 مم. رقم قد لا تحققه أمطار عامين متتاليين في القاهرة، وكذلك سجلت عدة محطات أخرى من الدلتا وسيناء ومحافظة البحر الأحمر وجنوب الصعيد سقوط أمطار غزيرة في هذه الليلة واليوم التالي.
تسبب السيل التاريخي في انقطاع العديد من الطرق، وأصابت الحياة في بعض مناطق مصر بالشلل التام، كما تسببت الصواعق في اشتعال العديد من الحرائق.
بلغ عدد المباني المنهارة والمتصدعة في أسيوط والمنيا فقط نحو 6000 مبنى، كما دمرت السيول أكثر من 13 ألف فدان من الأراضي الزراعية.
لم تكن أجهزة الدولة مستعدة نهائيًا لمثل هذه الكوارث، أضف إلى ذلك سوء التخطيط الذي وضع العديد من المنشآت في مناطق الخطر المباشر، مخرات السيول.
الدرنكة الحادث الأليم
تركت هذه العاصفة خلفها حدثًا لا يُنسى، كارثة درنكة.
درنكة قرية صغيرة غرب أسيوط، بنيت في مخر السيل، وليس هذا فحسب، بل إن منازلها هشة من الطوب اللبن.
أغرق السيل قرية درنكة فجر الثاني من نوفمبر، ولكن الكارثة لم تقف عند هذا الحد!
تصور الأهالي أن ما يقتحم منازلهم هي مياه السيل، لم يكن أكبر المتشائمين يتصور أن المياه لم تأت وحدها، بل جلبت شرارة الموت معها.
في مخر السيل، تم بناء عدة مستودعات للوقود! لم يتحمل بعضها قوة السيل الهادر فانهارت، ليبحر الوقود في مجرى السيل إلى القرية المكلومة!
اشتعل الوقود في القرية، واختلفت الأقاويل حول أسباب اشتعاله، هل هي صاعقة أم شرارة كهربائية أم خلافه، لكن تعددت الأسباب والموت واحد!
دقائق قليلة وتحولت القرية إلى كتلة مشتعلة من النيران، ترى ألسنة اللهب والأدخنة الصاعدة منها من أي مكان في أسيوط.
ورغم أن الأجهزة الرسمية حينها أعلنت أن الضحايا بالمئات، إلا أن التقديرات أشارت إلى أن العدد لا يقل عن الألف شخص، فقد طمر السيل القرية تمامًا، لتختفي الجثث ويصبح الكثيرون في عداد المفقودين، لم يتم العثور عليهم.
كارثة مروعة في طي النسيان، كان عنوانها الإهمال الجسيم وسوء التخطيط.
تعرضت قرى محافظات أسيوط وسوهاج وقنا إلى سيول جارفة اجتاحت عددًا كبيرًا من المنازل، والمناطق الأثرية يومي 7 و8 من أكتوبر من العام ذاته.
وأسفر عن ذلك تدمير أكثر من 15 ألف منزل، وغرق نحو 25 ألف فدان زراعي، إلى جانب أكثر من 500 قتيل بمنطقة الصعيد وحدها.
في عام 1996
اجتاحت السيول عددًا من المناطق الأثرية، بالجانب الغربي لنهر النيل، أشهرها، وادي الملوك ووادي الملكات ومعبد سيتي الأول، فيما دمر سور مقبرة "خور محب"، ونتج عن ذلك نقص شديد في أعداد السياح، القادمين بالموسم السياحي الشتوي حينذاك.
وظل سقوط الأمطار مستمرا من الثامنة صباحًا حتى الرابعة عصرًا، وأدت إلى أخطار جسيمة تمثلت في غمر الطرق التي تربط مدن محافظة البحر الأحمر ببعضها والممتدة طوليًا، وتلك التي تربطها عبر الصحراء الشرقية بمدن الوجه القبلي وتم تدمير 24 برجًا كهربائيًا، ما أدى إلى تعطيل محطة تحلية المياه بالغردقة، وكذلك تعطيل وصول المياه العذبة من قنا.
وفى نفس العام أزيلت قرية القرنة بالأقصر تماما عن الوجود ووصفت الحكومة السيول وما نتج عنها أنها كارثة طبيعية ليس إهمالًا منها في بناء مخارات لمنع السيول.
وتعرضت محافظة قنا للسيول من نفس العام، ما أسفر عن هدم أكثر من ألف منزل بـ 7 قرى، هي "المعنا – عزبة حامد – القوقار- العصارة – النحال – الشيخ يونس – عزبة البورصة".
عام 2013
اجتاحت السيول محافظات الصعيد، خاصة أسيوط وسوهاج، ما تسبب في فقد الكثير من الأرواح، بالإضافة إلى تلف الكثير من البيوت، وبلغت تكلفة الإصلاحات 750 مليون جنيه.
سيول 2015 تضرب الإسكندرية
اجتاحت السيول محافظة الإسكندرية، والبحيرة، ما نتج عنه غرق الشوارع ومقتل 8 أشخاص صعقًا بالكهرباء وغرقًا، فيما قتل 3 آخرون بمحافظة البحيرة، وكانت تلك السيول الأشهر في عام 2015، وأسفر عن 6 قتلى وأصيب العشرات بسبب تساقط أمطار غزيرة وسيول وكرات ثلج بمحافظة الإسكندرية بمصر.
وكانت الأمطار قد تسببت في مقتل 6 أشخاص وإصابة آخر، بينهم ثلاثة إثر سقوط كهرباء ترام في الشارع بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، بسبب الأمطار الغزيرة المصاحبة لثلوج، وتوفي شاب إثر سقوطه في حفرة غارقة بمياه الأمطار بمنطقة المنشية.
عام 2016
"كارثة طبيعية، ومأساة إنسانية".. هكذا اجتاحت السيول الجارفة محافظات مصر على مدار السنوات الماضية، مخلفة وراءها آلاف القتلى والمصابين، جراء سقوط الأمطار والثلوج بغزارة على الطرق الصحراوية، خاصة بمناطق سيناء والصعيد والبحر الأحمر.
ليلة غارقة، هي ليلة الجمعة 28 من أكتوبر من العام الجاري، شهدتها محافظات القناة وسيناء والبحر الأحمر والصعيد، أسفرت عن مصرع 11 شخصًا غرقًا حتى الآن، بينهم ثلاثة أطفال.
وعلى الفور رفعت الأجهزة المعنية، حالة الطوارئ بالمحافظة سالفة الذكر، فيما كانت سوهاج ومدينة رأس غارب، الأكثر تضررًا حتى الآن، جراء السيول، ما أدى إلى انقطاع الخدمات المدنية، ومصرع 6 أشخاص بسوهاج، و4 آخرين بالبحر الأحمر.