الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مرشحا الرئاسة أسقطا القيّم الأمريكية!


في منافسة "شريفة" أسقطت القناع عن الدولة العظمى التي تطلق على نفسها "بلد الحريات"، خرج مرشحا الرئاسة الأمريكية عن المبادئ العامة بعد أن بادر كل منهما بنشر "فضائح" الآخر علنًا، دون مراعاة للأخلاقيات والحريات والقيم العليا.

وآخر الفضائح التي نشرت وأذيعت.. مقطع من 11 سنة انتشر للمرشح الجمهوري دونالد ترامب لمحادثة جنسية صريحة له مع المذيع بيلي بوش، بتعليقات تحدث فيها عن "إغواء جريء" للنساء.

حيث قال ترامب: تعرف أنني أنجذب تلقائيًا للنساء وأبدأ بتقبيلهم وكأنهن مغناطيس، أقبّل فقط دون أن أنتظر. وعندما تكون نجمًا يسمحون لك بفعل ذلك، يمكنك فعل أي شيء.

فرد عليه المذيع بيلي: كل ما يحلو لك.

ترامب: إمساكها من ....... يمكنك فعل أي شيء.

وفي هذا الفيديو، يظهر ترامب بجانب زوجته ميلانيا، لكنه سمع في حديث غير مصور عن محاولته إغواء امرأة متزوجة.. ونشر ترامب لاحقًا مقطعًا مصورًا ظهر فيه آسفًا لكن بنوع من التحدي أيضا.

ترامب قال بعد إذاعة هذه الفضيحة: كنت مخطئًا، وأنا أعتذر.. لنكن صريحين، نحن نعيش في العالم الحقيقي، هذه ليست أكثر من مجرد إلهاء عن القضايا المهمة التي نواجهها اليوم.. في إشارة لاتهامه من قبل الحزب الجمهوري ومرشحته للرئاسة هيلاري كلينتون!

ولم يكتف كلا من المرشحين بسب وقذف الآخر بالاتهامات، وإنما لجآ إلى نشر الفضائح، والتحدي العلني، ليرى العالم المرشحين لرئاسة أكبر دولة عظمى يتراشقان بالألفاظ على الهواء.

مرشحا الرئاسة الأمريكية وضعا بلدهما في موقف محرج، فبعد أن كانت تلك الدولة العظمى تنادي بالديمقراطية وتدّعي أنها الراعي الرسمي لها، أصبحت اليوم بحاجة إلى معلم يرشد مرشحي الرئاسة إلى احترام الرأي الآخر، وتقدير الغير.

ففي مناظرة علنية أذيعت على الهواء مباشرة، رفض المرشحان مصافحة بعضهما البعض، وأسرع كل منهما إلى كشف فضائح الآخر وتعريته، بدلًا من التنافس في وضع رؤى أشمل لإدارة أكبر دولة عظمى.

وجه ترامب تهديدًا إلى كلينتون بأنه سيضعها في السجن، بعد مواجهتها بمحاكمة خاصة حال فوزه في انتخابات الرئاسة الأمريكية، بينما هددته بكشف مقاطع فيديو لفضائحه الجنسية وإهاناته للنساء.

واتهمت كلينتون المرشح المنافس بأنه استهدف النساء والمهاجرين والمسلمين ما يجعله غير مناسبًا لرئاسة أمريكا، فيما رد عليها بأن زوجها بيل فعل ما هو أسوأ منه وهو يتولى المنصب ذاته، وأنها كانت شريكة له في علاقاته النسائية.

ولم تكن تلك الفضيحة هي الأولى بين المرشحين، وإنما سبقتها تسريب وثائق للعديد من الفضائح الخاصة بكلينتون فيما يخص مسألة التجارة الحرة والعابرة للحدود، وتعاملها مع وول ستريت.

وتحاول هيلاري احتواء هذه الفضائح باستخدام علاقاتها، واستغلال وجود الحزب الديمقراطي في السلطة. ولكن ليس من السهولة غلق ملف هذه الفضائح حاليا، حيث لا شيء قانونيا لكي يعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي أنه لم يعثر على عناصر الجريمة في أفعالها. وإن فعل ذلك، فإن الأمر سيكون شبيها بمؤامرة.

من الواضح أن مرشحي الرئاسة للسباق للبيت الأبيض، كيانان ضعيفان هشان مليئان بالأخطاء والفضائح مما أساء لبلدهما أمريكا التي لا طالما رسمت لنفسها هالة كبيرة وسط العالم بحرياتها واستقرارها، ما يسقط كافة الأقنعة عن هذه الدولة العظمى ويسيء لديمقراطيتها المقنّعة!!!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط