بالجمهور والرجولة .. حانحقق البطولة

لا حديث بين جماهير القلعة البيضاء إلا عن مباراة الزمالك وصن داونز بطل جنوب افريقيا فى إياب الدور النهائى، من بطولة رابطة دورى أبطال إفريقيا، التى تقام يوم الأحد القادم، الساعة الثامنة مساء، باستاد برج العرب، ويحتاج فيها الزمالك للفوز بفارق أربعة أهداف لحصد لقب البطولة بعد انتهاء لقاء الذهاب بفوز صن داونز بثلاثية نظيفة.

لقاء الأحد القادم فى مصر قد يحمل الكثير من المفاجآت السارة لجماهير وعشاق الفانلة البيضاء، ومن يقلل من فرص الزمالك فى تحقيق النتيجة المطلوبة، خاطئ بكل المقاييس، فى ظل حرص اللاعبين والجهاز الفنى على تعويض الهزيمة بفوز كبير لإحراز لقب البطولة، وهى نفس رغبة الجماهير الغفيرة التى ستؤازر الفريق من داخل الملعب، مع دعوات الملايين أمام الشاشات.

أعرف أن المهمة ثقيلة، وتعويض الهزيمة بالثلاثة لن يكون سهلًا لقوة فريق صن داونز، لكن فى نفس الوقت أدرك تمامًا ان الفريق الأبيض الزملكاوى يمتلك القدرة على التعويض، وايضًا لديه تصميم كبير على التمسك بالفرصة القائمة للفوز باللقب، وبأذن الله سيقاتل بكل قوة وشراسة من أجل تحقيق النتيجة المطلوبة وقهر المستحيل للتتويج بالكأس الافريقية الغالية.

فقط نحتاج فى هذا اللقاء الى زحف جماهيرى أبيض الى المدرجات، مع أحد عشر مقاتلًا داخل المستطيل الأخضر، مسلحين بالروح القتالية العالية، والعزيمة والرجولة والإصرار، وان يكونوا على قدر المسئولية من أجل إحراز البطولة، وتحقيق حلم الجماهير البيضاء التى لم تتأخر يومًا عن دعم ناديها، والوقوف خلفه، وسيكون لها بأذن الله دورًا كبيرًا فى صنع الفارق للزمالك.

أدعو اللاعبين والجهاز الفنى والجماهير ، ان يكون لهم فى فريق اتحاد جدة السعودى، العبرة والمثل، بعد ان استطاع "بطل المملكة" تحويل هزيمته بثلاثة اهداف مقابل هدف على ارضه ووسط جماهيره فى ذهاب نهائى دورى ابطال أسيا، الى فوز ساحق على فريق سيونجام الكورى، بخمسة اهداف نظيفة، فى عقر دار بطل كوريا.

فى عام 2004 إستضاف اتحاد جدة السعودى، فريق سيونجام بطل كوريا الجنوبية، فى ذهاب نهائى دورى ابطال اسيا، واحتشدت جماهير الاتحاد بالمدرجات لتحقيق فوز كبير، يسهل من مهمة فريقها فى لقاء العودة، لكن أتت الرياح بما لا تشتهى السفن، وتلقى الفريق السعودى هزيمة ثقيلة على ارضه ووسط جماهيره بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد .

المهم لم يفقد إتحاد جدة آماله، ولعبت جماهيره دورًا بارزًا فى الشد من إزره، وحثت فريقها على قهر المستحيل فى لقاء العودة بكوريا، وبالفعل لم يخيب الإتحاد ظنون جماهيره، ولعب هناك مباراة العمر وقدم للجميع درسًا فى التحدى والإصرار، وقهر الصعاب، وإكتسح سيونجام بخمسة أهداف نظيفة سجلها كلها فى 63 دقيقة فقط من أحداث اللقاء، توج بعدها بكأس أسيا، بعد ملحمة بطولية للاعبى الإتحاد.

اذن كرة القدم مجنونة وليس لها أمان، وعلى الجميع أن يعى هذا الدرس السعودى الرائع، فالساحرة المستديرة تعطى من يعطيها وتخذل من يخذلها، ولكى نحقق الانتصار المنشود، على الجهاز الفنى تأهيل اللاعبين نفسيًا وبدنيًا وفنيًا قبل اللقاء، مع معالجة الاخطاء التى ظهرت فى المباراة الأولى والتنبيه على اللاعبين بإحترام المنافس، والتركيز طوال 90 دقيقة، والأداء بكل قوة من أجل تحقيق النتيجة المرجوة .

وعلى اللاعبين استغلال المؤازرة الجماهيرية، وبذل الجهد والعرق، واللعب برجولة وإرادة حديدية، والعمل على استغلال كافة الفرص التى ستتاح لهم اثناء اللقاء لإحراز أربعة أهداف بشرط عدم السماح لفريق صن داونز "القوى" بتسجيل أى هدف، أو إحراز ثلاثة اهداف لمعادلة النتيجة ثم اللجوء لركلات الترجيح، والتى من الممكن جدًا اللجوء لها فى نهاية اللقاء.

إن شاء الله يتحقق الحلم، ويقهر أبناء ميت عقبة كافة الصعاب من أجل كتابة أسماءهم بحروف من نور فى سجل البطولات، ومن أجل جمهور الزمالك الوفى الذى شارك بقوة فى صناعة أمجاد القلعة البيضاء .. قولوا يارب.