نظرت أمامي وخلفي وبجانبي وفي كل الاتجاهات الأصلية والفرعية المسيطرة على أبعاد الوطن ووجدت الآتى..
- أقلقني أن أرى حالة من القلق ملبدة بجو قاتم وسحب ملبدة بما لا تعلم خفاياها مخيمة على أرواح أبناء الوطن وبنيه وآبائه وأمهاته وتمتد لتشمل أجداده.
- ولمحت وعرفت واستشعرت أيضا أنه لا أحد يفهم ما يحدث وما يصير، فالكل لا يغير كلمة واحدة، وهي "الاعتراض" وليس ذلك فقط ولكن يزينها بالاضطراب الذى روج له طبعا وعززه نقص في بعض المواد الغذائية وارتفاع الأسعار وجنون الدولار.
وأصابتني مثلهم عدوى الاكتئاب والزهق بل والقرف أيضا، ولم أجد إلا هو العالم ببواطن الأمور الدنيوية وظواهرها، ولم لا فهو الخبير فى السياسة والاقتصاد، وهو الذى عاش عمره حاملا هم وطنه ومن أجل محاولة إزاحة جزء من هذا الهم جاب الدنيا طولا وعرضا، وساهم فى كل مايخرج الوطن من كبواته وعرضت عليه همى وهم أبناء وطنى وهو منهم فقال:
فى البدء لا بد أن تسألي نفسك ماهى الأسباب الحقيقية وراء ذلك؟ وإليك الإجابة التي قد لا يعلمها الكثيرون...
- طلبت أوروبا ومفوضية شؤون اللاجئين من مصر إنشاء معسكرات إيواء للمهاجرين استعدادا للتدخل النهائي في سوريا وليبيا، وتمهيدا لنقل أكثر من خمس ملايين لاجيء لتخفيف الضغط على تركيا وتضييق النطاق على مصر وخنقها بمزيد من بؤر التوتر التى لا تنتهي.
- طلبت الولايات المتحدة الأمريكية من مصر إنشاء قواعد عسكرية ردا على نشر روسيا 300 صاروخ بقاعدة عسكرية روسية داخل سوريا؛ وبالطبع الأهداف كانت سيوف على رقبة مصر لأبعد الأبعدين.
- طلبت المملكة العربية السعودية من مصر عدم الوقوف أمام القرار الفرنسي الأمريكي الخاص بالتدخل في سوريا وترك الملف السورى مؤرجحا بين الشجب والتنديد والتهديد والوعيد، كل هذه المطالب لم يرض ولم يوافق عليها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فتداعت علينا كل الأمم وتكالبت وتضافرت وانتهجت سياسة الكماشة من كل ناحية وبدأت عملية التجويع والتركيع لمصر شعبا وجيشا.
ويبدو أن السيسي واثق من نفسه ومن موقفه الدولي والسياسي، وأن الرجل أخذ قرار التنمية وعدم التفريط في شبر واحد من أرضه أو السماح لنفسه أو لغيره بالمساعدة في تقسيم وطن أو إسقاط جيش عربي أو حتى الدخول في حرب يدفع شعبه فاتورتها وتحصد مزاياه دول أخرى تحارب وتتصارع كالأفيال على عشب غيرها.
- وباءت محاولاتهم بالفشل وأسقط فى يدهم ولم يستطيعوا أن يركعوا الرئيس أو يجبروه على الإذعان لمطالبهم، وأصبح ملعبهم مجهزا لما استطاعوا أن يفعلوه وهو خلق أزمات اقتصادية متكررة، والتلويح بسلاح وقف البترول السعودى والنقد الأجنبي وإرباك مشاعر المواطنين وإرهاقهم واللعب بمدى ولائهم وانتمائهم، باستغلال عوزهم وفقرهم وربما جهلهم وارتفاع أميتهم فى القرى والنجوع.
- ووسط كل مايفعله هذا الرئيس المصري حتى النخاع، وليقولوا عني ما يقولون، إلا أنني لا أخشى فى الحق لومة لائم. وسط كل ذلك جاءت صدمة السيسى والتي للأسف لم يكن يتوقعها، فقد حسب أن الشعب سيعضد خطاه ويقف معه وبجانبه، إلا أنه وجد شعبا لا يكف عن الشكوى والنقد والانتقاد والأنين والتراخى والأنتخة، وساند هذا الشعب بل وحفزه إعلام المرضى النفسيين الذين لايريدون لمصر الاستقرار والأمن والأمان، والذين يعملون لمصالحهم الخاصة.
ونسى الجميع أو تناسى أننا نخوض أكبر وأطول حرب في تاريخ الأمة؛ حرب الانتصار على كل من فى داخله حقد وغل وكراهية للوطن، حرب ضد أعداء فى الداخل والخارج حرب من كل صوب وحدب حرب مع عدو مجهول الملامح، إلا أنه بارع فى توجيه أسهم الكراهية والتشتت والتشتيت.. هذا العدو تكمن مواجهته فى أن يعلم الجميع أننا نخوض حربا من أجل البقاء، وأن الأيام القادمة أصعب وتتطلب التضافر والانصهار فى جملة الكل فى واحد.
يجب أن يعي كل مواطن حقيقة الموقف وليقم بربط حزام فوق بطنه، وأن يقتصد من أجل غد أفضل وليأخذ عظته من مجرد النظر إلى بعد خطوات قليلة من حدودنا الأبية، فحولنا شعوب ركعت ودولا اختفت من على وجهه الأرض وأخرى تقسمت وغيرها تشرذمت، وأخرى فى انتظار مصير مظلم. ولم ينتظر ردي لأنه رأى عيني يملأها الدمع ووجدنى أردد وبصوت عال تحيا مصر فقال مثلما قلت.